بقلم : الدكتور محمد سلمان المعايعة الأزايدة/أكاديمي وباحث في الشؤون السياسية.
◼️المقدمة.
الجانب المشرق في مثل هذه الدراسات الأكاديمية يكمن في معالجة قضايا الفكر العربي المعاصر وطرح الحلول للأرتقاء بمستوى الوعي السياسي والثقافي والحضاري وتجذيرها في المجتمع لبناء منظومة فكرية إبداعية تساعد على إقامة مرتكزات النهضة والتنمية، والارتقاء بالوعي وفهم أدواته حتى نفهم الشأن العام لواقع المجتمعات العربية التي تعاني من تأزم سياسي وتردي اقتصادي واحتقان اجتماعي ومخاطر أمنية وتغير في طبيعة التحالفات والتكتلات الدولية والإقليمية التي تفرض عليها، مما يكرس مفهوم التبعية بجميع أشكالها وذلك لغياب الوعي وتدني مستوياتة بسبب ضعف الدور الإعلامي في كشف التضليل وتعتيم وتشويه الحقيقة عن شرائح المجتمع ، فالاعلام لازم ينعش الوعي ووسائل التثقيف لأنه بدون الوعي تبقى جهودنا ومشاريعنا مبعثرة،ولا نستطيع أن نشرب أو نأكل إلا بيد القوى الأجنبية كما هو مخطط لنا، فالوعي الفكري هو مفتاح إلى المعرفة ومدخل إلى التغيير والإصلاح والتحديث والتطوير، ويساعد الوعي الفكري العميق إلى تجاوز ثقافة العجز وثقافة الهزيمة وتحويلها إلى ثقافة الانتصارات، وتحقيق وسائل النهضة في المجتمعات من خلال معالجة الاختلالات الهيكلية التي تقف أمام التقدم والتميز في الأداء الفكري والثقافي والأخلاقي من خلال فتح جميع النوافذ الفكرية لدخول رياح التغير من جميع الاتجاهات، وهذا يعني تعدد الاتجاهات والرؤى الفكرية والتنوع في مصادر الثقافة والأدب والتراث لتظهر الأفكار المتعددة، والرؤى المتنوعة في قيمتها والتي تساعد على النقاش والحوار البناء الذي يعني القوة في تعزيز بناء المجتمعات العربية التي تعاني من الكبت الفكري المعيق للتقدم والنهوض، وتحقيق النهْضَة التي تعني امتلاك الطَّاقةُ والقوّة في سبيل التقدّم الاجتماعي والثقافي والاقتصادي وغيره،
من هنا يأتي دور الكتاب والمثقفين والمفكرين كقبطان مهرة لإيصال قوارب الإنقاذ إلى الشواطي الآمنه في جنبات الحضارة الإنسانية التي قامت بتأثير ودور مهندسيها من العلماء والمفكرين والأدباء والكتاب الذين ينادوا دائما من خلال منابرهم الثقافية أو الإعلامية بكيفية معالجة الاختلالات سواء أكانت اجتماعية واقتصادية أو فكريه وثقافية وتربوية، أو إصلاحات تشريعية وقانونيه تكون الباعث الأول على التحضّر الذي يحركنا نحو النهضة ومنافسة الآخرين في الفضاء المعرفي الذي يعد أحد مصادر قوة الدولة ونهضتها وتطورها .
◼️أهمية الكتّاب والمثقفين لنهضة المجتمعات العربية.
