رسمَ الألمانيُ بيتر شتاينر كاريكاتيراً عام 1993 في صحيفة نيويورك تايمز أصبح الكاريكاتير الأكثر انتشاراً وكسب منه آلاف الدولارات وما يزال.
يظهر في الكاريكاتير كلبٌ يجلس على كرسي وأمامه جهازُ كمبيوتر، بينما يقف بجانبه كلبٌ آخر يقول له: أكتب ما شئت ففي عالم الإنترنت لا أحدَ يعرف أنك كلب.
كاريكاتير الألماني شتاينر المعبّر الشهير يكشف أن "كارثة" البطولات اللفظية والمراجل الزائفة والاغتيالات الفردية والعامة والتشويه والإشاعات الظالمة الواقعة على الأفراد والمؤسسات والأوطان والقيم والأخلاق، هي كارثةٌ عامّةٌ و طامةٌ وعابرةٌ للدول والأمم والقارات.
إنها ارتدادات التقدم العلمي العالمي في عدة حقول متراكمة، بالتوازي مع التقدم الذي قدم للبشرية خيراً عميماً.
وسائل التواصل الاجتماعي منصاتُ معرفةٍ وأخلاق وتهذيب ومعلوماتٍ واتصالٍ وثقافة، علاوة على انها منصات مراقبة شاملة، حَدَّت من وحشية جشع الفاسدين وفجعهم وتكالبهم على قصعة قوت الفقراء.
يجدر أن تحظى منصات التواصل الإجتماعي بأعلى درجات الاهتمام والتوعية والاستجابة لما ينشر عليها من موضوعات وطنية جادة، تسهم بكل تأكيد في التأشير على السلبيات و ما أكثرها، والإيجابيات و ما أكثرها أيضاً.
إن واجبات الدولة -ولا أقول الحكومات-
التي يجب أن لا تتوقف، هو العمل على ترشيد الأداء على وسائل التواصل ووضع الضوابط والأسس التي تكفل أن لا تصبح هذه الوسائل معاول تخريب وهدم واغتيال الشخصية وبث خطاب الكراهية والمرجلة الدونكيشوتية وضعضعة السلم الاجتماعي ومس الوحدة الوطنية والتعدي على الحقوق والقيم والأخلاق والمواطنين.
إن واجباتنا ومسؤولياتنا كبيرةٌ كمواطنين ايجابيين من أجل ترشيد وضبط الأداء والنشر والتفاعل على منصات التواصل التي أصبحت ذات حضور وتأثير وتقرير واسع في حياتنا.
ونستبشر كل الخير بأبرز مشروع إعلامي وطني تقدمه حكومة الدكتور بشر هاني الخصاونة وتجري مناقشته الموسعة على دكة المجلس الاقتصادي والاجتماعي بمشاركة وزير الإتصال الحكومي فيصل الشبول، حول السياسة العامة للإعلام والاتصال الحكومي، يهدف إلى تعزيز مكانة الإعلام وتطوير أدواته وتحصين منصات التواصل وترشيد استخدامها للحد من "بكش" وزعرنة الزائف والهايف.