يتبادر لذهننا للوهلة الأولى عند ذكر (التجديد) مفاهيم وتفسيرات عدة تختلف من شخص لأخر تبعًا لعوامل عدة أبرزها الإدراك فكلما زاد الإدراك زادت قدرة المرء على النهوض والتجديد بفكره.
يربط البعض منا التجديد في الخطابات سواء السياسية أو الإسلامية فلا يقتصر التجديد على جزء أو طائفة أو جماعة من البشر، فيُرى التجديد الفكري كسنة من سنن السلوك البشري الفطري.
تقتضي حاجة الإنسان أن يسعى ويجاهد في التفكير وهو الجانب العملي عكس نظيره الاكاديمي النظري(التجديد الفلسفي) ، دعت الحاجة حديثاً لتطوير وإعادة تهيئة للفكر ليتماشى مع الحاضر، وهذا ما تفتقر إليه منظومتنا العربية الفكرية التي لم تواكب مراحل التطور والتجديد ما زاد من تقادمها وتصدعها ما سبب لنا فجوة فكرية بين العرب والغرب وهذا دليل قطعي على أن المنظومة تعاني وتعاني.
لهذه الفجوة الدور الكبير في عزوف بعض العرب عن فكرهم والاستعاضة بالفكر الغربي بدلاً من الفكر العربي، فسرعان ما تبدأ عمليات الانسلاخ تحت العبارة التبريرية: الهروب والخروج من بوتقة الجهل والتخلف العربي.
أن من الدوافع التي تدفعنا للتطوير والتجديد فكرنا هي الازدواجية ما بين الأحكام الشرعية والعادات والتقاليد التي تعتبر بدورها نوع من انواع الفكر القابل للتجديد، حيث يظن البعض منا بعض الأعراف والتقاليد السائدة أنها أحكام وأسس وأطر شرعية، الذي يميز العادات عن الأحكام الشرعية أن الأحكام الشرعية لا تحتمل الخطأ فهي من الله عز وحل أما العادات والتقاليد فهي من استحداث البشر فمن الممكن أن تحتمل الخطأ والصواب.
التجديد بمفهومه هوعملية بناء على معطيات الماضي والحاضر للوصول لمستقبل فكري عصري، ولعل من أقوى الهجمات التي تواجهها منظمة الافكار العربية عندما يطلق مرتاديها عليها الجهل والتخلف فتسقط طريحة لا تقوى على مجاراة الزمان ما سبب العزوف والنفور عن هذه المنظومة.
لهذا السبب يجب علينا النهوض بفكرنا العرب لكي نعيد الحياة للمنظومة العربية الفكرية التي لاقت وعانت ما لم يلاقيه أحد، فلننهض بفكرنا ونسمو به و لا نجعله لقمة يلوكها الماضي، لنرتقي بفكرنا، فالمجتمع القوي هو المجتمع المحافظ والداعم لمظاهره كفكره وعقيدته ولغته فلنكن في الطليعة ولتكن منظومتنا الفكرية هي الأقوى.