تعجز الكلمات ويتوقف مداد القلم في وصف حزن لا يطوله حزن برحيل أحد أمهات الوطن وأم الأصدقاء النائب السابق محمود النعيمات والاستاذ يحيى النعيمات واشقائهم الحاجة حمدة النعيمات سنديانة الحياة ونكهة العيش وروح الدنيا.
أجد نفسي عاجزاً عن رثاء هرم ماثل في أعمارنا، وحكيمة وشيخة بكل ما للكلمة من وصف ومعنى وأذكر بعنفوان تضحياتها وعطائها الذي توجت به رؤوس أبنائها غادرت الحياة صامتة محتسبة كما عرفها الجميع بحكمة الأم وحلمها وصبرها رحلت من صامت نصف دهرها، رحلت من كانت وستبقى نبراسا لأبناها ولمن عرفها واحبها يهتدي به ابنائها ويلتفون حوله، وكانت شمعة أضاءت للجميع دروب الحياة والنجاح، الذي لم يكن ليصلوا إليه لولا كفاحها ورضاها ودعواتها لن تطوي الأيام حضورها ولن تحوله إلى ذكرى، بل ستبقى روحها .
في ابنائها يستهدون بها، ويستلهمون منها، ما اعتدنا أن يكون حباً لهم وخوفا عليهم، لتعيش فيهم ما يحيون فالأم لا تغادر ولو رحلت عن دنيا فانية. نسأل الله تعالى الرحمة والمغفرة والعتق من النار وأن يدخلها فسيح جناته .