ومن الأغاني التي يعتز بها الأردنيون "ربع الكفافي الحمر والعقل ميّالة" ويتغنون بها في غالبية مناسباتهم، والتي أبدعها الراحل الكبير عبده موسى أداء مثيرا على الربابة في نهاية خمسينيات القرن الماضي، هي في الأصل كلمات غنتها (بغداد) للجيش الأردني عام 1941 لما شاهد العراقيون طلائع قوة البادية التي أنقذت عرش العراق الهاشمي بعد انقلاب رشيد عالي الكيلاني على الشرعيه وعزل الوصي الأمير عبد الإله عن العرش.
كان يومها الملك المؤسس عبد الله بن الحسين رحمه الله هو عميد الهاشميين، وبامر منه توجّهت قوة البادية لتنفيذ المهمة، ولما شاهدها العراقيون وشهدوا أفعالها، أعجبوا بها وتغنوا وصاغوا كلمات لها.
وفي منتصف خمسينيات القرن الفائت، حين تعرض الأردن وعرشه الهاشمي إلى معارك وهجمات من جمال عبدالناصر والقومجيين وقوى اليسار، قام الراحل الكبير الشاعر رشيد زيد الكيلاني بإعادة صياغة الأغنية بشكلها الذي نسمعه ونقرأه منذ ذلك الوقت، وحملت اسم (أهزوجة النصر) وذلك بطلب من صلاح أبو زيد مدير الإذاعة الأردنية (وزير الإعلام والخارجية والمستشار الملكي بعد ذلك)، حسب ما كان كتبه الدكتور المؤرخ سعد أبو دية.