تشكل لقاءات الدكتور بِشر الخصاونة رئيس الوزراء مع الطلبة الجامعيين الشباب انفتاحاً مهماً محموداً.
توفر هذه اللقاءات الوطنية، المفرطة في عفويتها وحرارتها، فرصَ استكشاف عميقةً مفتوحةً بلا تحديد أو تقييد.
تلعب شخصية الرئيس الخصاونة، المنظمة الديمقراطية، الحصيفة، المثقفة، العميقة التكوين، دوراً ملموساً كانت اللقاءات تحتاجه حاجةً ماسة، لأن معظم اللقاءات الحكومية العامة، كانت للأسف منزوعة الثقة !! وكثيراً ما كانت مدعاةَ قلقٍ من انفلاتها، وكثيراً ما لطختها، وعودٌ عرقوبية مجانية ليست قابلة للتنفيذ، مطلية بالمداهنة والتملق.
من تابع لقاءات الرئيس بِشر، لمس كَم تحلى دولة الرئيس بالانفتاح والصراحة السخية، التي وفّرت مناخاً جذاباً جديداً للحوار الوطني مع طلبتنا قيادات المستقبل.
يتميز الرئيس بأنه يَعِد بما يتمكن من تنفيذه وتحقيقه فقط، ولا يقطع الوعود جزافاً، وطالما اعلن ان هذه هي الإمكانيات "وما عليكم مخبّى" !!
لقد اصبح نهج الرئيس هذا، معروفاً ومألوفاً، وهو النهج الذي يولّد الاحترام والثقة والمصداقية، رغم أنه يقطع وعوداً محدودة مرتبطة بضيق ذات اليد.
ويحدد الرئيس بِشر هاني الخصاونة الحواجز حين يعلن انه "لمس توجساً شبابياً من فكرة المشاركة الحزبية بسبب محظورات يجب أن نسلّم بأنها كانت قائمة وموجودة على امتداد 50 سنة من عمر المملكة، ولكننا نسير في الطريق السليم".
لقاءات المسؤولين مع الشباب صعبة وقاسية، لأنها تتم في ظروف ضنك وعناء وطني صعب وقاسٍ، الأكثر تأثراً بها هم الشباب، ان كان في صعوبة توفير المتطلبات المادية اليومية، أو في مطاردة خيط دخان الوظيفة والزوجة والموئل.
من الضروري ان يبث الشبابُ همومهم وان يطرحوا افكارهم وان يبوحوا بقلقهم. وان يحظى ذلك بأعلى درجات الاهتمام والاحترام على قاعدة: "فليسعد النطقُ إن لم يسعف الحالُ".
من الضروري ان يحاور المسؤولون الشباب، لا من أجل التنفيس، بل من اجل التخطيط والعمل على تلبية المستطاع.
كانت عقيدة الأحزاب الشمولية هي ان "الطلاب حزام رخو"، يتم تسخيرهم حين الحاجة ثم يجري دفعهم إلى الخلف وزجّهم في "ورش" تقليدية ذات بريق لا يبل الريق !!
حوارات دولة الرئيس القوي الأمين المثقف مع الطلبة هي أيضا استكشاف لمَعين الريادة والقيادة والمستقبل الوطني.