وأعلنت مجموعة من الباحثين بقيادة غريس نوبيرت، عالمة الأوبئة الاجتماعية في مركز أبحاث المسح في معهد البحوث الاجتماعية بجامعة ميشيغان، أنه لتحديد التأثير على الصحة المناعية، أجري فحص الفيروس المضخم للخلايا (CMV)، وهو فيروس من عائلة الهربس (الحلأ)، ويصيب نحو 80% ممن يعيشون في أوروبا وأمريكا الشمالية و100% ممن يعيشون في آسيا أو إفريقيا، وفقا للمعاهد الوطنية للصحة. وهو أيضا فيروس يروي قصة حول كيفية عمل الجهاز المناعي للشخص.
وقالت نوبرت: "الأمر المثير للاهتمام حول هذا الفيروس هو كيفية تعامل جسمك معه. لا يتخلص جسمك من هذا الفيروس، ولكن يتم إعادة تنشيطه على مدار الحياة عندما تتعرض للإجهاد، أو ظروف أخرى ترهق الجسم، مثل سوء التغذية. وحتى الصدمة يحتمل أن تعيد تنشيطه. وهكذا، في كل مرة يتم تنشيطه، فإن الفيروس يجبر جهاز المناعة لديك على إنفاق كل الموارد لمحاولة الوصول به إلى حالة كامنة".
وأضافت أن هذا "مكلف لجهاز المناعة بهذه الطريقة. عندما ترى شخصا لديه مستويات عالية من الأجسام المضادة للفيروس المضخم للخلايا، فهذا يخبرنا أن جهاز المناعة لديك لا يتعامل مع هذا الفيروس جيدا بعد الآن".
واستخدم الباحثون بيانات نحو 6 آلاف شخص، مأخوذة من دراسة الصحة والتقاعد HRS، وهي عبارة عن مسح للبالغين بدأ في عام 1992 ويشمل أكثر من 20 ألف شخص فوق سن الخمسينفي الولايات المتحدة. وتتم إضافة مجموعات إلى المسح كل عامين، كما تحدث موجات مسح متابعة كل عامين.
وفي عام 2016، أطلقت HRS دراسة بيولوجية فرعية جديدة، لدراسة الدم الوريدي. ومن خلال دراسة الدم الوريدي، تمكن فريق البحث من قياس أربعة مؤشرات للوظيفة المناعية في أواخر العمر، بعد سن 65 عاما. وتشمل هذه المؤشرات البروتين المتفاعل-C و إنترلوكين 6، وعامل تنخر الورم القابل للذوبان، والغلوبولين المناعي ج (IgG) للفيروس المضخم للخلايا.
ووجدوا ارتباطات متسقة بين المشاركين الذين عانوا من فقدان الوالدين أو مقدم الرعاية والانفصال، وضعف وظائف المناعة عبر جميع المجموعات العرقية. لكن مجموعات الأقليات كان أداؤها أسوأ من البيض. وعلى وجه التحديد، وجد الباحثون أن الأشخاص السود غير اللاتينيين الذين عانوا من فقدان أحد الوالدين أو مقدم الرعاية قبل سن 16 لديهم زيادة بنسبة 26% في الأجسام المضادة للغلوبولين المناعي ج (IgG) للفيروس المضخم للخلايا في أواخر العمر.
وعانى الأشخاص البيض من غير ذوي الأصول الأسبانية زيادة بنسبة 3% في هذه الأجسام المضادة.
وأضافت نوبرت: "يمكن أن يرتبط فقدان أحد الوالدين أو الانفصال عن أحدهما بنتائج تعليمية أسوأ، وضعف الثروة عندما تكون بالغا، وسلوكيات صحية أسوأ مثل التدخين والحالات المزمنة الأخرى. لذلك وضعنا كل هؤلاء في نموذج فقط لنرى ما إذا كان بإمكاننا التخلص من التأثيرات التي نراها. لكننا ما زلنا نرى ارتباطا دائما بين فقدان أحد الوالدين أو الانفصال عنه قبل سن 16 عاما وهذا المؤشر للفيروس المضخم للخلايا".