ما هو الوعي الفكري والثقافي الذي نحتاجه لبناء مجتمعات متحضرة ومتطورة ، ويعالج الاختلالات الهيكلية في بنية المجتمعات العربية ؟
الوعي هو رؤية الأشياء على حقيقتها، وإدراك وفهم المواضيع التي تدور من حولنا ومعرفة أسبابها وحقائقها ووقائعها، ولكل ما يحدث حولنا من أحداث وتحولات وتغيرات ، وادرك الحلول المثلى لها، فالوعي هو طريقه من أجل إيجاد الحلول لكل مشكله في المجتمع، فالقاعده تقول بأنه كلما زاد الوعي الفكري كلما زاد فرص التقدم والتطور وفهم الواقع من حولنا ودراسة أسبابه وإيجاد الحلول والبدائل لكل مشكله تواجهة، لذلك تغير الواقع للأفضل يتطلب معرفة وفهم الواقع وظروفه ومعالجة الاختلالات من خلال التفكير السليم الذي يقود إلى إيجاد الواقع البديل المناسب للمجتمع العربي، فغاية الوعي في معانيه يعني الإنتباه والتركيز على جودة المنتج الثقافي لأنه يساعد على ميزة الإختيار للأفضل من بين البدائل ويبعدنا عن الغفلة في الأفكار والسلوكيات ويجعلنا نجود المعايير في الجودة والمنتج فهو بوابة المستقبل للتهذيب والاختيار ونختار ما نفعله بعناية ورشد، ومن هنا تأتي أهمية وجود فئة الكتاب والمثقفين في المجتمع لأنهم أحياناً يكونوا بمثابة سفينة إنقاذ بما يقدمونه من نصائح توجيهات والتأشير على مكامن الخطأ لتعديله وتصويبه وإجراء إصلاحات في المنظومة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والاعلامية
هذه الفئة من شرائح المجتمع هي المطلوبة لأحداث التغير بما تملك من وعي وثقافة ورؤيه عميقه تتحول إلى تيار معرفي للنهوض بالأمة لأنها ثمثل في فكرها وعطائها ترسانه فكرية وإصلاحيه تنشط لمراقبة الأداء الوظيفي لمؤسسات الدولة بما ينسجم مع التشريعات والقوانين والأنظمة وقيم وعادات والثوابت الأخلاقية والدينية والإجتماعية للمجتمعات العربية ، وتسمى في الادبيات السياسية والاجتماعية الفئة القلقة يظهر دورها من خلال منابرها الإعلامية في توصيل رسالتها ورؤيتها للنهوض بالفكر والمعرفة وطرق الإبداع والتطوير لتحقيق أهداف النهضة والتنمية وخاصة في بناء العقول والأفكار، فالكتاب يملكون رؤية نقديه يستطيعون من خلالها التنظير لمشروع نهضه الأمة من خلال خطابهم الفكري والثقافي الذي يجسدونه في رسائل من خلال ندوات ثقافية أو قصص أو روايات التي تدعو إلى التجديد لفهم الواقع وتوظيفها للأرتقاء بالأمة وإصلاح الشأن العام للمجتمع، فهذه الطروحات للكتاب تمثل صوتاً يعكس قضايا ومشاكل وظروف وحياة أفراد المجتمع وما يحتاجه من إصلاحات ، وتعبر عن يقظه لإثراء وإنضاج الفكر والمعرفة وطرق الإبداع في كيفية النهوض بالمجتمعات، والتحرر من الأفكار الميته التي مازال البعض يتمسك بها، وتجفيف منابع التخلف والقصور وبناء ثقافة التساؤلات المشروعة التي تعنى التجديد والتغيير والبناء بحيث لا نجعل الحياة السياسية راكدة، فلا بد من إحداث نقله نوعية في متطلبات قيام النهضة والتنمية في كافة المجالات الحياتية في المجتمع وخصوصا تطوير النظام السياسي والنظام التعليمي الحاضنين لكافة الأنظمة الأخرى، واللذين يساعدان على النمو الحضاري والثقافي والأخلاقي،بعنى ضرورة انشاء بيئة تساعد على إقامة مرتكزات النهضة تكون متطابقة ومنسجمة مع ثقافة المجتمع وهويته الثقافيه والدينية والإجتماعية والقيمه.
فالكتاب يعتبروا مصلحين ومبشرين ومنذرين عندما يصوبوا أنظارهم نحو الإصلاح السياسي والاقتصادي والتعليمي والأداري لأنهم يحملوا رسالة إصلاحية في التجديد في الخطاب والأسلوب لأحياء التراث الحضاري والثقافي في البناء المعرفي ومقاومة الجهل والانتفال من عالم التخلف إلى عالم التنمية والنهضة وتحقيق العدل الاجتماعي ومحاربة الفساد وطرق انتشارة في المجتمعات، فهم من النخب المتميزة التي يرتقي بها المجتمع ويرتفع بقيمه ويحقق الأهداف التي يطمح المجتمع الوصول إليها.
يعتبر وجود النخب من المثقفين والكتاب المبدعين أصحاب النظريات والمدارس الأستشرافية قادة للتغيير، فهم الذين تحتاجهم الأمة لنهضتها عندما تبرز الأخطار والتّهديدات التي تحيط بالمجتمعات العربية وهي كثيرة ومتنوعة ومتعددت المجالات، والثغرات التي يعاني منها ، والأمراض والعلل المتعددة، والأمة بحاجة لمن ياخذ بيدها ويجددها ويسد تلك الثغرات ويعالج تلك الأمراض ويبرئها من العلل ويحميها من الأخطار والتّهديدات التي تواجهها فهذه الظروف التي تلقى بظلالها على المجتمعات تدعو فئة الكتاب والأدباء والمثقفين والمفكرين كافة إلى الانتفاض، فهذه المرحلة التي يمر بها المجتمع يلزمها مثقفين ، وقيادات كفؤه ممن لديهم رؤية وقدره على استشراف المستقبل .. هؤلاء الكتاب والمثقفين هم صناع التغيير النهضوي عندما تكون لديهم القدرة على اصطياد الأفكار الناجحة والتأشير على التجارب النافعة للدول المتقدمة والمتطورة في المجالات الحضارية والإنسانية وخاصة التعليمية والتربوية والتكنولوجية التي تعتبر من سمات تطور الأمم ورقي الشعوب ونهضتها وتطورها وإتقانها للغة العصر الحديث من خلال التجديد الفكري الذي فيه مسارات تعنى بحركة إحياء وانبعاث جديدة لتحقيق أهداف النهضة والحكم الراشد .
هذه الفئة من شرائح المجتمع التي تمثل الكتاب والأدباء والمثقفين والمفكرين ترى أن مفتاح التغيير والإصلاح هو نشر الوعي والفكر والمعرفة بأدواتها والنقد الذاتي الذي يؤدي إلى التصحيح والأخذ بما هو جديد من رؤى وتوجيهات تصب في صالح المجتمع وقضاياه ، فهذه الفئة من النخب الفكرية عندها رؤيا استشرافية للمستقبل ولسان وأسئلة كثيرة، وتتسأل دائما ماذا سيحدث في المجتمع أو الدولة بعد فتره من الزمن إذا لم يعي المسؤولين واجباتهم ويفهموا الأخطار والتّهديدات التي تواجهها الدولة وماذا يجب عمله لتجنب مثل هذه الأخطار والتّهديدات...
نعم رسالة الكتاب والمثقفين هي إنتاج الفكر العميق والمعرفة الناضجة لدى فئات الشعب الذي غايته هو إنتاج الوعي الذي يقود إلى إنتاج الفكر السياسي الراشد والمعرفة بأحوال شرائح المجتمع وخاصة الشرائحة المغيبة منها. فالوعي متى نضج يؤدي إلى الحرية وضمانات التعبير واعلام رشيد وقيادات كفؤه ورشيدة ووحدة الرؤية ومشروع سياسي عربي يبحث عن النور متى وجدت القيادات الفكرية الناضجة من أهل الفكر والنظر ومن القيادات الحزبية السياسية التي لديها القدرة لصناعة التغير من خلال تجديد الفهم للوعي بأمور النهضة والتنمية، وطرح مشاريع نهضويه يجمع عليها المجتمع إذ نالت رضا الجميع وتحقق مطالبه واحتياجاته، لأن مطالب الشعوب عمومآ هو الأمن والاستقرار والرفاه الاقتصادي والاجتماعي الذي لن يتحقق بدون تنمية لذلك يحرص الكتاب والمثقفين في طروحاتهم وكتاباتهم التوعويه على تحقيق الإصلاح والنهضة الفكريه والمعرفية لبناء منظومة فكرية تقود لمشاريع تنمويه ناهضه تلبي احتياجات المجتمع، وهذه تحتاج إلى روافد ورافع ومنابع فكرية تصونها وتحميها من قادة الفكر والمعرفة والإصلاح الذين همهم صيانة المنظومة السياسية والأدارية والاجتماعية والامنيه، وهذه أمانه ومطالب مقدسة عندهم . والكتاب والمفكرين والأدباء هم صمام أمان للأمة، فإذا غاب هؤلاء المثقفين عن الأمة ضلت في أهدافها وثوابتها ودينها وقيمها وتاهت مراكبها.
هؤلاء الكتاب المثقفين والمبدعين لديهم قدرة على تقديم قراءة نقدية وتحليلية وإضاءات كاشفة لزوايا غامضة وتفكيك مفردات وعناوين، وفتح مجالات واسعة للحوار والنقاش في القضايا التي تهم مصالح المواطنين،، لذلك فأن وجودهم حولنا كالدواء يلزم في حالات الاختلالات التي قد تصيب البنيان العربي في المجتمعات العربية.
هناك العديد من المهام والمسؤليات التي ينتفض لها الكتاب والمثقفين وخاصة من تأهل منهم لهذه المهمات والمسؤليات بدافع الإنتماء والولاء والوفاء لأوطانهم والدفاع عن الحقوق المشروعه لفئات المجتمع المحرومة والتي تعاني من ويلات الظلم وسوء توزيع الثروه وقلة الفرص وغياب العدالة الاجتماعية والنزاهة وتكافؤ الفرص أمامهم،فهذة النخبة من نخب المثقفين يعتبروا من أهم الفاعلون المؤثرون في صناعة التغيير والإصلاح في المجتمع ويقع على عاتقهم واجب التوعية والتعبئة في إصلاح أي نظام سياسي واجتماعي لكشف المفسدين وطرق أساليبهم في التضليل وتعتيم وتشويه الحقيقة عن واقع المجتمع...ويقع على عاتقها أيضا واجب رفع مستوى الوعي لدى شرائح المجتمع وخاصة الشرائح المغيبة من الشعب، فهم يدعون إلى إصلاحات فكرية بإتجاه تحريك المياه الراكدة للانتقال من دائرة الظلام الذي يمثل الدوائر المغلقة إلى دائرة الضوء والتي تمثل مشروعات التحديث الجديد، والتطوير والبناء في المنظومة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والاعلامية حيث يقع على الكتاب والمثقفين دور تاريخي تجاه شرائح المجتمع من نخب الحكم وأصحاب القرار ، وتجاه الساعون للحكم وتجاه الفئة المغيبة من الشعب لأنهم عندهم فكر عميق ورؤيه ثاقبه وقدرة فصحى عن ادراكهم للظروف الاجتماعية للجماهير، فهم أصحاب الرؤى السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والاعلامية ولديهم لسان للتعبير عن الواقع المعاش والأحداث والظروف المحاطه بفئات المجتمع ودرجة المعاناه التي يعانون منها نتيجة الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي تعد بالنسبة لهم أمراض اجتماعيّة يجب معالجتها والتخلص منها ، ولديهم القدرة بما يمتلكون من ثقافة ناضجة وبلاغة وفصاحة في التعبير تمكنهم من رؤية الخلل أين يكمن، فيعطوا له الحلول والتصورات والخيارات والبدائل لما يجب أن تكون علية الإدارة السياسية وإدارة شؤون الدولة وشرائح المجتمع للخروج من تلك التأزمات السياسية وتردي الأوضاع الاقتصادية والثقافية والاحتقان الاجتماعي للجماهير ..
فئة الكتاب والمثقفين في اي مجتمع يعتبروا مظلة واقية ومانعه وحامية ضد أي انحرفات سلوكية يتعرض لها المجتمع في الانحراف والتطرف الفكري والثقافي والأخلاقي نتيجة الغزو الثقافي بما يسمى بالعولمة الثقافية ومخاطرها على الهوية والثقافة الوطنية، فقد اطفأت العولمة الثقافيه سراج قيمنا وثقافتنا ومبادئنا، وضربت ثوابتنا الدينية والأخلاقية والسلوكية، لأننا لم نُحسنّ إختيار المفيد والمتطور منها الذي يناسب ثقافتنا وقيمنا وموروثنا،، لذلك لا بد من وجود نخب من الكتاب والمفكرين يقدموا إضاءة تنويرية وإنارة توجهية وأدوات إنقاذية كأمن فكري يعمل كمصدات ضد هذة الموجات من الأفكار الملوثة التي طالت النسيج الاجتماعي في المجتمعات العربية وتهدد أمنها الفكري والثقافي الذي هو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي .
يقع على عاتق الكتاب التدخل في القرارات السياسية من خلال المراقبة لهذه القرارات التي تصدر من الحكومة لأنها سوف ترشد هذه القرارات وليس الأنزوا وترك السياسة في يد السلطة بشكل مطلق لأن هذا يعني مفسدة مطلقه يحدث بسببه الطغيان السياسي والاستبداد والاضرار بشرائح المجتمع وخاصة الشرائحة المغيبة من الشعب، لذلك يتوجب أن يكون الإنسان فاعل في المجتمع من خلال منظور المشاركة والتفاعل والمبادرة للخروج برؤية جديدة تضمن له المشاركة في إتخاذ القرارات .
يقع على عاتق الكتاب والأدباء والمثقفين والمفكرين واجب التوعية والتعبئة والنقد الذاتي الذي يقود إلى التغيير والإصلاح ، التوعية لشرح وتفسير قيمنا الدينية والأخلاقية وتراثنا، والتعبئة تعني العمل على حشد طاقات وقدرات الأمة لبناء منظومة فكرية إبداعية تُعبر وتعظم إنجازات ونجاحات الأمة والعمل على تلافي أي قصور في الأداء الفكري والثقافي والأخلاقي الذي يعتبر مظلة واقية ومانعه وحامية لمورثنا الحضاري والثقافي، والعمل على تحرير العقول والأفكار وتطوير الأداء المعرفي، ونقطة الوعي والفهم هي بداية الانتصار على العدو من خلال تحرير العقول من سيطرت العدو علينا، لذلك لازم نتسلح بالوعي وهذة بدايةً الطريق لتحرير العقل والأرض، ويقدم إضاءة وإنارة تنويرية للعقول في القضايا الغامضة التي تحتاج إلى تفسير وتحليل وشرح وتقديم الحلول المناسبة لها..
من الأدوار الإيجابية للكتاب والمثقفين بأنهم دائما في حواراتهم الثقافية يدعون أصحاب القرارات السياسية من القادة بأن علينا الانعتاق من التبعية لمراكز القوى العالمية وإلا سنبقى صغارا في الساحه الدولية والإقليمية، وستبقى دولنا وبلداننا ملاعب للقوى العالمية يخططون لنا حسب رؤيتهم ومصالحهم من منطلق أن دولنا مناطق نفوذ لهم..
ويتجلى الدور الإيجابي للكتاب في التركيز على ما يهم المواطن إجمالا في اي مكان في العالم كما يفهم ويسمع ويقرأ ، وهو الانجاز والتنميه وسيادة القانون والعداله الاجتماعية والاقتصادية، وتحقيق وسائل الأمن والأمان والاستقرار لأنها من مقومات النهضة والتنمية في كافة مستوياتها التعليمية والادارية والسياسية والاجتماعية.
كما يظهر الدور الإيجابي للكتاب في التوعية والتعبئة في حال حدوث أزمات دولية عابرة يمكن أن تؤثر على أركان المجتمع وتفويت الفرص على المناوئين والفاسدين في التأثير في النسيج الاجتماعي، لذلك فأن أصحاب الأقلام الحرة دائما لديهم القدرة والاستجابه لمثل هذه الأزمات والخروج منها بسلام . نعم هذة المهام تعتبر مفاتيح للأستقرار والأمان وبوابة للنهضة والتنمية متى فهمها وادركها أفراد المجتمع، فهي إضاءات تنويرية تؤشر على طوق النجاه من المنعطفات القاسية.
◼️الشرائح السياسية والاجتماعية والثقافية والاعلامية المستهدفة من خطاب الكتاب والمثقفين قي المجتمع العربي .
الكتاب والمثقفين والمفكرين المؤثرين يستطيعوا أن يحركوا ويؤثروا على شرائح المجتمع بما لديهم من القدرة الخطابية ، والامكانيات على تفعيل خطابهم بأساليب الإقناع والحوار والأحتواء من خلال حرصهم على مخاطبة شرائح المجتمع الفاعلة وذات التأثير التي تصنع فارق في بنية المجتمع ،، هدفهم من ذلك المراقبة والوقايه والحماية وصيانة الحقوق، حيث يوجهوا خاطبهم سواء من خلال الكتابة أو المحاضرات والندوات الثقافية والأدوات المتوفرة لديهم إلى شرائح المجتمع التي تملك مفاتيح التغيير متى وجهت الوجهة الصحيحة وتكون عامل إستقرار يصعب اختراقها نتيجة الوعي والإدراك الذي نضج عندهم من خلال التوعية والتعبئة، ومستوى الثقافة التي وصلت إليهم، رغم وجود تحديات اقتصادية واجتماعية وأمنيه لكنها تبقى عامل توازن تغلب المصلحة العامة على مصالحها بدافع الإنتماء والولاء والوفاء لمقدرات الأوطان وحفظ تاريخها وحضارتها وهويتها الثقافية والحضارية...ومن هذة الشرائح التي تعد ميدان لنشاط هذه النخب من المثقفين والأكاديمين والكتاب وقادة الرأي وقادة الأحزاب السياسية، والشعراء والفنانين كلا من على منبره الثقافي، والتي كلها تنادي بصوت واحد هو الإصلاح السياسي والتعليمي والأداري عناوين لرسائلهم التوجيه والتنويرية لتحقيق أهداف النهضة والتنمية في كافة مستوياتها، فمنها مايلي :-
0. الشريحة الأولى، شريحة نظام الحكم السياسي والتي تحكم من خلال مشروعها الذي يهدف إلى البقاء والاستمرار في الحكم،ونيل ثقة الشعب ورضاه ويتحقق من خلال عنصرين الأول الهيبه والثانيه الإدارة الكفؤه للمجتمعات.. فإذا وجدت لهذه الفئة الهيبه والإدارة الكفؤة يمكن أن تحكم وتنال الشرعيه الشعبية وتتجمل صورتها في الداخل والخارج . لكننا نرى في المجتمعات العربية أنظمة سياسية قاعده تتأكل لعدم توفر الشرعية الدستورية لها، فهنال أنظمة لها هيبة واحترامها الاجتماعي تتنامى لكن لا تتمتع بالإدارة للحكم ومن هنا قد تظهر تطورات قد تفضح هيبتها. مثل التطورات الاقتصادية التي تهدد الهيبه لعدم القدرة والاستجابه لمواجهة ظروف طارئة تهدد الأمن المجتمعي مثل حالة كورونا مثلاً التي حصلت ارعبت الكثير من المجتمعات وفقدت توازنها فكثير من المجتمعات ظهر لديها قصور في الأداء الوظيفي لهذه الأزمة لغياب النظام الإداري الكفؤ... فهي بحاجة دائما وابدا إلى النصح والإرشاد والتوعية ما يكفي وبيان المخاطر التي تهدد بقائها وبيان المخاطر التي تهدد آمن المجتمع والقصور في أداء المؤسسات لواجابتها وفضح الفاسدين الذين هدفهم الفتنة وزعزعت الأمن والاستقرار لتحقيق مصالحهم واجندتهم.
0. الفئة الثانية هي.. الساعون إلى الحكم، الفئة التي تسعى إلى أرضا الحكم والتودد للحكم لتحقيق مصالح اجتماعية واقتصادية وهم يشبهوا سحرة فرعون، فهم يبحثون عن دور في الحكم...والبعض منهم يبحث عن مكانة اجتماعية من خلال المنصب.. فهذه الفئة خطيره وتلعب دور هدام..
يحاولون أن يدخلون إلى قلب الحاكم من خلال اشاعة الخوف من أن يأتي فئيات من المجتمع يكون عينها على الكرسي السيادة في الحكم،وهذة الفئة اخذت تتسع عندنا لأن المصالح كبرت،، هدفها أن يبقى الحاكم مضلل ومغيب عن الواقع،، هؤلاء هُم سرطان للحكم إذا تمكنوا من بسط نفوذهم، لذلك ينشط الكتاب والمثقفين قي الإشارة اليهم وفضح نواياهم ومصالحهم الفرديه، هؤلاء لايوجد لديهم إنتماء وولاء إلا بثمن..
0.الفئة الثالثة..وهي الفئة الأكثر تأثير في التغير.. هي الفئة القلقة ايجابيا..هذه الفئة عندها احتشام اجتماعي، لا يستطيعون التكلم وما عندها أدوات للحديث والأطلالة على واقع المجتمع الا من خلال الجلسات الثقافيه والندوات وما يكتبونه عن الشأن العام ...وعندها تساؤلات كثيرة، وفكر ورؤية،
وهذه الفئة القلقة تشمل الطلاب والمدرسين وأساتذة الجامعات الذين لديهم الرؤية والقدرة على الإصلاح والبناء الفكري والحضاري لتغير المجتمع من خلال إنتاج الأفكار الكبرى التي غايتها إنتاج الوعي الذي يقود إلى إنتاج الإصلاح السياسي والأداري الذي نطمح الوصول إليه ، علماً بأن بعض الدول العربية عندها حساسية من هذه الفئة لأن عندها اسئله كبيره ومحرجة بحاجة لإجابات قد تحرج صناع القرار في المجتمع، وهذا ناتج كله عن البئيه العربية المتخلفه ، فهناك انتكاسات في الأنظمة العربية بسبب غياب المشاركة السياسية لفئات الشعب في صناعة القرارات السياسية لغياب الديمقراطية ووسائلها، وعدم تكافؤ الفرص أمام المؤهلين وأصحاب الرأي و الكفاءات القيادية العالية التي تستطيع أن تغير وتبني وتحاسب وتحافظ على مقدرات المجتمع كأمانه، والأمانة مُصانه عندهم..
هذه الفئة الثالثة من الكتاب والمفكرين والأكاديمين والأدباء والمثقفين عندها قدرة الرؤية الأستشرافية اتجاه النظام واحتياجات المجتمعات من مطالب ضروريه لتحقيق الكرامة الإنسانية فتسطيع تقديم الرؤيا والحلول المناسبة لصناع القرار لتجنب اي آثار سلبية قد تؤثر على إستقرار وآمن المجتمع، فهي دائما تلعب الدور المنقذ لمن يسمع صوتها وتأخذ به .
