اقترح المؤرخ العرموطي اليوم تشكيل المجلس الثقافي الإعلامي الأعلى للدفاع عن كشمير والشعب الكشميري المظلوم برئاسة دولة رئيس الوزراء الباكستاني...
بسم الله الرحمن الرحيم
والصّلاة والسَّلام على سيِّد المُرسلين
كلمتي بعنوان/ اقتراح لتشكيل المجلس الثقافي الإعلامي الأعلى للدفاع عن كشمير، والشعب الكشميري المظلوم برئاسة دولة رئيس الوزراء الباكستاني
سعادة سفير جمهورية باكستان الإسلامية الجنرال المتقاعد سجَّاد علي خان المحترم
سعادة الملحق العسكري بالسفارة الباكستانية العقيد خُرَّم جاويد..
أيتها الأخوات... أيُّها الإخوة الكرام
... أُحييكُم بتحية الإسلام السَّلام عليكُم ورحمة الله وبركاته...
... بما أننا نتحدث اليوم عن أزمة أو مأساة كشمير فإنه مُنذ بداية الأزمة عام 1947م وحتى الآن يتعرَّضُ المُسلمون الكشميريون إلى أبشع أنواع القهر والقمع والتعذيب والتضييق الاقتصادي والتهجير القسري والإبادة الجماعية والاغتصاب الجماعي، وانتهاكات حقوق الإنسان، وتكميم الأفواه وعدم السماح للكشميريين بحق تقرير المصير الذي أقرّته هيئة الأمم المتحدة... كل ذلك حصل ويحصل في ظل صَمت دولي وعدم امتثال الهند لقرارات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية وقرارات منظمة التعاون الإسلامي.
... وحتى لا تكونُ كلمتي تكراراً لكلمات الزملاء باحتفالنا اليوم فإنني سوف أُركّز على نُقطة في غاية الأهمية وهي/ مُضاعفة الجُهد الثقافي والإعلامي من أجل الدفاع عن كشمير والشعب الكشميري المُناضل المقهور المظلوم..
... ومن الجدير بالذكر أن عددَ الكتب التي تم إعدادها وتأليفها في باكستان والعالم الإسلامي عن أزمة كشمير قليل – نسبياً – بالمُقارنة مع عدد الكُتُب التي صدرت من الجانب الهندي والعالم الغربي... وبعد أن علمت بأن هناك جهلًا كبيرًا وعدمَ معرفة حقيقة ما يجري في كشمير لدى معظم الناس في الأردن والعالم العربي... أدركت بأن أكبر خِدمة يُمكننا أن نقدمها للشعب الكشميري المظلوم المقهور هي مُضاعفة الجُهد الإعلامي والثقافي للتعريف بهذه المُشكلة...
... لذلك قبل ما يُقارب 8 سنوات سافرت إلى العاصمة الباكستانية إسلام آباد وذهبت إلى "مُظفّر آباد" عاصمة كشمير الحُرَّة، وتشرَّفت بمقابلة فخامة رئيس جمهورية باكستان الإسلامية المرحوم "ممنون حسين" وأنا مدين لهذا الرجل العظيم الذي وضع أمامي كل التسهيلات لإعداد وتأليف كتابي هذا عن أزمة ومأساة كشمير. وقد عاهدت فخامة الرئيس ممنون حسين بأن أبقى الخادم الأمين للدفاع عن كشمير والشعب الكشميري المظلوم ما دامت الدماء تسري في عروقي.
