مع بدء إجازة منتصف العام الدراسي، ودخول فصل الشتاء، تكثر حفلات الشواء في الحدائق المنزلية والمتنزهات العامة والأماكن المفتوحة، غير أن الأمر لا يخلو من بعض المنغصات، مثل تعرض الأطفال للحروق أثناء الشواء، بسبب غفلة الأهل، أو دفن الفحم من قبل البعض، والاكتفاء بتغطيته بشيء قليل من الرمل، وفي حال عدم الانتباه، يصاب الأطفال والكبار أيضاً بحروق، تتفاوت حدتها بين الخفيفة والبليغة.
وحذر الدكتور مأمون المرزوقي استشاري جراحة الأطفال، من ارتفاع نسبة الحروق لدى الأطفال في الدولة، خصوصاً مع بداية موسم التخييم، ورحلات الشواء، وإشعال النار للتدفئة في الصحراء، وكذلك الطبخ على الحطب، ودفن الفحم دون إطفائه في الحدائق، ما قد يتسبب في إصابة بعض الأطفال بحروق، تتراوح حدتها بين المتوسطة والشديدة، لافتاً إلى أنه مع زيادة أعداد مرتادي الحدائق ترتفع نسبة إصابة الأطفال بالحروق.
إرشادات
وشدد على أهمية التقيد بالإرشادات الصادرة عن الجهات المختصة، واتباعها، لتجنب أخطار الحروق، التي قد تصيب جميع شرائح المجتمع من أطفال ونساء ورجال وشيوخ، ولعل أكثر الحوادث وأخطرها، تلك الحوادث التي تصيب الأطفال، باعتبارهم الفئة الأكثر تعرضاً للخطر، كونهم لا يدركون حجم المخاطر التي تحيط بهم.
وقال المرزوقي: إن علاج الحروق يتم حسب درجة وحالة الحرق، فمثلاً حروق الدرجة الأولى، وهي أخف أنواع الحروق، وتؤثر في الطبقة الخارجية للجلد فقط. وعادة تكون مصحوبة باحمرار في الجلد، وألم عند لمس منطقة الحرق، وربما ينشأ بعض التورم فيها، ومنها حروق الشمس، والحروق البسيطة الناجمة من التعرض للبخار الساخن. وهناك حروق الدرجة الثانية، حيث تتضرر الأنسجة الداخلية للجلد، وتكون مصحوبة بألم أكبر وحاد في منطقة الحرق، بالإضافة إلى تقرحات وتورم.
وبيّن أن الحروق من الدرجة الثالثة، تعتبر الأكثر خطورة، وفيها تتضرر الطبقة الخارجية للجلد والأنسجة الداخلية تحت الجلد بصورة حادة جداً، وقد تتفحم البشرة، فتبدو بنية اللون أو سوداء في هذا النوع من الحروق، أو ربما تصبح بيضاء أو كريمية اللون، وتؤدي هذه الحروق إلى تورم وتقرحات دائمة، نصائح بسيطة للتعامل مع حروق الأطفال.
وعن كيفية التصرف في مثل هذه المواقف، قال ينبغي تبريد موضع الحرق بواسطة ماء ذي درجة حرارة 20 درجة مئوية لمدة 20 دقيقة تقريباً، مشيراً إلى أن الكثير من الوصفات المنزلية الشائعة، ليست فعالة، وبعد تبريد موضع الحرق، ينبغي أيضاً استشارة الطبيب.
ولتجنب حروق الشواء من الأساس، ينصح الخبراء بوضع الشواية على أرضية مقاومة للنار، مع حمايتها من الرياح، ومن الأفضل أيضاً، التخلي عن وسائل تسريع الاشتعال. وبالنسبة للشواية العاملة بالغاز، فإنه ينبغي فحص كل الوصلات جيداً، مع مراعاة حماية خرطوم التوصيل من الحرارة.
وبشكل عام، يُفضل إبعاد الأطفال عن محيط الشواية، نظراً لأن رؤوسهم غالباً ما تكون على نفس مستوى ارتفاع اللهب، ما يعرضهم لخطر الإصابة بحروق.
من جهة أخرى، كشفت دراسة علمية حديثة، أشرف عليها باحثون بريطانيون، أن الفحم المستخدم في الشواء، يرفع من خطر الإصابة بتسمم أول أكسيد الكربون «كو».
ووفقاً لموقع صحيفة «ديلى ميل» البريطانية، كشفت الدراسة الاستقصائية، أن الناس يدركون مخاطر أخرى، مثل التسمم الغذائي، والحروق، وسلامة الأطفال، وحرائق الحدائق، والحوادث الخارقة، لكنهم لا يدركون خطر الأبخرة القاتلة التي تنبعث من الفحم.
وأشار الباحثون إلى أن استخدام الشواء في الداخل أو في خيمة، يمكن أن يكون قاتلاً، مقارنة بالأماكن المفتوحة.
وقال «جوناثان صموئيل» أستاذ الصدر والأمراض الرئوية، أن كثير من الناس لا يدركون أن الفحم ينبعث منه أول أكسيد الكربون الخطير، لذلك يجب الشواء في الهواء الطلق.