لا تتوفر أدلّة علمية حول ما إذا كانت الأعشاب مفيدةً لبناء الغضاريف، كما أنَّ الدّراسات في هذا المجال ما زالت محدودة، ونذكر منها مراجعةً منشورةً في مجلّة Molecules عام 2020، والتي ضمّت أبحاثاً عن فائدة الأعشاب في تحسين المشاكل المرتبطة بالغضاريف، وقد خَلُصَت إلى أنَّ الكيميائيات النباتية (بالإنجليزية: Phytochemical) المُستخرجة من النباتات، يمكن أن توفر العديد من الفوائد للغضاريف، ومنها:
امتلاكها خصائص مضادّة للالتهابات.
قدرتها على تعزيز بناء الغضاريف.
يمكن استخدامها كعوامل مساعدةٍ على تخفيف التهاب المفاصل التنكسي (بالإنجليزية: Osteoarthritis).
يمكن أن تلعب دوراً مهمّاً في هندسة الأنسجة التي تهدف لإعادة بناء الغضاريف.
وتجدر الإشارة إلى أنّ التهاب المفصل التنكسيّ هو أكثرُ أشكال التهاب المفاصل شيوعاً، ويحدث مع التقدّم في العمر، عندما يتآكل الغضروف الذي يُغلّفُ أطرافَ العظام،ويجدر التنويه إلى ضرورة استشارة الطبيب قبل تناول أيّ مستحضراتٍ عشبيّة، أو مكمّلاتٍ غذائية، بما في ذلك الفيتامينات، والمعادن، حيث يمكن لبعض الأعشاب والمكمّلات أن تتداخل مع بعض أنواع الأدوية، أو أن تؤثر بشكلٍ مُشابهٍ لبعض الأدوية، الأمر الذي قد يزيد من التأثيرات الجانبية لها، لذا يجب إخبار الطبيب بجميع العلاجات المُستخدمة لالتهاب المفاصل.
أعشاب مفيدة للغضروف والمفاصل
نذكر فيما يأتي بعضاً من الأعشاب التي قد تكون مفيدة لصحة الغضروف والمفاصل:
الزنجبيل
أشارت دراسةٌ نُشرت في مجلة Arthritis & Rheumatism عام 2001، وشارك فيها 261 مصاباً بالتهاب المفصل التكنسي؛ إلى أنَّ مستخلص الزنجبيل عالي النقاء أظهر تأثيراً ملحوظاً في تقليل أعراض التهاب مفصل الركبة التنكسي بشكلٍ معتدل، كما بيّنت الدراسة أمان مستخلص الزنجبيل، وقلّة آثاره السلبيّة في الجهاز الهضميّ.
الكركم
في مراجعةٍ نُشرت في مجلة Seminars in arthritis and rheumatism عام 2018، تبيّن أنّ خليطاً من مركّباتٍ الكركم التي تُسمّى بمركبات الكوركومينويد (بالإنجليزية: Curcuminoids) مع لبان الذكر (بالإنجليزية: Boswellia)، يمكن أن يمتلك تأثيراً في تخفيف أعراض التهاب مفصل الركبة التنكسي، ولكن هناك حاجةٌ لإجراء المزيد من الأبحاث عالية الجودة لإثبات هذا التأثير، وتجدر الإشارة إلى أنّ مركبات الكوركومينويد هي المكوّن الرئيسي للكركم، وهي تُستخدم على نطاقٍ واسعٍ في الخلطات التقليديةٍ، وكمضافاتٍ غذائيةٍ لخصائصها العِطرية والملوّنة.
كرمة دوك الرعد
أشارت مراجعةٌ نشرت في مجلة BMC complementary and alternative medicine عام 2016؛ إلى أنَّ عشبة كرمة دوك الرعد (الاسم العلمي: Tripterygium wilfordii) آمنة وذات تأثيرٍ إيجابي في تخفيف التهاب المفاصل الروماتويدي (بالإنجليزية: Rheumatoid arthritis)، ولكن ما زالت هناك حاجةٌ إلى المزيد من الدراسات الدقيقة لإثبات فعالية هذا التأثير.
الشاي الأخضر
أشارت دراسةٌ نُشرت في مجلة Clinical Nutrition عام 2018، وشارك فيها 50 مصاباً بالتهاب المفاصل التنكسي، إلى أنَّ مستخلص الشاي الأخضر يمكن أن يساعد على تخفيف الألم، وتحسين الحالة الوظيفيّة لمفصل الركبة لدى المشاركين، ولكن هناك حاجةٌ إلى مزيدٍ من الدّراسات طويلة المدى، وذات حجم عيناتٍ كبيرٍ لتأكيد فعالية هذا التأثير.
عشبة مخالب القط
أشارت دراسة على الحيوانات نُشرت في مجلة BMC complementary and alternative medicine عام 2015؛ إلى أنّ مستخلص عشبة مخالب القط (الاسم العلمي: Uncaria tomentosa) يمكن أن تساعد على تخفيف أعراض التهاب المفاصل.
