صدر حديثاً للباحث د. مطلق ملحم كتاب بعنوان "إضاءات في الاقتصاد الإسلامي وآثار جائحة كورونا على التكامل الاقتصادي بين الدول الإسلامية" في عمان/ الاردن، وتضمن مجموعة أوراقِ بحثية شارك خلالها في ندواتِ محلية ومؤتمرات دولية، وهو الاصدار السادس عشر من اصداراته المتنوعة.
قال ملحم: يجدر بنا أن نضعَ في البدايةِ تعريفاً لعلمِ الاقتصاد، يبرز ماهيته دون الدخول في جدلِ لفظي استنفذ جزءاً غير قليل من حيزِ الأدب الاقتصادي، ويمكن تعريف علم الاقتصاد بأنه العلم الذي يبحث في كيفيةِ إدارة واستغلال الموارد الاقتصادية النادرة لإنتاجِ أمثل ما يمكن إنتاجه من السلعِ والخدمات لإشباعِ الحاجات الإنسانية -من متطلباتها المادية- التي تتسم بالوفرةِ والتنوع، في ظلِ إطار معين من القيمِ والتقاليد والتطلعات الحضارية للمجتمعِ. كون مهمة علم الاقتصاد تنصب على تحقيق أنسب قدر مستطاع من الانتاجِ المادي المقبول اجتماعياً وذلك عن طريقِ الاستغلال الأمثل للموارد، وتوزيع هذا الإنتاج للوصولِ بالرفاهيةِ الإنسانية إلى أفضلِ قدر مستطاع، ولا بد من التأكيدِ مرة أخرى على أن هذا الإنتاج – وهذا التوزيع – لن يحققا هدفهما - وهو الرفاهية- دون الاستناد إلى نظام للقيمِ ومعايير للقياسِ.
وأضاف يقول: يعمل النظام الاقتصادي الإسلامي من خلالِ الرؤيا الشاملة للكونِ والإنسان والحياة، وهذه النظرة المتميزة هي التي تجعل الاقتصاد الإسلامي متميزاً عن غيرهِ. والنظرة الإسلامية الشاملة تُسقى أساساً من خلالِ معايير وموازين ومقاييس وأحكام وتشريعات وردت في القرآنِ الكريم والسنة المطهرة أو ما يعرف باسم (الشريعة الإسلامية)، والشريعة تأمر بالأعمالِ والنشاطات الإنسانية المرغوب فيها والنافعة حقاً وتصفها بأنها (حلال)، ولا تقبلْ بأعمالِ ونشاطات أخرى وتصفها بأنها (حرام). فالأصول الاقتصادية الإسلامية إنما تُسفى من نصوصِ القرآن والسُنة، وقد جاءت نصوص القرآن والسُنة في المجالِ الاقتصادي محدودة وعامة، ومن ثم فقد استلزم الاجتهاد في إعمالها وملاءمة تطبيقها باختلافِ ظروف الزمان والمكان.
واوضح أن الهدف الأساسي للاقتصادِ الإسلامي مثله مثل أي علم من العلومِ الإسلامية، ومن خلالِ هذا المنظور، يمكن تعريف الاقتصاد الإسلامي: بأنه ذلك الفرع من المعرفة الذي يساعد على تحقيقِ رفاهة الإنسان من خلالِ تخصيص وتوزيع الموارد النادرة بما ينسجم مع التعاليم الإسلامية، وبدون أن يردَ ذلك بالضرورة إلى تكبيلِ حرية الفرد أو خلق اختلالات مستمرة سواء في الاقتصادِ الكلي أو البيئة. ويهدف أيضاً إلى تقييم منهجية دراسة الاقتصاد الإسلامي، واقتراح منهجية لتأصيل بناء علم الاقتصاد الإسلامي والنظرية الاقتصادية الإسلامية، ولتحقيقِ ذلك بحثتُ موضوع الاقتصاد الإسلامي، ومنهجية دراسته في المدارس الاقتصادية المختلفة، وخلصت إلى أن موضوعَ علم الاقتصاد اختلف باختلافِ المراحل الاقتصادية للمجتمعاتِ التي نشأت فيها النظرية، وأهداف وقيم النظام الاقتصادي.
بلغ عدد صفحات الكتاب (204) صفحة، والمتكون من فصلين، حسب التفاصيل التالية: الفصل الأول: أوراق نقاشية في مؤتمرات محلية ودولية، وتضمن البحوث التالية: "الاقتصــاد الإســـلامـي واثره في دورة التكامل الاقتصادي بين الدول الاسلامية"، "الاقتصاد الاسلامي بين منهاجية البحث وإمكانية التطبيق"، كلمتي في المؤتمر الدولي للهيئة الاوربية للمراكز الإسلامية بعنوان: "الاقتصــاد الإســـلامـي واثره في التكامل الاقتصادي بين الدول العربية"، الفصل الثاني: "جائحة كورونا وتأثيراتها على الاقتصاد العربي والإسلامي" وتضمن المحاور التالية: "جائحة كورونا وآثارها على الاقتصاد العربي– العراق نموذجاً-"، "جائحة كورونا تهديدات كارثية تواجه البشرية وآثارها السلبية في الاقتصاد العراقي".