تباً وألف تبٍ لمن يقول ويدعي بأن هناك بطالة في وطني، لأن البطالة نحن من يصنعها ولا علاقة للحكومة بها على الإطلاق.
فاذا كانت الحكومة تستحدث سنوياً ما بين 7 آلاف و8 آلاف وظيفة حكومية بعضها لا يتجاوز راتبها ٣٠٠ دينار، فإن سوق العمل يولّد في البلاد ما بين 35 إلى 40 ألف فرصة، بعضها يتجاوز يومية العامل فيها إذا أتقن حرفته ما بين ٥٠ الى ٧٠ ديناراً أردنياً يومياً وبعضها يزيد عن ذلك بكثير .
فإذا كل واحد منا يريد أن يعمل بشهادته فحتماً سيكون هناك بطالة.
واذا كل واحد منا لا يريد أن يعمل بانتظار الوظيفة فحتماً سيكون هناك بطالة.
واذا كل واحد منا يمني النفس بالتسجيل بالجيش أو الأجهزة الأمنية فقط فحتماً سيكون هناك بطالة،فكفانا كذباً على أرواحنا فخدمة الوطن جائزة في كل مكان ومهنة وليس بالجيش والأمن فقط.
فنحن شعب يسبح ويتعلق بقشور الحياة،اعتاد أن يجد كل شيء جاهز وليس على استعداد أن يطور نفسه بمهنة أسبوعها أن احسن صنعته واتقنها تعادل راتب شهرين للموظف ابو الكراسي، ولكننا نزداد عشقاً للجلوس على الكراسي حتى ولو على خازوق.
مرة أخرى لا تنتظروا الوظيفة الحكومية فإنها مصدر فقر لمن اراد الغنى منها، فلا يوجد في وطني بطالة وانما يوجد كسالى،ولكن للاسف الشديد لا زال عشق الوظيفة معشعش بعقولنا رغم قلة معاشها ،وشماعة نعلق عليها كسلنا وفشلنا في تطوير ذاتنا.