نظمها مركز التوثيق الملكي الأردني الهاشمي ومنتدى الفكر العربي
تحت رعاية وزير الثقافة السيدة هيفاء النجار عقد مركز التوثيق الملكي الأردني الهاشمي بالتعاون مع منتدى الفكر العربي ندوة بعنوان "سيرة الملك الحسين بن طلال من خلال كتب المذكرات السياسية"، وذلك يوم الأحد الموافق 27/11/2022، وشارك في الندوة كل من: مدير عام مركز التوثيق الملكي الأردني الهاشمي وعميد كلية الآداب في الجامعة الأردنية الدكتور مهند مبيضين بورقة تناولت "سيرة الملك الحسين بن طلال من خلال كتب المذكرات الأجنبية: مستشار الملك لجاك أوكونيل، وأسد الأردن لآفي شليم، والحسين بن طلال سيرة ذاتية لجيمس لينت"، وأستاذ التاريخ في جامعة العلوم الإسلامية العالمية الدكتورخليل حجاج بورقة عنوانها "سيرة الملك الحسين بن طلال من خلال مذكراته الشخصية: ليس سهلًا أن تكون ملكًا، وقصة حياتي، ومهنتي كملك"، والباحث والصحفي الأستاذ محمد خير الرواشدة بورقة "سيرة الملك الحسين بن طلال من خلال كتب المذكرات الأردنية: مذكرات مضر بدران نموذجًا".
افتتحت الندوة التي أدارها د.عمر الفجاوي بكلمة لوزيرة الثقافة السيدة هيفاء النجار أوضحت فيها أن حياة الملك الحسين الراحل كانت محورًا للعديد من الكتب والدراسات والرؤى السياسية والاجتماعية، وأنه كان يتميز بشخصية تنويريه تتسم بالمحبة والإنسانية، فضلًا عن القيادية التي تأسست على الفكر الهاشمي العربي القومي، وتتقن فن السياسة في كل قرارات الدولة الأردنية، الأمر الذي حقق الوعي والبُعد المركزي العربي القومي.
وأكدت السيدة النجار أهمية دراسة شخصية الملك الحسين دراسة شاملة ومتكاملة تغطي الجوانب كافة، والعمل على بناء سردية وطنية قائمة على المبادئ الأخلاقية والإنسانية من قبل المؤسسات الفكرية والسياسية والثقافية.
واستذكر الدكتور جواد العناني في كلمته سيرة الملك الراحل الحسين بن طلال خلال فترة عمله رئيسًا للديوان الملكي الهاشمي، فتناول الصعوبات والتحديات التي مر بها الأردن خلال عدة عقود، ودور الملك الباني في تجاوزها، مشيرًا إلى أن للملك الحسين رؤية واضحة واستشرافية في التعامل مع الأزمات تنبثق من معرفته لحقائق الأمور، وطبيعته الإنسانية لكونه نموذجًا عربيًا استثنائيًا في الجانب الإنساني والأخلاقي، مؤكدًا بأن منهجه في الحكم وإدارته لشؤون الدولة كان مختلفًا عن أغلب النماذج والأمثلة العربية الأخرى في تلك الحقبة، وأن تخطي الأزمات لم يكن ممكنًا لولا توليه الحكم.
وقال الأستاذ كايد هاشم في كلمته بمستهل الندوة : إن للمؤسسات الثقافية والأكاديمية ومراكز الدراسات والتوثيق دور مهم في الحفاظ على استمرارية الوعي التاريخي والتعريف بجهود الباحثين والمفكرين في هذا المجال، مبينًا ضرورة التشبيك بين هذه المؤسسات لتنمية الحسّ التاريخي في تعزيز روافع المواطنة، والمشتركات بين أبناء الوطن الواحد في بناء الوطن والحفاظ على مقدراته واستقراره، وتدعيم مكانته ودوره في نطاقه الإقليمي والدولي.
ولفت الدكتور مهند مبيضين إلى الدور والمكانة والسمعة الدولية التي بناها الأردن في حقبة الراحل الملك الحسين وذلك من خلال كتب المذكرات الأجنبية، ومنها مذكرات جاك أوكونيل (1963-1971)، ومذكرات جيمس لينت التي كشفت عن القيمة الكبرى للحسين كقائد فذ للأردن ورجل حرب وسلام، وأنه التزم طول فترة حكمه بالقضايا العربية، كالوحدة العربية والروح العروبية، والتضامن العربي، وأن الأردن سعى دائمًا للسلام في ظل إقليم وأنظمة كانت ترفع شعارات الحرب.
وتناول الدكتورخليل حجاج سيرة الملك الحسين بن طلال من خلال مذكراته الشخصية، مبينًا أن هذه الكتب ركزت على الأحداث التي كان لها أثرها المباشر في حياة الملك الراحل، وأنها تشير إلى مواقفه من الأحداث الداخلية والخارجية وانعكاساتها على شخصيته، وعلاقته بأسرته والخبرات التي استقاها منها وخصوصًا من فكر المغفور له الملك المؤسس عبدالله الأول ابن الحسين، مشيرًا إلى أن للملك الراحل مهارة فائقة ومنهجية المؤرخ في التعبير عن الكثير من الأحداث التي مرت بها الدولة الأردنية قبل وبعد تسلمه السلطة.
وتحدث الأستاذ محمد الرواشدة عن سيرة الملك الرحل من خلال مذكرات رئيس الوزراء الأسبق السيد مضر بدران في الجوانب المتعلقة بالولاية العامة وقيم الدستور، موضحًا بأن المغفور له الملك الحسين شكّل حالة لا يمكن تجاوزها على صعيد الحكمة في تقدير الأمور والحنكة في إدارة المواقف، وأن مواقفه شكلت في مذكرات بدران تعريفًا واضحًا لموقع المسؤولية، وترك المساحة اللازمة لمن يمتلك ناصية الولاية العامة عند تبوئها، فقد كان الراحل الحسين رحبًا في استماعه للأفكار، وحاسمًا في مواقف الخطر، وعارفًا لقياس نبض الشارع، فكان عقلٌ له قلب وقلبٌ له عقل.
هذا وعرض في أثناء الندوة فيديو قصير تناول مقتطفات من حياة المغفور له الملك الحسين بن طلال، وجرى نقاش موسع بين المتحدثين الرئيسيين والحضور حول القضايا التي طُرحت.
يمكن متابعة التسجيل الكامل لوقائع هذه الندوة بالصوت والصورة من خلال الموقع الإلكتروني لمنتدى الفكر العربي www.atf.org.jo وقناة المنتدى على منصة YouTube.