لك أن تتخذ موقفك الشخصي الذي ترغبه من الراحل المهندس ليث شبيلات..
ولك أن تقطع لنفسك الفتوى التي تناسبك أو تركن للفتوى التي تستهويك تجاه طروحات الرجل وآرائه ومواقفه..
ولكن مهما فعل المرء، ومهما حاول أن ينافق نفسه أو يضحك عليها أو يخدّرها، فإنّ هناك شخصان في تاريخ الأردن الحديث، وتحديدا خلال الثلاثين سنة الأخيرة، أعجباك أم لم يعجباك، قد ألزما الشعب الأردني برمّته الحُجّة أمام الله فيما يتعلّق بنهب مقدرات الأردن والدولة الأردنية:
الراحل ليث شبيلات رحمه الله..
والسيدة توجان فيصل حفظها الله وعافاها..
شهادة حق،،،
لم يسبق لي أن التقيت ليث شبيلات أو تعاملت معه مباشرة وجها لوجه..
وطبعا بحكم فارق العمر والمكانة لا توجد معرفة شخصية بيننا، ولا حتى خلال الفترة المقتضبة التي عملتُ فيها في الصحافة..
والمرة الوحيدة التي جمعني به مكان واحد كانت فعالية استضافها "محترف رمال" سابقا من أجل إشهار مجلد الأعمال الكاملة لـ "سالم النحاس" الصادر عن البنك الأهلي الأردني (أيام كان المغدور ناهض حتر المسؤول عن الشأن الثقافي في البنك الأهلي)..
أيامها كان "سالم النحاس" قد أصيب بجلطته، وقعيد الكرسي المتحرك، ويتكلم بصعوبة..
في هذه الفعالية كان هناك عدد من المتحدثين الذين أدلوا بشهاداتهم بحق "سالم النحاس"، منهم الأصدقاء، ومنهم الذين زاملوه في العمل السياسي خاصة أبّان حصار العراق ما بعد حرب الخليج الأولى وقبل الاحتلال الأمريكي للعراق.
المتحدثون كانوا:
- محمد طمليه.
- ليث شبيلات.
- توجان فيصل.
- جمال ناجي.
جميع المتحدثين، كلٌّ حسب خلفيته، أثنوا على النحاس وأشادوا به لموهبته الأدبية أو لمواقفه السياسية.
ولكن عندما أتى الدور على "سالم النحاس" ليتحدث، لم يرد على ثناء المتحدثين بثناء ولو من قبيل المجاملة، فقط أثنى على ليث شبيلات قائلا: "أبو فرحان كفو إذا قال فعل".
أحببتَ "ليث شبيلات" أم كرهته أم أبغضته، لا أحد يستطيع أن ينكر أنه عاش "كفو" ومات "كفو" ولم يُعرف عنه خلاف ذلك..
لقد أرهقتَ مَن بعدك وألزمتهم الحُجّة يا "ليث شبيلات"، خاصة في هذه الأيام العصيبات من عمر الوطن.