تمثل الثقافة دوراً رئيسياً في تشكيل حياة الإنسان، وبناء المجتمع، إذ تعد وسيلة لنقل المعلومات حول الخبرات البشرية، وتجميعها، بالإضافة إلى تخزينها، كما تساهم في تشكيل الإنسان عند تعلمه اللغة، والقيم، بالإضافة إلى العادات والتقاليد، وفيما يلي نبرز أثر الثقافة في بناء المجتمع:
تلعب الثقافة دوراً مهماً في طريقة تعبيرنا عن ذواتنا وتشكيل هويتنا؛ وذلك لأثرها الكبير في تكوين تاريخنا، وقيمنا.
تساعد في تطوير حس الانتماء، وزيادة الوعي الشخصي والمعرفي.
تساهم الثقافة في تشكيل القدرة على التواصل، وبالتالي تعميق شعور التعاطف ونشره.
تولد الشعور بالأمن، والأمان المبني على أساس وحدتنا.
ترتبط الثقافة ارتباطاً وثيقاً بالتاريخ، وتبني الهوية المستقبلية بناءً على التاريخ الماضي.
يستطيع الشخص الحكم على المجتمعات، ونسبة تطورها، وذلك من خلال معرفة ثقافتهم بمختلف أشكالها، مثل؛ التاريخية، والسياسية، بالإضافة إلى البيئية، والاقتصادية.
تكوّن الثقافة الممارسات الدينية، والاجتماعية الخاصة بالأفراد، وهذا بدوره يكون المجتمعات التي تضم هؤلاء الأفراد.
تعد الثقافة دافعاً قوياً في زيادة وتطور التنمية.
تؤثر الثقافة على نظرتنا لذواتنا وللآخرين، مما يساعد في تكوين الطريقة التي نتحدث بها ونتعامل بها في حياتنا.
تشكل الثقافة هويات الناس، وتزيد التضامن الاجتماعي؛ حيث تعد وسيلة ربط بين المجتمعات المختلفة.
تلعب دوراً مهماً في نشر السلام بين الأمم.
تساهم الثقافة في طريقة تصرفنا مع البيئة المحيطة بنا، وطريقة بنائها، بالإضافة إلى اختيار الأساليب المتبعة للمحافظة عليها.
لا يقتصر تأثير الثقافة في تشكيل الفرد وشخصيته بل تتخطاه لتؤثر في تفاعله مع عمله، كما تساعد في فهم وإدارة الموارد البشرية، وما لها من تأثير على الجوانب الحياتية الأخرى.
أبرز مظاهر الثقافة
تساهم مظاهر الثقافة المختلفة في بناء ثقافة المجتمع، وتحديد نوعها، وفيما يلي أبرز مظاهر الثقافة:
اللغة
تعمل الثقافة على تشكيل اللغة، بينما تقوم اللغة على عكس الثقافة، وبيانها، حيث ترتبط اللغة بالماضي، وهذا الماضي يشكل ثقافتنا ويعكسها، كما تتأثر اللهجة والتي هي جزء لا يتجزأ من اللغة بالبيئة والتاريخ الخاص بهذه الشعوب، ويشير تنوع اللهجات إلى تنوع الثقافة، ومن الجدير بالذكر أن اللغة تمر بمراحل عديدة وتتغير بناءً على الأحداث والأمور التي تتعاقب على هذا الشعب، إذ نلاحظ أن الناس في شمال كندا تحتوي لغتهم على العديد من الكلمات الخاصة بالثلج؛ وذلك لأن الثلج يمثل عاملاً مهماً في وجودهم ومحيطهم، وقد نجد ذات الكلمة لها العديد من المعاني بناءً على اختلاف اللهجات، مثل كلمة "Boot" التي تعني في إنجلترا صندوق السيارة بينما تعني في أمريكا ما يُلبس في القدم.
الفن
تخلق الثقافة روابط مختلفة من شخص لآخر مع الألوان والأشكال، بالإضافة إلى الأصوات وطريقة تفاعلنا معها، وتؤثر على تكوين النظرة الخاصة بالشخص إزاء الأماكن والأحداث، حيث يمثل الفن طريقة خاصة لعكس ثقافة الفنان، ونقل الصور، والأصوات، فضلاً عن القصص من جيل إلى جيل ومن مكان لآخر، وباختصار إن الفن يمثل لغة مختلفة تماماً لا تعرف الحدود لنقل الثقافة، ومن الجدير بالذكر أن الثقافة الإسلامية، والثقافة الصينية من أكبر الثقافات المؤثرة بالفن عبر مختلف العصور، ونجد أن كل جانب من جوانب حياة الفنان تنعكس في عمله، مثل؛ طفولته، وبيئته، بالإضافة إلى نوعية الطعام الذي يتناوله، وعمله، فضلاً عن تأثره بالفنانين الآخرين وثقافاتهم المختلفة، وفيما يلي نذكر بعض الأمثلة على تأثر الفن بالثقافة:
فن الزخارف اليابانية.
اختراعات تيرنر الملونة.
حماس الرسامين اتجاه مواضيع مختلفة، كجان فرانسوا الذي اهتم بمواضيع الحياة المشتركة.
تركيز ديلاكروا على الواقعية في فنه.
العمارة
يوجد أنماط معمارية فريدة جداً خاصة بكل دولة شكلتها ثقافتهم الخاصة، حيث تتسم العمارة اليونانية والرومانية بالأعمدة، وتتميز الصين والدول الأخرى المحيطة والمتأثرة بها بأسلوب الباجودا المعماري، فضلاً عن النمط المعماري الفيدرالي الذي تشتهر به أمريكا، حيث يمكّننا الأسلوب المعماري من معرفة ثقافة الشعوب، والتي بدورها تروي العديد من القصص والأساطير المتوارثة، كما ساهم هذا المظهر الثقافي بفتح الأبواب أمام السياح الأجانب؛ إذ تتيح لهم مشاهدة المظاهر المعمارية ومعرفة ما وراءها من ثقافة، ومن الجدير بالذكر أن الثقافة وطبيعة المنطقة كانت وما تزال تحكم وجود التصميم المعماري، فضلاً عن شكله، ومن أبرز الأمثلة على التصاميم الفريدة بطابع ثقافي ما يلي: