من يتابع ولو بشكل بسيط ثورة "الذكاء الاصطناعي" التي تجري الآن بين ظهرانينا؛ سيصاب بالدهشة أولًا ثم الرعب..! أقول بين ظهرانينا لأننا حتى وهي بين ظهرانينا فنحن لا نلقي لها بالًا هذا إذا شعرنا بها من الأساس..!
يتكلّمون عن "فيسبوك" مختلف في بداية 2030.. فيسبوك تستطيع من خلاله أن تجلس مع عائلتك جميعها افتراضيا في ذات المكان.. أو مع من تريد..! يا للهول..!
لست ضد الدحية.. بل معها عندما تكون شوطًا كلّ شهر أو شهرين ولكنني ضد البقاء فيها ومع مخرجاتها طوال الوقت.. مع الدبكة ومع اللوّيح ومع حبل مودّع ومع الجوبي ومع كاظم الساهر وحتى إنني مع الراب إذا أردتم.. ولكنني لست مع البقاء والإقامة الدائمة فيهم..!
كل ما أخشاه أن يقتصر تعاطينا مع الذكاء الاصطناعي القادم هو تحميله عاداتنا وغيرتنا ومقاهرتنا من ومع بعض..! أن يقام صيوان فرح افتراضي ويا ويل من لم يحضر افتراضيًّا في هذا الفرح ويحز كرسيه.. يا ويله إذا لم يقم افتراضيّا ويرقص ويدبك ويهيجن.. يا ويل من لم يسحب مسدسه الافتراضي ويبلش طخطخة في العرس الافتراضي.. ويا ويل اللي ما "ينقِّط" عن حق وحقيق وليس افتراضيًّا..!
الذكاء من حولنا يتمدد فلا نكن وحدنا من يفوتهم الانتساب إليه لنصبح بعدها أغبياء عن سابق إصرار وتعمّد..!
فرّوا إلى الذكاء كي تفرّ إليكم الحياة القادمة.
*_(( ملاحظة مهمّة: المقالات تعبّر عن وجهة نظر الكاتب فقط ولا تشتبك أو تتصارع مع وجهات النظر المخالفة لها بل تحترمها ))_*