كثيرون يخطئون في استقبال الزمن.. بل إنهم يعتقدون أن أفضل طريقة لاستقبال أي عام جديد هي بالاحتفال والرقص والغناء والدعاء..! الزمن يا أخوة الزمن لا يفهم الزمن.. ولا يحفل باحتفالاتكم..! وكمان؛ تعال جاي إنت وهو وهي؛ كيف تستقبل أحدًا لا تعرفه ولا تعرف ما يخبّئ لك ولأولادك القابضين على جمر "الأندومي" ولا تعرف كيف سيتعامل العام الجديد مع قضاياك المصيريّة كتحرير المرق من العرق أو إعلان نفسك إنسانًا بكامل ملابسك الداخلية التي تفضح شؤونك الخارجيّة؟!.
أعتقد جازمًا ومستوثقًا من تجارب الأعوام المنصرمة ( كلمة المنصرمة تحسسك أنك الجاحظ)..نعم أعتقد أن أفضل طريقة لاستقبال العام الجديد يتم بطريقة واحدة فقط: تذهب وتجنِّد كل من تعرف لتقفوا في كل الشوارع والأزقة والمفارق.. تبحثون جميعًا عن العام الجديد وتلقون القبض عليه ولا توسعوه شتمًا ولا ركلًا ولا دقّ رأسٍ أو دقّ كأس.. بل حلّفوه بكل معبودٍ هو يؤمن به.. سواء ما آمنت به العرب قديمًا أو حديثًا.. أن يقول لكم عناوين ما يحمل في طيّاته؛ العناوين فقط دون تفاصيل..!
وبعد أن يحلف لكم أن لا دخل له ما يجري ..وأن ما يجري لا يجري بمجراه.. لا تصدِّقوه.. فلِّتوا عليه كل أطفالكم وليزفّوه في الحارات ويجرجروه في الشوارع .. كلوا عليه الهرايس و الدحدح والترمس وما شئتم من طيّبات البسطات..!
العام القادم ليس قادمًا ..بل هو رابض على أنفاسكم وهو حقيقةً لا يعرف ما يهبط عليه من موبقات ليغرسها في دروبكم..! العام القادم لا يفيد معه إلّا التطنيش حتى يكتب الله أمرًا كان مفعولًا.. لأننا جميعًا لا "فاعل" لدينا كي نغيّر مجرى القادم المجهول..!