ينتظر الاشقاء الكويتيون خاصة والعرب عامة يوم الخامس والعشرون القادم من هذا لشهر مناسبة عزيزة على قلوب الجميع وهي العيد الوطني الكويتي ويوم التحرير، حيث يشارك كافة الاشقاء الكويتيون والعرب هذه المناسبة الوطنية والتي تشكل أهم الأعياد الرسمية في دولة الكويت، ويعد هذا اليوم حدثاً تاريخياً مهماً حيث يعيش الشعب الكويتي بهجة الاحتفال باليوم الوطني وتمجيد تاريخ الكويت العظيم.
بطبيعة الحال تحتفل دولة الكويت كل سنة بالعيد الوطني لدولة الكويت، ويمجد الشعب الكويتي تاريخ الأمة الكويتية حيث يوافق العيد الوطني لدولة الكويت يوم 25 فبراير/شباط من كل عام، ويوافق هذا اليوم ذكرى اعتلاء عرش الكويت الشيخ عبد الله السالم الصباح، حيث لعب الشيخ عبد الله السالم الصباح طيب الله ثراه" دوراً كبيراً في استقلال دولة الكويت ، حيث تحررت من بريطانيا في التاسع عشر من يونيو/حزيران عام 1961، وظلت دولة الكويت تحتفل بالعيد الوطني الكويتي في يوم التاسع عشر من يونيو/حزيران من عام 1962 حتى 1964، وصدر بعد ذلك مرسوم أميري بدمج عيد استقلال الكويت مع عيد اعتلاء الشيخ عبد الله السالم عرش دولة الكويت الموافق 25 فبراير/شباط ، وتم دمج العيدين بيوم الخامس والعشرون من فبراير/شباط حتى يكون هناك فرصة للشعب الكويتي بالاحتفال بعيداً عن الحرارة العالية في فصل الصيف.
تعددت مظاهر الاحتفال بتاريخ اليوم الوطني الكويتي وتاريخ التحرير الكويتي في إطار من المظاهر والاحتفالات المتعددة، حيث يقوم الشعب الكويتي بتزيين الأعمدة والشوارع بعلم الكويت والزينة والأنوار المبهجة، وتنظيم الحفلات الشعرية والغنائية، وتقوم الدولة بتنظيم العروض العسكرية أثناء حضور جيش دولة الكويت والأمن والشرطة، وتعقد الكثير من الندوات والبرامج لتذكير الشعب بذكرى التحرير والعيد الوطني الكويتي، كما يتم نشر الأغاني الوطنية في جميع أرجاء الدولة.
وهنا استذكر بعض العبارات التي يتداولها الكويتيون بهذه المناسبة الوطنية العطرة:
وطني الكويت وطن الامن والوطن الدافئ لجميع المواطنين والمقيمين، ويشبه وطن الكويت رائحة الأجداد والأب والأم والانتصار لذلك اليوم العظيم، ويشبه رائحة الكرامة والعزة والفخر.
يحتفل المواطنون بالولاء والنصر والحب من أجل هذا الوطن العظيم.
نقدم ارواحنا فداءً لوطن الكويت الغالي.
تعلمت من وطني الكويت الطيبة والاخلاق والكرم، والكويت هو الوفاء والانتماء.
فكل حبة من تراب وطني الكويت يعد حلماً جميلاً يعيش به على ارض الوطن.
في هذه المناسبة الطيبة والعزيزة على كل الأردنيين، لا بد ان نتناول العلاقات الاردنية الكويتية المتميزة والتي تعد نموذجا لعلاقات الاشقاء والأصدقاء بكل فخر واعتزاز ، هذه العلاقة التي تمتزج بالمحبة والتقدير والاحترام المتبادل وعلى كافة المستويات الرسمية والشعبية، والتي تعود الى عام 1961 وتعكس المتانة والخصوصية والشفافية في العلاقات بين الاشقاء، وتزداد اواصر هذه العلاقة اكثر فاكتر مع مرور الأيام والسنين.
تتميز العلاقات الأردنية الكويتية بالشراكة الاستراتيجية والتنسيق المشترك في المحافل الإقليمية والدولية كافة، حيث أصبحت العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين أنموذجاً للعمل العربي المشترك، إذ يرتبط الأردن والكويت بالعديد من الاتفاقيات التي تعزز مسيرة التعاون والتقدم في كلا البلدين في كافة المجالات، السياسية، والاقتصادية، والتعليمية، والصحية، والإعلامية، والبرلمانية، والثقافية، والعسكرية. كما تحتضن الكويت مجموعة كبيرة من الكفاءات المؤهلة من أبناء الجالية الأردنية العاملين في القطاعات المختلفة فيها حيث يبلغ عدد افراد الجالية الأردنية ما يزيد عن 60 ألف مواطن أردني، بالمقابل يبلغ عدد الطلبة الكويتيين الدراسين في الجامعات الأردنية ما يزيد عن 5000 طالب، علاوة على المقيمين والزائرين.
وهنا استذكر حديث سعادة السفير الكويتي الأخ عزيز الديحاني والذي يكن كل تقدير واحترام للأردن والأردنيون قيادة وحكومة وشعباً حيث يقول: " إن هذه العلاقات الأردنية الكويتية تحمل تاريخا طويلا من التفاهم والتشاور والتنسيق منذ عام 1961 وعلى نحوها تشكلت اللجنة العليا المشتركة التي عقدت أربعة اجتماعات واللجنة الفنية المشتركة عقدت سبعة اجتماعات من اجل تحقيق التكامل في العلاقات ومتابعة مختلف أوجه التعاون لتبقى العلاقات الكويتية الاردنية في مربع التميز والاعتزاز."
