يحدث التلوث في الغلاف الجوي نتيجة وجود مادّة أو مواد غير مرغوب فيها في الهواء بما يكفي لإحداث تأثيرات ضارّة، وهذه المواد الضّارة قد تؤثر بصحة الإنسان والممتلكات البشرية والحيوانات والنباتات، وقد تكون ملوثات الغلاف الجوي إما طبيعيّة أو خارجيّة، فأما الطبيعيّة منها فتكون ناتجة عن الغبار المنبعث من الرماد، أو الغبار، أو انبعاثات الغاز الناتج عن النشاط البركاني، أو الدخان والغاز الناتج عن حرائق الغابات، أما العوامل الخارجيّة فتأتي نتيجة الأنشطة البشريّة مثل الغازات المنبعثة من المصانع والمركبات، ونفايات البلديات، والمحطات النفطيّة ومحطات توليد الطاقة وغيرها.
نتائج تلوث الغلاف الجوي
ينتج عن تلوث الغلاف الجوي العديد من المشاكل التي يمكن أن تؤثر على البيئة والإنسان والاقتصاد أيضًا، وفي ما يلي نتائج تلوث الغلاف الجوي على كل من البيئة والإنسان:
آثار تلوث الغلاف الجوي على الإنسان
يعد تلوث الهواء من إحدى المشاكل والآثار التي تهدد صحة الإنسان، ويمكن تقسيم هذه التأثيرات الصحيّة إلى تأثيرات قصيرة المدى وتأثيرات طويلة المدى، أمّا التأثيرات القصيرة المدى فتشمل أمراضًا عديدة مثل أمراض الشعب الهوائية أو الالتهاب الرئوي، ويمكن للهواء الملوّث أيضًا أن يسبب الغثيان، والصداع، والدوخة، أما التأثيرات الطويلة المدى فهي قد تستمر لسنوات أو مدى الحياة مثل أمراض القلب وسرطان الرئة وأمراض الجهاز التنفسي مثل انتفاخ الرئة، ويمكن أن يتسبب تلوث الهواء أيضًا في تلف طويل الأمد للأعصاب، والدماغ، والكلى، والكبد، والأعضاء الأخرى.
يختلف تأثر الأشخاص بتلوث الهواء من شخص لآخر، فغالبًا ما يكون الأطفال الصغار وكبار السن، الذين تميل أجهزتهم المناعيّة إلى الضعف، أكثر حساسية للتلوث من غيرهم، وفي إحصائية يموت ما يقارب 2.5 مليون شخص في جميع أنحاء العالم بسبب تلوث الهواء الداخلي أو الخارجي.
آثار تلوث الغلاف الجوي على البيئة
يمكن أن يؤثر الهواء الملوّث على النظام البيئي بأكمله، فقد يؤدي إلى تلوث سطح المسطحات المائية والتربة بشكل مباشر، وهذا قد يؤدي إلى قتل المحاصيل أو يقلل من إنتاجها، فقد يمكن لجزيئات أكسيد النيتروجين، وثاني أكسيد الكبريت، وأكسيد النيتروجين الموجودة في الهواء أن تخلق أمطارًا حمضية عندما تختلط مع الماء والأكسجين في الغلاف الجوي، وهذه الأمطار تلحق الضرر بالغطاء النباتي عن طريق تغيير مكونات التربة، وإتلاف المحاصيل كما أن تساقط هذه الأمطار بغزارة فوق المياه في الأنهار والبحار والجداول يحط من جودتها، ويؤثِّر المطر الحمضي أيضًا على المباني والآثار.
من الآثار السلبيّة التي يسببها تلوّث الهواء أيضًا ظاهرة الاحتباس الحراري الناتجة عن زيادة كمية الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، وزيادة نسبة هذه الغازات بشكل كبير يؤدي إلى ارتفاع درجات حرارة الهواء والمحيطات حول العالم.
آثار تلوث الغلاف الجوي على الاقتصاد
إن ازدهار الاقتصاد يعتمد بشكل كبير على تمتع الإنسان بصحة جيّدة، وتلوث الهواء قد يؤثر بشكل سلبي على المحاصيل الزراعيّة ويقلل من إنتاجها، وهذا ما ينتج عنه خسائر ماليّة كبيرة في القطاع الزراعي وغيرها من القطاعات التي تعتمد بشكل أساسي على الزراعة، ما أنّ بقاء الأشخاص خارج العمل لأسباب صحية يمكن أن يكلف الاقتصاد بشكل كبير.