يُشير مفهوم حقوق الإنسان (بالإنجليزية: Human Rights) إلى جميع الحقوق والحرّيات الأساسية التي يمتلكها كل شخص في العالم، وتمّ تصنيفها إلى العديد من التصنيفات، وعلى الرغم من هذه التصنيفات يُشدِّد قانون حماية الإنسان على ترابط جميع تلك الحقوق معاً، ويعتبرها حقوقاً عالمية وغير قابلة للتجزئة، وبناءً على ذلك لا يُمكن اعتبار حق معيّن على أنّه أكثر أهمية من أيّ حق آخر.
الحقوق الكلاسيكية والاجتماعية
وفيما يأتي شرح للحقوق الكلاسيكية والاجتماعية بشيء من التفصيل:
الحقوق الكلاسيكية
تُشير إلى الحقوق التي تتطلّب عدم تدخّل الدولة بها، أو ما يُعرَف بالالتزام السلبي للدولة، أيّ التزام الدولة بالامتناع عن القيام ببعض الإجراءات عند ممارسة الحقوق، وتلتزم الدولة باحترامها لهذه الحقوق، وتضمن إمكانية تمتع الأفراد والمجتمعات بها بشكل فعّال، مثل؛ الحقوق المدنية والسياسية.
الحقوق الاجتماعية
تتطلّب تدخلاً نشطاً من جانب الدولة، وهو ما يُعرَف بالالتزام الإيجابي للدولة، فهي تُلزمها بتقديم ضمانات معينة تُتيح إمكانيّة التمتُّع بتلك الحقوق، فمعظم الحقوق الاجتماعية تضمّ بعض العناصر التي تتطلب تدخّل الدولة لتسهيل ممارستها بالكامل؛ كالحق في الغذاء، والحق في العمل، والحق في السكن، والحق في التعليم.
الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية
فيما يأتي ذكر للحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية بالتفصيل:
الحقوق المدنية والسياسية
تضمن الحقوق المدنية والسياسية إتاحة الفرص للأفراد للمشاركة في الحياة المدنية والسياسية للمجتمع والدولة دون أيّ تمييز أو ممارسة أيّ أفعال لقمعهم، فهذه الفئة من الحقوق تحمّي الأفراد من التعدّي على حقوقهم من قِبَل الحكومات والمنظمات الاجتماعية والأفراد، وتشمل؛ الحق في الحصول على محاكمة عادلة، وعدم التعرّض للتعذيب، والحقّ في حرية الضمير والدين.
الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية
يشمل هذا التصنيف حقوق الإنسان المتعلّقة بالظروف الاجتماعية والاقتصادية الأساسية والضرورية لعيش حياة كريمة، وتكون هذه الحقوق محمية بموجب مختلف المعاهدات الدولية والإقليمية وفي مختلف الدساتير الوطنية، ويُعدّ العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية أشمل معاهدة توفر حماية لحقوق الإنسان على المستوى الدوليّ، وتتعلّق تلك الحقوق بحقوق العمل والعمال، والحق في الحصول على الضمان الاجتماعي، والغذاء، والماء، والبيئة الصحية، والصحة، والتعليم، والسكن، والثقافة.
الحقوق الفردية والجماعية
تقسم الحقوق الفردية والجماعية إلى قسمين هما؛
الحقوق الفردية
تضمن الحقوق الفردية للأفراد حقوقهم في ممارسة بعض أشكال الحريات دون تدخّل من الحكومة أو الأفراد الآخرين، وتشمل العديد من الحقوق، مثل؛ الحق في التعبير عن الرأي من خلال التحدُّث بأيّ موضوع، والحق في حمل السلاح للصيد، أو للدفاع عن النفس وتوفير الحماية للعائلة والآخرين، والحق في التمتّع بالخصوصية ومنع أيّ تدخّلات حكومية في خصوصية الشخص دون أن تُقدّم مذكرة مخصصة بذلك، والحق في التزام الصمت إذا تمّ استجواب الفرد للتحدّث بوجود محامي له لضمان عدم الوقوع في المشاكل.
الحقوق الجماعية
ظهر مفهوم الحقوق الجماعية بعد عجْز الحقوق الفردية عن توفير الحماية الكافية للشعوب الأصلية والأقليات الأخرى التي تتسم بعدد من الميّزات جماعية، وعلى الرغم من أنّ الهدف الأساسي لحقوق الإنسان توفير حماية الفرد وتنميته، والتي تتمثل بالحقوق الفردية، إلّا أنّ بعض تلك الحقوق يتمّ ممارستها ضمن مجموعات وهو ما أُطلِق عليه مُسمّى الحقوق الجماعية، وتضمن هذه الحقوق للأقليّات العرقية الحفاظ على هوياتهم الثقافية وتنميتها، وإنشاء المنظمات والحفاظ عليها، وتشمل الحقوق الجماعية؛ حرية التجمُّعات وتكوين الجمعيات، وحرية المُعتَقد والدين، وحرية تكوين النقابات والانضمام إليها، ويزداد وضوح الحقوق الجماعية في حال ارتباط حقوق الإنسان بشكل محدّد بالانتماء إلى مجموعة معينة، ومثال ذلك حق أفراد الأقليات العرقية والثقافية في حماية أنفسهم، والحفاظ على لغتهم وثقافتهم الخاصة.
الأجيال الثلاثة لحقوق الإنسان
تمّ تصنيف حقوق الإنسان إلى ثلاثة أجيال وفقاً لنظرية (الجيل الأول والثاني والثالث)، وهي كما يأتي:
الجيل الأول لحقوق الإنسان
يشمل الجيل الأول من حقوق الإنسان الحقوق المدنية والسياسية للفرد، ويُمكن تقسيمه إلى مجموعتين فرعيتين، هما؛
المجموعة الفرعية الأولى: وتتعلّق بمعايير الأمن المادي والمدني، مثل؛ تجنُّب تعذيب الآخرين، أو معاملتهم بطريقة غير إنسانية، أو ارتكاب أفعال تتعلّق بالعبودية.
المجموعة الفرعية الثانية: وتتعلّق بقواعد السلطات المدنية والسياسية أو ما يُسمى بالتمكين المدني والسياسي، وتشمل العديد من الحقوق والحريات؛ كالحق في المشاركة السياسية.
الجيل الثاني لحقوق الإنسان
يشمل الجيل الثاني لحقوق الإنسان الحقوق الاجتماعية والاقتصادية، ويُمكن تقسيمها إلى مجموعتين فرعيتين، وهما؛
المجموعة الفرعية الأولى: وتهتم بمعايير الاحتياجات الأساسية وضرورة تلبيتها للأفراد؛ كالتغذية والرعاية الصحية.
المجموعة الفرعية الثانية: وتهتم بمعايير الاحتياجات الاقتصادية وطرق تلبيتها؛ كتأمين الأجور العادلة بما يكفل توفير المستويات المعيشية الجيدة للأفراد.
الجيل الثالث لحقوق الإنسان
يشمل الجيل الثالث لحقوق الإنسان فئة واسعة من الحقوق، ويُمكن تقسيمها إلى مجموعتين فرعيتين، وهما؛
المجموعة الفرعية الأولى: وتتعلّق بحق تقرير مصير الشعوب، وتشمل العديد من الجوانب التي تتعلّق بتنمية المجتمع، وشؤون الوضع السياسي.
المجموعة الفرعية الثانية: وتتعلق بحقوق الأقليات العرقية والدينية.