نصائح للمحافظة على صحة الغضروف والمفاصل
فيما يأتي بعض النصائح سهلة التطبيق للمحافظة على صحة المفاصل:
اتباع نمط حياة نشيط والحركة باستمرار: تساعد الحركة على تخفيف تصلّب المفاصل، وآلامها، كما تلعب دوراً في تقوية العضلات المحيطة بالمفاصل، وتساهم في المحافظة على وزنٍ صحي.
ممارسة تمارين التمدد يومياً: تساعد هذه التمارين على تحسين القدرة على تحريك المفاصل، وتخفيف تصلّبها، بالإضافة إلى حماية الغضاريف من التآكل والتمزق.
خسارة الوزن الزائد: تساعد خسارة الوزن الزائد على التخلص من الضغط على الركبتين والوركين، حيث إنَّ خسارة 0.5 كيلوغرام من الوزن الزائد يُزيل 2 كيلوغرام من الضغط عن الركبة، الأمر الذي يساعد على تقليل تآكل المفاصل، وإبطاء تطوّر الالتهاب فيها.
بناء وتحسين قوة العضلات حول المفاصل: يمكن أن تساعد تقوية العضلاتِ الجسمَ على امتصاص بعض الصدمات التي تمرّ عادةً عبر المِفصل عند أداء النشاطات اليومية، لذا فإنَّ العضلات القوية تُقلّل خطر إصابة المِفصل بالضرر، في حال تعرّض أحد أطراف الجسم لأيّ حادثٍ.
التركيز على استهلاك الكمية الكافية من فيتامين د والكالسيوم: يُعدّ فيتامين د والكالسيوم عنصران ضروريان لصحة العظام، حيث يرتبط نقص الكالسيوم بانخفاض الكثافة العظمية، وزيادة خطر التعرّض للكسور، ويُعدّ فيتامين د عنصراً ضرورياً لامتصاص الكالسيوم في الجسم، ويمكن الحصول عليه من خلال التعرّض لأشعة الشمس، أو النظام الغذائي، أو المكمّلات الغذائية، وتجدر الإشارة إلى ضرورة استشارة الطبيب وإجراء الفحوصات اللازمة قبل تناول المكمّلات.
اتباع النظام الغذائي المضاد للالتهابات: يُعدّ تقليل مستويات الالتهاب أمراً ضرورياً لتقليل خطر تدهور التهاب المفاصل، وتحسين صحتها بشكلٍ عامّ، ويتضمّن النظام الغذائي المضاد للالتهابات تجنب الأطعمة التي تزيد الالتهاب، وتضمين المزيد من الأطعمة التي تُقلله.
ومن الأطعمة التي يجب تضمينها في النظام الغذائي المضاد للالتهاب؛ الفواكه والخضروات الغنية بمضادات الأكسدة، ومنتجات الألبان قليلة الدسم المحتوية على الكالسيوم وفيتامين د، والزيوت الصحية كزيت الزيتون البكر الممتاز، أمَّا الأطعمة التي يجب تجنبها، والتي قد تزيد مستويات الالتهاب؛ الأطعمة المصنعة، والأطعمة التي تحتوي على السكر المضاف، والدهون غير الصحية، مثل الدهون المتحولة، والدهون المشبعة، بالإضافة إلى اللحوم الحمراء.
الإقلاع عن التدخين: يزيد التدخين من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض؛ كأمراض القلب والأوعية الدموية، والسرطان، كما أنّ تأثيره السلبي قد يصل إلى المفاصل.
شرب الماء بدلاً من مشروبات الطاقة والمشروبات الغازية: حيث يُشكّل الماء حوالي 80٪ من غضاريف الجسم، وفي حال عدم المحافظة على رطوبة الجسم، فسيقوم الجسم بسحب الماء من الغضاريف ومناطق أخرى من الجسم.
لمحة عامة حول الغضروف وأهميته
تُعدّ الغضاريف مُكوِّناً هيكلياً مهمّاً للجسم، فهو نسيجٌ ضامّ (بالإنجليزية: Connective tissue) يوجد في العديد من مناطق الجسم، بما في ذلك؛ المفاصل بين العظام كالمرفقين، والركبتين، والكاحلين، بالإضافة إلى نهايات الأضلاع، وبين فقرات العمود الفقري، وفي الأذنين، والأنف، والقصبات الهوائية للرئتين، ويجدر الذكر بأنَّه نسيج صلبٌ، ولكنَّه أكثر طراوة ومرونة مقارنة بالعظام.
وتتمثّل الوظيفة الرئيسية للغضاريف بتوفير الإطار الذي قد يبدأ فيه ترسّب العظام، بالإضافة إلى تغليف سطح المفاصل، ممّا يسمح للعظام أنّ تنزلق فوق بعضها البعض، وبالتالي تقليل الاحتكاك، وحدوث الأضرار، كما أنّها تساعد على امتصاص الصّدمات.