ويضيف سعادته:"ان المواقف الكويتية الاردنية متطابقة ومنسجمة بفضل التوجيهات السامية من قادة البلدين التي تنطلق من مبادئ ثابتة تجاه جميع القضايا الوطنية والعربية الاقليمية والدولية، وتضع القضية الفلسطينية أولوية وبوصلة الاهتمام والتوجه لدعم الحقوق الفلسطينية والمساندة لنضال الشعب الفلسطيني التي تسعى لتحقيق التضامن العربي والحفاظ على وحدة الصف العربي ايمانا من الجانبين بثوابت العمل العربي المشترك وتأكيد خلق علاقات متميزة مع دول العالم. وبالتالي هنالك تطابق كاملاً بكافة المواقف وخاصة بما يتعلق بالولاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية، ووقوف الأردن الى جانب الشعب الفلسطيني."
ومن المعلوم، ترتبط المملكة الأردنية الهاشمية ودولة الكويت الشقيقة بعلاقاتٌ أخوية وطيدة رسّخ دعائمها جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين وسمو الشيخ نواف الأحمد الصباح، هذه العلاقة التي أسسها كل من المرحوم جلالة الملك الحسين واخية المرحوم سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح طيب الله ثراهما.
وتسعى كل من الاردن والكويت للارتقاء بمستوى التعاون الثنائي، وخاصة في المجال الاقتصادي، وتحتل الاستثمارات الكويتية في الأردن المرتبة الأولى بالنسبة لحجم الاستثمارات العربية في المملكة، بقيمة تصل إلى حوالي ٢٠ مليار دولار موزعة على قطاعات عدة أبرزها الطاقة، والسياحة والصناعة والبنوك والاتصالات والعقارات والنقل والبنية التحتية والبيئة. كما يعدّ الصندوق الكويتي للتنمية شريكاً أساسياً في دعم الجهود التنموية في المملكة، وكان للمساعدات التي قدمتها دولة الكويت للمملكة بصمات واضحة في تمويل العديد من المشاريع ذات الأولوية التنموية التي كان لها الأثر الواضح في مساندة ودفع جهود الحكومة الأردنية في عملية التنمية، علاوة هنالك عدد كبير من الاتفاقيات الثنائية ومذكرات التفاهم الموقعة بين البلدين والتي تخلق حضورا اقتصاديا متميزاً.
ويرتبط البلدان الشقيقان باتفاقية تعاون ثقافي، تهدف إلى تعزيز أواصر التعاون العلمي والتربوي والثقافي بينهما، وتحتضن الهيئات التعليمية الكويتية المختلفة من مدارس ومعاهد تطبيقية وجامعات، أساتذة أردنيين، بالإضافة إلى عدد كبير من الطلبة الأردنيين في المدارس والمعاهد والجامعات في الكويتـ وتحرص الحكومة الاردنية على تقديم جميع سبل الرعاية والاهتمام للأشقاء الكويتيين الطلبة والزائرين والمقيمين على ارض المملكة، ومساعدتهم على تحقيق الأهداف التي قدموا من أجلها إلى الاردن.
وتشكل العلاقة الأردنية الكويتية نموذجا فريدا في ثنائية العمل العربي المشترك والشمولي، الامر الذي أدى إلى تعظيم الانجازات والمكتسبات التي تصب في مصلحة الشعبين الشقيقين، وإن رعاية واهتمام قيادتي البلدين الشقيقين للعلاقات القائمة بين البلدين، مكنت البلدين الشقيقين من التوسع في هذه العلاقات، وفي مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والامنية.
ولا بد من الإشارة هنا الى الجهود الطيبة والمخلصة لسعادة السفير الأخ عزيز الديحاني وأعضاء السفارة الكويتية في الأردن الذين يواصلون الليل بالنهار لتعزيز العلاقات الثناية بين البلدين الشقيقين، حيث يقدر الأردنيون عالياً وعلى المستويين الرسمي والشعبي الدور الكبير الذي يقوم به سعادة السفير الديحاني على طول المملكة وعرضها في تعزيز العلاقات الأردنية الكويتية وخاصة في المجال السياحي و جذب الاستثمار للأردن، أخذا بعين الاعتبار الروابط التاريخية والجغرافية والقومية التي تجمع البلدين الشقيقين، ومؤكداً أهمية الشراكة الاردنية الكويتية، وضرورة دعمها وتعزيزها خدمة لمصالح الشعبين الشقيقين، هذه العلاقة التي ترعاها قيادتي البلدين كل من سمو امير دولة الكويت الشيخ نواف الاحمد الصباح حفظه الله وأخيه جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله .
وختاماً، يشاركني كافة الأردنيون والاردنيات برفع آيات التهاني والتبريك الى الشعب الكويتي الشقيق بمناسبة العيد الوطني لدولة الكويت ويوم التحرير، داعين المولى عز وجل ان يديم الامن والأمان والتقدم والازدهار على دولة الكويت الشقيقة وأهلها الكرام بقيادة أمير البلاد سمو الشيخ نواف الأحمد الصباح رعاه الله .
مدير عام مركز فرح الدولي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية