المكان الذي يعيش فيه الأسد يُعدّ الأسد واحداً من الحيوانات البريّة التي عرفها البشر منذ العصور القديمة، حيث كان يعيش في مواطن تمتدّ إلى أنحاء واسعة من أوروبا، وآسيا، وأفريقيا، إلا أنّ العديد مواطن الأسود فُقدت لأسباب مختلفة، ممّا أدّى بدوره إلى انخفاض أعداد الأسود بشكل كبير بحلول القرن الواحد والعشرين، وللحديث عن أماكن عيش الأسود في الوقت الحالي، لا بدّ من التّمييز بين نوعين من الأسود، هما:
الأسود الأفريقيّة: (الاسم العلمي: Panthera leo leo)، تعيش حالياً في أماكن متفرّقة من القارة الأفريقية جنوب الصّحراء الكبرى، بما في ذلك أنغولا، وبوتسوانا، وموزمبيق، وتنزانيا، وجمهورية أفريقيا الوسطى، وجنوب السّودان.
الأسود الآسيويّة: (الاسم العلمي: Panthera leo persica)، تعيش حالياً في ولاية غوجارات غرب الهند، تحديداً في غابة غير الوطنية فقط (بالإنجليزيّة: Gir Forest National Park)، وهي محمية طبيعيّة أُنشِئَت عام 1965م كمأوى للحفاظ على الحياة البرية.
التوزيع البيئيّ للأسود
تعيش الأسود في مجموعة واسعة من البيئات التي تتخذها موطناً، إلّا أنّها لا تتمكّن من العيش في المناطق الدّاخليّة من الصّحراء الكبرى، أو الغابات الاستوائيّة المطيرة،وعلى الرغم من اشتهار الأسد باسم ملك الغابة، إلّا أنّه لا يعيش في الغابات المطرية فعلاً، إذ يفضّل الأسد الأفريقيّ العيش في السّهول العشبيّة، والسّافانا، وأراضي الأشجار المنخفضة؛ حيث تنتشر الفرائس المعتادة له مثل: الحمار الوحشيّ، والجاموس، في حين يفضّل الأسد الآسيوي العيش في المناطق المليئة بالأشجار، إلّا أنّ هذه المناطق أصبحت محدودة في الوقت الحالي نتيجة للممارسات البشرية التي سيطرّت على معظمها، ويجدر بالذّكر أنّ الأسود تفضّل الاستقرار أيضاً بالقرب من جداول المياه لتتمكّن من صيد الحيوانات البرّية التي تقصد هذه المصادر المائية بهدف شرب الماء،
تهديد الأسد بالانقراض
تُشير التّقديرات إلى انخفاض أعداد الأسود في الوقت الحالي مقارنة بالسنوات الماضية، إلى جانب تقلّص عدد بعض الأنواع وتعرّضها لخطر الانقراض، وذلك لعدة أسباب؛ منها زيادة أعداد البشر وممارساتهم التي أثّرت بشكل كبير على الحياة البريّة كالصّيد وغيره، بالإضافة إلى انتشار الأمراض، وفقدان بعض مواطن الأسود نتيجة لعدة أسباب منها توسّع الأراضي الزّراعيّة. يتراوح عدد الأسود الأفريقية حالياً بين 6-10 ألف أسد، في حين يُقدّر عدد الأسود الآسيوية بنحو 400-460 أسداً فقط، لذلك قرّر الاتّحاد العالميّ للحفاظ على الطبيعة ومواردها (بالإنجليزيّة: IUCN's) إدراج الأسود في قائمة الأنواع المهدّدة بالانقراض، وبدأ بالفعل باتّخاذ التدابير اللّازمة للمحافظة على الأسود، وزيادة أعدادها.