قطعت شوط لعبهن على حانب الطريق، مازلت في الصفوف الإبتدائية، تحدثنا عن العبة القفز بالحبل... سألتهن.. اكيد حصرتن مباراة المغرب وإسبانيا.. قفز الفرح من أعينهن.. حضرناه.. بجنن.. شكلكن شجعتن المغرب.. طبعا.. الحمدلله فازوا.. قالت الأكبر.. بابا اشتري حلو.. وليش تشجعن المغرب.. . لازم نشجعهم.. لأنهم زينا.. بيقربولنا.. قلت لهن مستفزة.. أنا بصراحة شجعت أسبانيا.. ساد صمت واطرقن يتفرسن ملامحي.. قالت احداهن بصوت أقرب للهمس مترددة في تأنيبها لي .. ياعيبك ياخالتو.
تناولت رفيف طفلة جيراني صندوق العملات القديمة لتتفرج وتتعرف عليها..كنت اجاوبها عن أصل كل عملة حتى لقطت قطعة استعصت عليها قراءة اللغة المكتوبة عليها... عملت مين هاي ياخالتو؟.. ناوليني لأرى... هذا شيكيل.. طيب لاي دولة.. هي مش دولة.. لكن يتعاملوا فيه جماعة الكيان الكذا... كشرت عضلات وجهها ورمت بها في الصندوق وكأن عقربا لذغتها.. ييه يا خالتو.. لا لا مابدي ألمسها..
يخبرني طفل على هامش حديث مستقبلي معه وهو يصلح عجلة بسكليته.. بتعرفي ياخالتو إن الأردن رح يصير في مجاعة؟!.. جد والله.. من وين عرفت؟!... سمعت هيك بيحكوا السنة الجاية.. بتعرفيش.. أنت بتحضر أخبار؟.. لا.. بس بابا وماما بحكوا هيك...
.... في عالم الأطفال أجد مواقف أكبر من أعمارهم وابعد مما نعتقده عنهم... قد نكون أمام أجيال وعت الحياة بطريقة مختلفة عنا عندما كنت في نفس أعمارهم.. ولا أستغرب إن كانت أفضل منا مستقبلا. أقلها قد تقنن نفاقها بعض الشيء.