بعد الأحداث المؤسفة التي مر ويمر بها القطر السوداني الشقيق لابد من القاء نظرة تحليلية على هذا الواقع المرير الذي يعيشه السودان الان بشكل مباشر وتعيشه الامة العربية كلها بشكل غير مباشر
فبعد فشل مخطط الربيع العربي ومحاولة الانقلاب على الانظمة العربية من قبل الشارع وعندما لاحظت القوى الفاعلة والمؤثرة ان الشارع قد ينتج غير ما تفكر فيه قررت تلك القوى انهاك المنهك من بقايا الدول العربية من خلال صراع القوى المسيطرة او المتحكمة في تلك البلاد وقد كان الصراع اليمني الذي لم يحسم لغاية الان بداية المشوار لينتقل الان الى السودان والذي كنا نراهن عليه من خلال منتجه الحضاري في شخص سوار الدهب ولكن يبدوا ان هذا المنتج لم يروق الى الكثير من الداخل والخارج فكانت خطوات تقسيم السودان جغرافيا وعقائديًا والتي نجحت مع نهاية القرن الماضي واكتفى كل فريق بما لديه وانكفاء للداخل وهذا ايضا لا يروق للأطراف التي تراقب المشهد فقررت اللعب على وتر ضرب النسيج الداخلي والذي لايدرك فيه اي من الطرفين ان الرابح منهم خسران فالمؤسسات التي تدمر هي مؤسسات السودان وكل من الاطراف المتصارعة ان فاز لا بد له من ان يفكر في اعادة بناء تلك المؤسسات مما يضطرهم الى انهاك المنهك اصلا ناهيك عن القتل والدمار وضعضت الثقة في المؤسسة العسكرية التي يجب ان تكون مؤسسة وطن أولآ وأخيرًا ومن هذه النتيجه التي خلصنا لها داخليًا ان المنتصر خاسر على الصعيد الداخلي
فستكون المحصلة أيضا على الصعيد الخارجي سلبية فهناك قوى محلية واقليمية صاعدة تراقب هذا النزاع وربما تساهم ايضا في تغذيته وليس اقرب من ذلك اثيوبيا صاحبة مشروع سد النهضة التي ستجد في ضعف السودان اداة للضغط على مصر وهنا ستبارك إسرائيل هذا المخطط ناهيك عن الدول الصناعية التي تنظر الى خلق مناطق صراع لتسويق منتجاتها وزرع قواعد لها عسكرية وسياسية ان لم تكن فكرية أيضا في مناطق النزاع
من هذا الاستعراض السريع نراهن على طبقة مغيبة في هذا الصراع وهم رجال الفكر السودانين ليقولوا كلمتهم وينظم لهم ابناء السودان المخلصين ليضعوا حد لهذا النزيف والهدر بالبشر والاقتصاد السوداني فالسودان بحاجة الى كل درهم لينفق في التنمية وليس في الصراع الرابح فيه خسران