تشعر رغم كل الملابس التي ترتديها أن ظهرك عارٍ تماما للناس حيث مشيتَ وحيث وقفتَ وحيثُ جلستَ .. وإمعانًا في عُري ظهرك تشعر أنه لوحة إلكترونية تشتغل بالذكاء الصناعي يكتب عليه بخط واضح و مقروء حتى للأمّي عبارات ورسومًا ورموزًا كي يفضحك بين الناس..!
مثلًا :
تلبس مثل أبناء الصويفية وعبدون وتذهب إلى شوارعهم.. تشعر أن كل من يراك هناك يقرأ عبارة على ظهرك تقول: هاظ جاي من الغور فلا تصدقوا صويفنته ولا عبدونيته..!
تدخل سوبر ماركت فيظن التاجر أنك ستشتري ما هبّ ودبّ فيستقبلك بالترحاب وما أن تدير له ظهرك لتتجوّل في السوبر ماركت حتى يقرأ عبارة على ظهرك: فش معو إلّا حقّ باكيت الدخان؛ الزلمة ملبّي..!
تنظّر في حقوق الانسان في ندوة لا يحضرها إلّا ذوو المحاضر الذين يجلسون معه كلّ يوم.. وعندما تدعو إلى الحريّة وتحرير المرأة يضحك الجمهور الصغير من العبارة المكتوبة على ظهرك: لسا كاتل مرتو وجاي..!
عندما تنافق لمسؤل ظهرك كاشفك: قبل شوي لعن أبو إللي خلّفوك..! حين تبوس زوجتك: كان يحكي لصديقه أنه يفكّر جيدًا بطلاقك..! حين يعزمون عليك لطعام مفاجئ وتدّعي أنك قايم عن منسف: على عشا إمبارح النواشف..!
وحين تجلس إلى عيالك وتحكي لهم عن بطولاتك في الحياة وكيف قاومتَ وقاومتَ ورفضتَ ورفضتَ.. فيرفعون رأسهم بتاريخ أبيهم المشرّف وتستأذنهم للذهاب للحمّام يقرأون على ظهرك هذه العبارة: ها ها ها ها قُصر ذيل يا أزعر..!