... وبعد أن أصدرت كتابي هذا عن أزمة كشمير، الذي كانت له أصداء واسعة _الحمد لله_ أقمنا وبدعم من السفارة الباكستانية في الأردن حفلاتِ إشهارٍ كثيرةٍ في العاصمة الأردنية عمَّان... وكذلك تم تنظيم حفلات إشهار بالعاصمة اللبنانية بيروت والعاصمة المصرية القاهرة والعاصمة السودانية الخرطوم.... وقد تأثّر الأردنيون والإخوة العرب الذين حضروا حفلات الإشهار كثيراً بعد أن قرأوا الكتاب، وبعد أن عرفوا حجم المُعاناة الكبيرة للشعب الكشميري المظلوم المُناضل، وبعد أن تفاجأوا بالمعلومات المُذهلة والصور التي توضح أساليب التعذيب والقمع والمعلومات عن حقيقة مأساة وأزمة كشمير والتي كانوا يجهلونها.
... وقد قامت السفارة الباكستانية في الأردن بطباعة طُبعة ثانية – 5000 نسخة – من هذا الكتاب، وقد تم توزيع الكتاب على ملوك ورؤساء العالم...
... وقد سُررت كثيراً بعد أن علمت من السفارة الباكستانية في الأردن بأنه أثناء اجتماعات الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة في نيويورك شكر دولة رئيس الوزراء الباكستاني جلالة الملك عبدالله الثاني على الإنجاز الأردني الكبير بعد أن أصدرت أنا المؤرخ الأردني عمر العرموطي خلال هذا العام كتاباً هاماً عن مأساة وأزمة كشمير.
... وإنني من على هذا المنبر من السفارة الباكستانية في العاصمة الأردنية عمَّان أُناشد المسؤولين الباكستانيين بشكل خاص مُضاعفة الجُهد الإعلامي والثقافي بشكل أكبر وضمن خطة مدروسة فيما يتعلَّق بأزمة كشمير... وبما أن قضية كشمير هي القضية المركزية بالنسبة لباكستان... وكما قال مؤسِّس جمهورية باكستان الإسلامية محمد علي جناح: "كشمير الوريد الوداجي من باكستان ولا يُمكن لأمة أن تسمح لأي عدو أن يتمسَّك بالوريد الوداجي"... وبما أن باكستان لا يُمكن في يوم من الأيام أن تُفرِّط أو تتنازل عن كشمير فهي قضية مصيرية بالنسبة للشعب والقيادة الباكستانية...
... ونظراً لأهمية الجُهد الثقافي والإعلامي ونظراً للجهل الكبير لدى معظم الناس عن قضية كشمير في العالم العربي والإسلامي بل وفي جميع أنحاء العالم... فإنني أقترح على الحكومة الباكستانية تشكيل – المجلس الأعلى الثقافي والإعلامي للدفاع عن كشمير والشعب الكشميري المظلوم المقهور – برئاسة دولة رئيس وزراء باكستان وعضوية شخصيات مؤثرة من باكستان والعالم الإسلامي وشخصيات عالمية مُتعاطفة مع الشعب الكشميري بحيث يتم انتقاء هذه الشخصيات من شخصيات إعلامية وثقافية وسياسية ومن مٌفكّرين كبار، ويتولّى هذا المجلس القيام بخطة مُتكاملة ثقافية وإعلامية للدفاع عن مأساة الشعب الكشميري، والتعريف بفظاعة المأساة بواسطة المُحاضرات والندوات الثقافية والمؤتمرات والأفلام الوثائقية والأخبار المدروسة جيداً على المواقع الإلكترونية والإنترنت وفي الصحف والمجلاّت، ومن خلال الكتب والنشرات باللُّغات العالمية التي تشرح مدى فظاعة المأساة والجرائم التي تُرتكب ضد الشعب الكشميري الأعزل المظلوم وذلك ضمن أسلوب علمي مدروس وبحملة إعلامية مُكثَّفة ومتكاملة في جميع أنحاء العالم... وفي الختام أتمَّنى أن يجد هذا الاقتراح أذناً صاغية لدى القيادة الباكستانية نظراً للأهمية والحاجة الماسّة من أجل حشد التأييد والتعاطُفِ الدولي لصالح أزمة ومأساة كشمير... لأنني أعتقد بأن هناك تقصيراً واضحاً لدينا في المجالات الثقافية والإعلامية...