شهر رمضان شهر الصيام موسم من مواسم الخير والعطاء والاحسان, والتقرب الى الله والابتعاد عن ملذات كثيرة والترشيد في استهلاك الطعام الا انة للاسف نجد كثير من البلدان بانة الشهر الاكثر اسرافا وهدرا للطعام برغم ان الدين الاسلامي الحنيف يحثنا على عدم الاسراف والتبذير وترشيد الاستهلاك , هدر الطعام هي مشكلة عالمية واثارها لا تقتصر على الجانب المالي بل تتعدى ذلك الى التاثير على استنزاف الموارد الطبيعية واستهلاك الطاقة والتاثير على البيئة وعلى المناخ العالمي بصورة اشمل وادق.
في تقرير لمنظمة الاغذية والزراعة للامم المتحدة (FAO الفاو) قدرت كميات الطعام المهدرة في المملكة بحوالي 950 الف طن من الطعام سنويا يتم يهدرها وهذا يترتب استنزاف واضح في الموارد الطبيعية اذ يقدر فقدان اكثر من 25 مليون متر مكعب من المياة المستخدمة في طهي الطعام وايضا استهلاك كميات كبيرة من الطاقة.
في الاردن يوجد مشاريع وتجارب ريادية وجهود مبذولة في التوعية باهمية ترشيد الاستهلاك والمحافظة على الموارد الطبيعية وعدم الاسراف في الطعام ويوجد تجربة فريدة في احد الفنادق والمطاعم الكبرى في تقليل حجم الطبق على موائد الطعام لتقليل كميات الطعام الزائد عن حاجة الشخص بالاضافة الى التعاون مع الجمعيات الخيرية لتوزيع الطعام الزائد في البيوت وتوزيعها على الاسر المحتاجة وكذلك تاخذ الجمعيات الخيرية على عاتقها توزيع الطعام الصالح للاستهلاك البشري الفائض عن حاجة الاسر بعد الولائم والمناسبات الاجتماعية وتغليفها وايصالها الى الاسر المحتاجة.
الصيام مدرسة يستفيد منها الاجيال المتعاقبة في عدم الاسراف والتبذير والمحافظة على البيئة من التلوث وحمايتها وان يكون لدينا سلوك استهلاكي جديد مبني على التوازن وعدم التبذير والحفاظ على الموارد الطبيعية والتحول نحو الحياه الخضراء في جميع متطلبات العيش والاستهلاك وان نغنتم هذا الشهر الفضيل في ان تتشكل لدينا سلوكيات ومبادرات شخصية وجماعية تهدف الى الحفاظ على الطعام وان نحافظ على النعمة التي انعم الله بها علينا وكذلك تبني مشروعات واعمال ريادية في جمع الاطعمة التي تتخلص منها الفنادق والمطاعم واعدادها على شكل وجبات نظيفة وسليمة وتوزيعها على المحتاجين وكذلك قيام الحكومات بدورها في سن تشريعات وانظمة تجرم من يهدر الطعام وتلزم الشركات والفنادق والشركات الغذائية بتقديم فائض الطعام لديها الى الجمعيات الخيرية.