نيروز الإخبارية : قالت الاستخبارات العسكرية البريطانية إن من المرجح أن روسيا تقوم بنزع الرؤوس الحربية النووية من صواريخ كروز القديمة واستبدالها برؤوس معدنية ثقيلة من أجل استخدامها في قصف الأراضي الأوكرانية.
وأضافت بأن الخطوة تبرز مستوى الاستنزاف في مخزون موسكو من الأسلحة بعيدة المدى.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية: "بصرف النظر عن نية روسيا، فإن هذا الارتجال يؤكد مستوى النضوب في مخزون روسيا من الصواريخ بعيدة المدى".
وأشارت إلى أنه بات بحكم المؤكد أن روسيا تأمل بأن تقوم الصواريخ بمهمة خداع الدفاعات الجوية الأوكرانية.
ويعتمد هذا التقييم على صور التقطت من داخل أوكرانيا لحطام صاروخ كروز روسي من طراز "إيه أس-15 كنت" الذي يُطلق من الجو والذي صمم في سنوات الثمانينيات من القرن الماضي حصرياً من أجل حمل رؤوس نووية.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية في التحديث الاستخباري اليومي الذي نشرته في تغريدة على تويتر إن هذا النظام سيُحدث أضراراً من خلال طاقة الصاروخ الحركية والوقود غير المستنفد. لكن من المستبعد أن يحقق تأثيراً موثوقاً على الأهداف المقصودة.
هجمات بصواريخ كروز
وقد شنت روسيا موجة من الهجمات بصواريخ كروز والطائرات بدون طيار على أوكرانيا في الأسابيع القليلة الماضية، ما أسفر عن مقتل العشرات من المدنيين وتسبب في انقطاع التيار الكهربائي في جميع أنحاء البلاد.
وقال دوجلاس باري، الخبير العسكري في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في تحليل له نُشر في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إن "ترسانة روسيا من صواريخ كروز الهجومية البرية قد تواجه بعض المشكلات، لم تنفد، ولكن من المحتمل أن تتقلص".
واستخدمت روسيا الكثير من الصواريخ الموجهة بدقة لضرب أهداف برية في جميع أنحاء أوكرانيا في وقت مبكر من الحرب، لكن الضربات تراجعت خلال الصيف حيث قال بعض مسؤولي الدفاع الغربيين إن مخزون الروس قد تراجع بشكل كبير.
ويُعد مخزون روسيا من الصواريخ سرا يخضع لحراسة مشددة، ولا يُعرف ما هي المواد التي تستند إليها أجهزة الاستخبارات الغربية في تقييماتها، ولكن هناك بعض القرائن في الصور المُلتقطة للهجمات الروسية الأخيرة على أهداف داخل أوكرانيا.
الرؤوس النووية الروسية
ووفقاً لتقديرات اتحاد العلماء الأمريكيين (منظمة غير حكومية)، فإن الروس يملكون 5,977 رأسا حربيا نوويا - وهي المسؤولة عن إطلاق التفجير النووي- على أن هذا العدد يتضمن حوالي 1,500 رأسا خارج الخدمة.
أما الـ 4,500 رأسا المتبقية فتعتبر في معظمها سلاحا استراتيجيا - سواء كانت صواريخ باليستية، أو صواريخ أخرى، يمكن تصويبها على مسافات بعيدة. وتلك هي الأسلحة التي عادة ما تصاحب الحرب النووية.
أما البقية فهي أصغر حجما، وأقل تدميرا، وهي تستخدم للأهداف الموجودة على مسافات قصيرة في ساحات القتال أو في البحر.
لكن هذا لا يعني أن لدى روسيا آلاف الرؤوس الحربية النووية طويلة المدى جاهزة للاستخدام الآن.
ويقدّر الخبراء أن يكون هناك في الوقت الراهن نحو 1,500 رأسا حربية نووية "منشورة"، بمعنى أنها موضوعة على قواعد ومنصات إطلاق الصواريخ والقاذفات أو على الغواصات في البحر.