صدى إنطلاق مشروع تلفريك عجلون كان كبيراً، وبلا أدنى شك سينعكس قبل كل شيء على تنمية المجتمعات المحلية بتشجيع السياحة الداخلية وكذلك السياحة العربية والعالمية للأردن لما يزخر به الأردن من كنوز أثرية وتاريخية وطبيعية وبيئية ودينية وترفيهيه وعلاجية وطبية وتعليمية وغيرها.
فالأردن يزخر من الكنوز المتعددة، وما يُفرِحنا أنَّ هناك الحديث عن إستثمارات متعددة تُسهم في تحريك قطاع السياحة الأردنية وتحدثُ تنمية في المجتمعات المحلية عن طريق تأطيرها وتنظيمها وإدارتها في تقديم خدمات مميَّزة ومتميِّزَة يتطلّع إليها الزائر، الذي يأتي شوقاً لبلدنا، فهو عبق التاريخ والأصالة والتراث ومن رائحة الأجداد وموروثهم الثقافي جيلا بعد جيل.
ومن المعروف أنَّ السياحة لأي بلد لا تكتمل إلا بالتعرُّف على تراث وثقافة وحضارة تلك البلد وأهلها وعاداتهم وتقاليدهم وموروثهم الثقافي، ففي ذلك غنى حقيقي وتوسّع للمدارك والآفاق. فالواحد منا لا يعيش لوحده في هذا الكون بل هناك شعوب كثيرة غيرنا تزخر بجماليات وإنجازات وتفرُّدات ربما ليس لدينا مثلها، ولكننا نقدر حقاً أن نتعلّم منها بما يثري واقعنا ومجتمعنا ويسهم في الريادة والإبداع.
فالإنسان المنفتح على العالم وعلى حضاراته يزدادُ معرفة وعلماً وإبداعا، فلا يكفي أن نَطَّلِعَ على ما لدينا، بل أيضاً على ما أنجزه الآخرون عبر العصور والأزمان، ففي ذلك كنوزٌ من الحكمة والمعرفة والإستنارة وتوسّع الآفاق.
وفي الأردن يحّق لنا أن نفخر ونفتخر بتاريخنا وتراثنا العريق وعاداتنا وتقاليدنا، فموروثنا الثقافي هو مصدر غنى وسعادة وإثراء للآخرين، لا وبل يمكن أن يشكل مصدر جذب سياحي مميّز للأردن للتعرف على تاريخنا وثقافتنا وواقعنا الذي يزخر بقيم الوئام الديني والعيش المشترك والأخوَّة الإسلامية-المسيحية وكرم الضيافة والشهامة والنخوة وما إلى ذلك.
واليوم ينطلق مشروع جديد في البتراء وهو المنطاد الثابت بأعلى درجات الأمان بإرتفاع 300 م عن سطح الأرض ويتسع لثلاثين شخصاً بما يسمح لمرتاديه بنظرة بانورامية مميزة عن مدينة البتراء الوردية والأثرية عاصمة الأنباط العرب الذين بنو دولتهم أربعمائة سنة قبل الميلاد وكانت البتراء عاصمتهم وإمتدات لمساحات شاسعة شمالا وجنوبا وشرقا وغربا حتى تم القضاء عليها من قبل الرومان عام 106 ميلادية وكانت لغتهم آرامية نبطية عربية.
نحتاج للمزيد من المنتجات السياحية الثقافية، والترفيهيه، والأدبية، والفكرية، والفنية، والعلاجية، والبيئية، والدينية، وسياحة المغامرات والمسارات والتي بمجملها تشكل عاملا جاذباً للسياحة النوعية للأردن الذي يزخر بنعمة الأمن والأمان بقيادته الهاشمية المباركة.
لربما يجب تسليط الضوء أكثر على كل المواقع التي تشجع على السياحة الداخلية ومن خارج الأردن والعمل على تطويرها، ففي كل محافظة يمكن تقديم منتجات سياحية فريدة تسهم في تنمية المجتمعات المحلية بشكل مستدام، وتسهم في الناتج الإجمالي المحلّي.
ونرفع تحية خاصة إلى مهرجان جرش للثقافة والفنون بدورته السابعة والثلاثين حيث أصبح هذا المهرجان بصمة أردنية عربية هاشمية بإمتياز، رفع إسم الأردن عاليا، وقدّم الفن والتراث الأردني بأجمل الصور وأجمل الألوان. ما أحلاك يا بلدي!