قد يغدو الإنسان في ظروف الحياة التي تقتضي سبل العيش في زمن تكثر فيه التناقضات. وقدنعيش في زمن تختلف فيه الظروف والثقافات الاجتماعية والفكرية، زمن المتغيرات، والمفاجآت، زمن ثقافة وسائل التواصل وعدم الثقة والحذر من الآخرين … بتنا نعيش في حاضر التعايش والتقبل المفروغ والمفزوع منه منه في التعاملات الاجتماعية المحيطة بنا بغض النظر عن مصدر وكيفية هذه العلاقة الاجتماعية فقد تكون على صعيد العمل والجيرة والأهل أو وسيلة تواصل اجتماعي … ولتكملة مشوار الحياة بشكل صحي وسليم لابد من النظرة العميقة للذات…
إن التغيير في نمط الحياة ليس مقصورا على تغيير مستوى معيشي، أو تغيير في مجال مؤسسي وعملي….بل بات التغيير على الصعيد الذاتي أيضا.. بمعنى تطوير وتنمية الذات لمواكبة التغيرات التي تطرأ على نمط الحياة بشتى مجالاتها.
لو نتأمل الطبيعة الذاتية للإنسان… فهو مخلوق بالفطرة بطبيعة الحال قابل للتغيير من أجل تنمية وتطوير الذات نحو الأفضل، وتعايش بيئي بشكل متوازن وسليم.قائم على التعاون
ومع تأثيرات التكنولوجيا الحديثة في نمط الحياة هناك ثلاثة أصناف من الناس… الصنف الروتيني الذي يرفض التغيير وهو النمط ذو الثقافة التقليدية بمعنى لا متغيرة… والصنف الثاني المتقبل للتغيير وهو النمط الاندفاعي والمنجرف وهو الصنف ذو التغيير البعيد عن القيم…. أما الصنف الثالث وهو ذو التغيير المتوازن ويكون ما بين الصنفين السابقين فهو نمط متغير من أجل الارتقاء بالذات نحو الأفضل ولكن بتوازن.
والصنف البالغ الاهميه هو الصنف المتغير المتوازن الذي يبحث عن الارتقاء بالذات نحو الأفضل بما يتناسب مع الفكر الاجتماعي والقيم الدينية، حيث هذا النمط يتميز بفن الارتقاء بالذات… ويجمع ما بين الذكاء الاجتماعي من حيث التعامل مع مجريات الحياة، والذكاء الذاتي من حيث فهم الذات والقدرات والمهارات التي يستطيع أن يبدع فيها…. فهو صاحب فكر من سار على الدرب وصل…مهما كانت الإخفاقات الناتجه و التي قد يجدها أثناء مرحلة تطوير الذات نحوف الأفضل، ولكنه في النهاية يحقق النجاح نحو الارتقاء بالذات،فهو ذو طابع متحدي وشجاع ومغامر
إن ماهية تطوير الذات أمرمهم جداً، حيث إنها مبدأ الرقي بالذات الإنسانية في مختلف مجالات التعاملات الاجتماعية… ويسعى فيها الانسان لتطوير ذاته نحو الرقي بالأخلاقيات والفكر الإنساني ويعمل على مبدأ الارتقاء بالذات خُلقا وفكراً… إذ أنه حريص على تنمية الذات من حيث القدرات والمهارات والفكر والأخلاقيات بما يتناسب مع طبيعته الفطرية وما يتناسب مع المجتمع المحيط به فهو صاحب تغيير متوازن للذات.
وإن كان هناك تساؤل عن كيفية تطوير الذات…. الكيفية نفسها نابعة من التوازن ما بين قيم المجتمع والتغييرات المفاجئة التي قد تطرأ بطبيعة الحياة الإنسانية، فلا ننسى نحن نعيش في زمن التطور والمفاجآت…وعند تطوير الذات لابد من دمج القيم الاجتماعية وبما يتناسب مع المتغيرات المتطورة بشكل متعادل ومتوازن وذلك لأنه زمن التعايش مع المتغيرات.التي تطرأ على الساحه في كل وقت وزمن .