كمثل هذه الليلة أقف أمام مرآة الخزانة أكرر التمرين للمرة الأخيرة، الفقرات كثيرة وسأنشد غدا أمام أهل القرية حيث دعت كل طالبة عائلتها لحضور الأحتفال، هكذا سأحرك يدي.. أرفعهما عاليا بإتجاه السماء، الفقرة الأولى لي.. آيات من الذكر الحكيم، ثم أخرج بزي يشبه زي الصلاة، أنشد صلوا عليه وسلّموا تسليما.. حتى تنالوا جنة َنعيما.. الله يجزي من يصلي مرة.. عشرا ويبقى في الجنان مقيما.. طبعا لن أنسى الإدغام كما علمتني المعلمة..
اتخيل مشهد الغد، بعد أن مددت الثياب المخصصة للإحتفال تحت فرشتي كي تبدو مكوية مرتبة .. سنذهب باكرا قبل الدوام للمشاركة في نصب بيت الشعر في ساحة المدرسة، بيت الشعر الذي قدمته عائلة النويجة، نصف داخلة كراسي المعلمات وبعض ادراج الصفوف، لابد أن تكفى الحضور، ستلحق بنا الأمهات يحملن دلال القهوة السادة في وقت نكون قد أنهينا فيه أيضا شطف وتنظيف المدرسة وانتظار الضيوف.. هذا أحتفال ليس عادي.. له مهابة خاصة، يتخيل لنا أن الملائكة ستكون من بين الحضور، سيكتبون عنا كل ماسنفعله محبة ورغبة.. إنها ذكرى الإسراء والمعراج.. الفقرة الأخيرة لي إنشد.. في ليلة تتزيا بالنور َالإشراق.. جبريل جاء النبيَ يدعوه فوق البراق.. غدا يوما مميزا لنا... اللهم صل وسلم على نبينا محمد في الأولين والآخرين، وفي كل وقت وحين، وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين.