وسعيد آخر من سعداء الشهر الكريم عباد الله سعيد آخر من السعداء رجل بلغ الستين من عمره أحيل على التقاعد عاد إلى بيته ولزم المسجد والبيت وانشغل بطاعة ربه قدم عليه رمضان وإذا به ينطلق في أحدى ليالي رمضان إلى منزله ويتحدث مع زوجته ويخبرها أنه اليوم يريد أن يأخذ عمرة في رمضان لقد سبق له أن أخذ عمرة في الشهر لكن قلبه تعلق بالبيت الحرام إنه يعلم أن عمرة في رمضان تعدل حجة مع محمد صلى الله عليه وسلم فهو يريد أن يكثر من الطاعات لبت المرة الأمر أحرمت وأحرم ذلك الرجل وركبوا سيارتهما وانطلقوا إلى مكة المرأة محرمة والرجل محرم يلبي ربه لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك وساروا بسيارتهم ودخلوا لحدود الحرم وما إن دخلوا حدود مكة إلا وبتلك السيارة الشاحنة التي تأتي مسرعة وتصطدم بهم لتنقلب سيارتهم وتنقل المرأة المصابة بجراحها إلى المستشفى أما ذلك الرجل فقد سقط مبرج بدمائه حمل إلى المستشفى في غيبوبة ليلقى الله عز وجل بعد ذلك لا إله إلا الله مات وهو يؤم البيت الحرام مات وهو محرم متلبس بالإحرام لبيك الهم لبيك هنيئاً له يوم أن يبعث بين الجموع ملبيا هنيئاً له يوم أن يبعث محرم لا تغطوا رأسه ولا تطيبوه وكفنوه في ثوبيه هكذا قالها صلى الله عليه وسلم لمن وقصته دابته في الحج إنه سعيد من السعداء فأين الذين قصروا عن العمرة في رمضان وتشاغلوا بالأهل والأموال وضيق الوقت وما بينهم وبين الحرم إلا الساعات القلائل والأوقات اليسيرة مساكين ما ذاقوا لذة السعادة والطاعة في رمضان لكن أولئك هم السعداء