يعد التهاب الجيوب الأنفية من الأمراض التي تصاحب الكثيرين طوال عمرهم، مسببة لهم متاعب وآلام مزمنة، قد تعيق حياتهم الطبيعية.
ويحدث التهاب الجيوب الأنفية عندما تحفز مادة مهيجة مثل مسببات الحساسية أو الفيروسات، الأنف، ما يزيد تدفق الدم إلى الشبكة الكبيرة من الأوعية التي تبطن تجويف الأنف، ويتسبب هذا في تضخم الممرات الأنفية، ما يجعل التنفس أكثر صعوبة، ويمكن أن يتداخل تورم الأنف أيضًا مع حبس المخاط، ما يمنع تدفق الهواء بشكل أكبر.
ويؤدي احتقان الأنف إلى الضغط على عظام الوجنتين وقرب العينين وفوق الجبهة، مع صعوبة التنفس من الأنف، والشعور بتورم المنطقة حول العينين.
وتتمثل أعراض التهاب الجيوب الأنفية في إفرازات قيحية من الأنف وانسداد الأنف تماما وتراجع حاستي الشم والتذوق وانبعاث رائحة كريهة من الفم، بالإضافة إلى الصداع والشعور بالضغط في الرأس وتورم الأنف والحمى والإعياء.
وأشارت الجمعية النمساوية لطب الأنف والأذن والحنجرة إلى أن التهاب الجيوب الأنفية هو التهاب يصيب الغشاء المخاطي المبطن لجيوب الأنف، موضحة أنه يرجع إلى أسباب عدة، أبرزها العدوى البكتيرية أو الفيروسية.
وأوضحت الجمعية أن الأسباب تشمل أيضا الحساسية وأمراض المسالك التنفسية مثل الربو والانسداد الرئوي المزمن، ومواضع الضيق التشريحية، والتي تعيق تهوية الجيوب الأنفية مثل انحناء الحاجز الأنفي والزوائد الأنفية الكبيرة، بالإضافة إلى التدخين.
والتهاب الجيوب الأنفية الأكثر شيوعاً يرتبط بالبرد المسبب للعدوى الفيروسية، ويصيب حوالي 1 من كل 8 بالغين سنوياً. ومع ذلك، يمكن أن يعود لأسباب أخرى غير مُعدية.
وفي حالة استمرار الاحتقان لأكثر من أسبوع دون تحسن، أو ازداد سوءًا بعد التحسن، أو كان مصحوبًا بالحمى أو الصداع الشديد أو ألم الوجه، فيجب استشارة الطبيب لأنها قد تكون عدوى بكتيرية تتطلب مضادًا حيويًا.
ويتم علاج التهاب الجيوب الأنفية بواسطة الأدوية المزيلة للاحتقان والمذيبة للمخاط، بينما في حالة العدوى البكتيرية يتم اللجوء إلى المضادات الحيوية.
أما في حالة المشاكل التشريحية مثل اعوجاج الحاجز الأنفي والزوائد الأنفية الكبيرة، فيتم اللجوء إلى الجراحة لتقويم الاعوجاج أو إزالة الزوائد.