يتمثل تأثير العمل التطوعي (بالإنجليزية: Volunteering) على حياة الفرد بجعله مدركاً لقدرته على تقديم المُساعدة في العديد من الأمور في حياة الأشخاص والحيوانات وغيرها، وبالتالي زيادة التواصل مع الآخرين وتكوين صداقات جديدة معهم عند القيام بالأعمال والنشاطات المُشتركة خاصةً لأولئك الذين تجمعهم نفس الاهتمامات، والتوسع في تكوين العلاقات، وتعزيز مهارات التواصل، إلى جانب القيام بالعديد من الأنشطة الفعّالة والمُمتعة.
تعزيز المهارات المهنية
يُكسب العمل التطوعي الفرد الخبرة في مجال عمله، من خلال تعزيز المهارات المُستخدمة في مكان العمل؛ كمهارات التواصل، والعمل الجماعي، وحل المشكلات، وإدارة المهام، إضافةً إلى التعرّف على أشخاص يشغلون ذات المنصب ويُشاركونه نفس الاهتمامات، كما أنّه يوفّر للفرد فرصةً لتجربة وظيفة أو مهنة جديدة دون أيّ التزام.
تعزيز صحة كبار السن
يُساعد العمل التطوعي على تعزيز الصحة الجسدية والنفسية لكبار السن من المتطوعين، حيث إنّه يحثّهم على الحركة، وهذا بدوره يُحسّن من الصحة العقلية لهم، ويدعم نظرتهم الإيجابية للحياة، إضافةً إلى أنّ ذلك يُشعرهم بأنّهم أصغر سناً، وبالتالي التقليل من شعور المريض منهم بالأعراض، فقد وجدت العديد من الدراسات أنّ العمل التطوعي لكبار السن يُخفّف الإصابة بالعديد من الأمراض القلبية.
تحسين الصحة الجسدية للفرد
يعمل غالبية الأشخاص في هذه الأيام في وظائف مكتبية ممّا يؤدّي إلى قلّة نشاطهم، فالعمل التطوعي يُساعد الأفراد على الحركة بشكل ما، وإن لم يتطلّب ذلك جهداً بدنياً كبيراً، فما زال باستطاعة المرء النهوض والتحرّك خلاله، مثل: الذهاب إلى حديقة أو ملجأ أيتام، أو اللعب مع الأطفال، أو زيارة دار المسنين وغيرها، فذلك من شأنه حرقَ الدهون بدرجة معينة وجعل الفرد أكثر نشاطاً وحيوية.
تعزيز الثقة بالنفس واحترام الذات
يُساعد العمل التطوعي على تعزيز التصالح مع النفس، والشعور بإيجابية كبيرة تجاه الحياة والآخرين، وبالتالي خلق آمال كبيرة من أجل تحقيق الأهداف المُستقبلية للأفراد، كما أنّه يُعطي الفرد إحساساً بالفخر عند تقديم المُساعدة للآخرين ممّا يمنحه شعوراً بالإنجاز، ويُصبح باستطاعة الفرد تجربة العديد من الأمور خاصةً لأولئك الذين يشعرون بالخجل أو الخوف من القيام بأعمال جديدة مُغايرة لطبيعتهم وطبيعة أعمالهم، فذلك يُعزز شعور الثقة بالنفس لديهم.
تحسين الصحة النفسية للفرد
يجعل العمل التطوعي الفرد أكثر سعادةً من خلال زيادة هرمونات السعادة لديه وبالتالي تعزيز الصحة العقلية، كما يُساعده على مقاومة التوتر والاكتئاب والشعور بالوحدة، ويُحسّن مزاجه إلى حدٍّ كبير، وبناءً على ما وجده الباحثون من خلال قياس نشاط الدماغ، فإنّ مساعدة الآخرين تزيد من سعادة الفرد ومُتعته وتُحفّزه على العطاء والمساعدة بشكل أكبر.
فهم منحنى الحياة واكتساب المعرفة
يُساعد العمل التطوعي على التعرّف على ثقافات عديدة من خلال التعامل مع أشخاص جُدد ومعرفة أنماط حياتهم، وبالتالي دعم تفهم الآخرين وتقبّلهم، كما أنّه يجعل المرء أكثر وعياً بالقضايا والأمور التي يتعامل معها الآخرون، ويُصبح أكثر مُرونةً اجتماعياً، بالإضافة إلى أنّه يُساعد على تنمية العديد من المهارات الاجتماعية، مثل: التعاطف والعمل الجماعي.
أهمية العمل التطوعي للمجتمع
تكمن أهمية العمل التطوعي على المستوى المجتمعي، باهتمامه في حل العديد من القضايا المهمة، من خلال عطاء الأفراد ورد الجميل للمجتمع الذي يعيش فيه، كما أنّه فرصة جيدة لتوجيه طاقات الأفراد ومهاراتهم لتحسين البيئة المحيطة وتقديم المساعدة لمن يحتاجها، ومن الجدير بالذكر أنّ الكثير من الجمعيات الخيرية والمنظمات تعتمد على الأفراد المتطوعين لدعمهم معنوياً ومادياً، حيث يتم تمويل هذه الجمعيات بشكل جزئي فقط من الحكومة ومجالس الشعب