أكد رئيس جامعة مؤتة الدكتور عرفات عوجان بأن الجامعة تقف اليوم على عتبة التميز والريادة التي تعطشت إليها لسنوات لتستعيد بريق تميزها بتحقيقها جملة إنجازات بمجالات التطور الأكاديمي والعلمي والتقني والبحثي وخدمة المجتمع وتأخذ مكانة وتصنيفا متقدما محليا وعالميا.
واوضح عوجان، في حديث إلى وسائل الإعلام المحلية، أن الجامعة ركزت جهودها أخيرا وسعت بما لديها من قدرات وإمكانات وطاقات نحو تحقيق المنظومة الشمولية لتطلعاتها بأن تخرج من كونها مؤسسة تعليمية بالمفهوم التقليدي الضيق إلى الصورة التي تليق بصرح تعليمي يحتضن إرثا تاريخيا وحضاريا ووطنيا لتكون منارة تشع علما ومعرفة وبحثا وميدانا تدريبيا تنمويا تنعكس ثماره على الوطن ومجتمعاته، تلك الصورة التي لطالما ارتأتها التوجيهات والرؤى الملكية للجامعات ومؤسسات التعليم العالي الوطنية.
ولفت عوجان إلى أن جامعة مؤتة تحتضن ما يزيد على ٢٢ ألف طالب وطالبة منهم ٧٩١٤ طالبا مستجدا، واستقبلت ٤٩٩ طالبا في برنامجها الدولي منهم ٥١ في كلية الطب، ولاحظ أن تلك الأعداد التي تضاعفت عما كانت عليها في السنوات السابقة تؤشر وتدلل على حضورها المنافس لتكون ملاذاً علميا مرغوبا، والسمعة العلمية الطيبة التي عززتها بما وصلت إليه من مكانة وتصنيف مرموق في الداخل والخارج.
وأشار إلى أن الاعتمادات الدولية والتصنيفات التي حصلت عليها الجامعة ومنها "الاعتمادية الأميركية للكليات الطبية"(WFME)، والاعتماد الدولي(ACPE) لكليات الصيدلة، وحصول كلية الأعمال على عضوية الهيئة الدولية لكليات الأعمال (AACSB)، التي لم تتمكن من الانضمام إليها سوى ٥ بالمئة من كليات الأعمال في العالم، وانتهاء الجامعة من كافة مراحل الحصول على الاعتماد الأميركي (ABET) لكلية تكنولوجيا المعلومات، وسيتم الإعلان عن حصولها على الاعتماد رسميا خلال تموز القادم.
وواصل عوجان إنجاز كليات الجامعة بالاعتمادية الدولية بتقديم كلية الهندسة بتخصصات الكهرباء والكيمياء طلب الاعتماد الأميركي للعام الحالي، كما جرى توجيه كلية الزراعة لدراسة إمكانية الحصول على الاعتمادية الأوروبية (ASIIN)، وتحضير كلية التمريض للاعتماد الأميركي (ACEN) لهذا العام، وحصول كليتي إدارة الأعمال والصيدلة على شهادة ضمان الجودة الوطنية إضافة لوصول كلية الزراعة للمستوى الذهبي لشهادة الجودة.
وحول التصنيفات الدولية التي وصلت إليها جامعة مؤتة، لفت عوجان إلى أن الجامعة حققت عدة مراتب متقدمة بتصنيف QS البريطاني للجامعات العالمية حيث دخلت هذا التصنيف ولاول مرة في العام 2022 اضافة الى التقدم في تصنيف الجامعات العربية تكثر من 20 موقعاً.
وبيّن عوجان أن مسيرة البحث العلمي في جامعة مؤتة تواصل تألقها وتميزها محليا وعالميا بما حققته خلال عاميها الماضي والحالي، حيث وصل عدد الأبحاث العلمية التي نشرت في مجلات عالمية محكّمة 479 بحثا، وما يجاوز ٦٦٠٠ استشهاد علمي.
ولفت إلى أن الجامعة تواصل الابتعاث وفقا لحاجة كلياتها، مشيرا إلى أنها قررت العام الماضي إيفاد ٤٠ طالبا ترشح منهم ١٧ وتم إيفاد ١٢ طالبا التحقوا بالدراسة، كما تواصل العام الحالي ابتعاثها لطلبة في التخصصات المطلوبة، وأنها في مرحلة اختيار ٩ موفدين لكلية طب الأسنان.
وأشار عوجان إلى النقلة النوعية التي تتماشى ومتطلبات سوق العمل التي استحدثتها الجامعة لعامها الحالي ومنها تخصصَي أمن المعلومات والأدلة الرقمية وعلم البيانات والذكاء الاصطناعي في كلية تكنولوجيا المعلومات، وإدارة الأزمات والتكنولوجيا المالية والإدارية للأعمال، إضافة إلى تخصصات في الاختصاص العالي منها المتداخل في العلوم الطبية الأساسية والطب الباطني والجراحة العامة، إضافة للنسائية والتوليد وتخصصَي الأطفال والأسنان.
كما أوضح أنه جرى استحداث تخصصات أخرى تمثلت بماجستير العلوم الصيدلانية ودبلوم تدريب وتأهيل المعلمين قبل الخدمة واللغة الإنجليزية التطبيقية في كلية الآداب.
ولفت إلى أن تخصصات أخرى مطلوبة سيجري استحداثها قريبا فيما ستلغى تخصصات وتغير مسميات تخصصات أخرى وفقا لما يقتضيه واقع الحال ومتطلبات العمل ومصلحة الطلبة.
وأشار إلى أن التخصصات التي سيتم استحداثها هي المعالجة النفسية والعلاج الطبيعي وتكنولوجيا الاشعة للكلية الطبية المساندة وذكاء الأعمال وتحليل البيانات لكلية الأعمال، وهندسة إنترنت الأشياء ضمن تخصصات الهندسة.
وحول التخصصات التي ما تزال قيد دراسة استحداثها، فمنها ماجستير التمريض السريري وإدارة المستشفيات والقضاء الشرعي، غير أن تخصصَي التأهيل والتدريب الرياضي وهندسة الاتصالات الفضائية ستشهد تغيير مسمياتها، فيما سيتم استحداث تخصصات فرعية للاختصاص العالي في الجلدية والعظام والمسالك، إضافة للعيون.
وفيما يتعلق بالواقع المالي للجامعة ومديونيتها والدعم الحكومي لها، بين عوجان بأن الجامعة تعاني كما بقية الجامعات وغالبية مؤسسات التعليم العالي من ضائقة مالية ومحدودية الدعم المقدم لها، حيث لم يتجاوز العام الماضي خمسة ملايين دينار، وسينخفض لهذا العام؛ حيث لن تتلقى الجامعة مباشرة أكثر من مليونين ونصف دينار، وفق التوقعات، ما سيحد من طموحاتها وتطلعاتها نحو مواصلة منجزاتها التي حققتها رغم الإمكانات المحدودة وبجهود تمكنت معها من التعامل مع هذه التحديات وتذليلها لمواصلة عطائها.
وأكد عوجان بأن جامعة مؤتة، وبما قدمته وتقدمه، تتطلع إلى مزيد من الإنجاز والعطاء الذي تتعاظم صورته بتضافر الجهود وتلقيها للدعم من الشركات والمؤسسات الوطنية بما يترجم روح الشراكة وأثرها الإيجابي على المجتمع ومؤسساته.