0.الشريحة الرابعه تسمى الشريحه المغيبة والتي ظهرت عليها السمنه لأنها حريصه على التمويل ينتظرون الهبات والعطايا، لذلك فأن الولاء عندهم مطلق للحكم وتعطي معنويات قوية للحكم... ولديهم رفاه قشري هدفها المحافظة على الاستقرار والأمن ولا تطمح إلى الوصول إلى الحكم أو التأثير عليه، لذلك فهي بحاجة إلى التوعية والتعبئة خوفاً من اختراقها وزعزعت وجودها بهدف جعلها قنابل موقوته تثور أوقات الأزمات إذا وظفت من أصحاب الاجندات المعارضة للنظام واستقراره، لذلك فأن الاعتماد الأساسي في إصلاح اي نظام اجتماعي يقوم على عاتق الفئة الثالثة من الكتاب والمفكرين الذين يقوموا بكشف نوايا الفئة الثانية الساعه للحكم ، والمعارضين للحكم ، ورفع مستوى الوعي للفئة المغيبة من الشعب لتكون عوامل وروافد بناء في المجتمع وتهيئتهم لمواجهة التحديات والتغيرات التي قد تحدث فجأه في المجتمع .
فهذة الشرايح المشار إليها تشرح وتفسر النظام الاجتماعي والسياسي في المجتمعات العربية.. ونتمنى من الفئة الثالثة من المفكرين والأكاديمين من مختلف التوجهات الفكرية أن تنشط لرفع مستوى الوعي للمواطنين.. فكل هذه الشرائح
بحاجة إلى وعي وادراك وتنوير فكري ووظيفي بما يحدث في مفاصل الدولة والمجتمع من مشاكل أو قصور في الأداء الوظيفي لمؤسسات الدولة وبحاجة لطواقم الإطفاء من الإصلاحيين والمشرعين، والتنويرين فقهاء الإصلاح والبناء والقيادة التي تعيد التوازن لها لكي يستيقظوا وينهضوا ويقدموا واجباتهم بما يتماشى مع روح القوانين والأنظمة والارتقاء بمستويات النهضة والتنمية في كافة مستوياتها التي هي مطالب شرعيه خدمة للأوطان والمواطنين ..
◼️وفي الختام نقول بأنه لا يمكننا النهوض بدون إيجاد الوعي وثقافة التغيير والإبداع لأنها هي سر تقدم الأمم ورقي الشعوب ونهضتها وتطورها..
فأثر الكتاب والمثقفين والمفكرين في صناعة الوعي وتحقيق النهضة والتنمية الشاملة يأتي من خلال قوة رسائلهم وقوة وسائلها لهؤلاء الكتاب، فالوعي هو ما يجعلنا نرى الحياة والأحداث بكل الوانها الحقيقيه ، لا بمنظور ضيق إما الأبيض وإما الأسود فعثرات الحياة ليست ضدنا ،بل هي لأجلنا، لنعي ماهي الحياة.. ويجعلنا نبتعد عن مأسي الماضي ونعيش الحاضر بتفاؤلاته ونجعله يفيض أملاً ، فالنهضة والتنمية بحاجة إلى مبشرين يبشروا بها والمثقفين هم خير من يحمل مشاعل هذا التنوير والتبشير، فكلما زاد الوعي زادت الاختيارات المعرفية وتولدت الأفكار لتفعيل الوعي والفهم والتفكير الذي هو بوابة للمستقبل الأجمل وأضاءة للواقع المعاش. فالوعي بأفكار النخب المتميزة من أهل الفكر والنظر يضمن لنا أن نختار الأفضل ونترجم منظومة الأفكار إلى سلوكيات إيجابية ونافعه متى تواجدت لدينا الرغبه في التحسين والأرتقاء بوعينا نحو مراتب الإبداع والتطوير والتفكير السليم الذي يقودنا إلى النهضة والتنمية ويحفظنا من أي اختراقات فكرية ملوثه لا تتناسب مع ثقافتنا وثوابتنا الدينية والأخلاقية والسلوكية التي تعد من ملامح الأمم المتحضرة والمتطورة فكراً وثقافة وسلوكاً إنسانياً ومنهجاً حضارياً وثقافياً وأخلاقياً يحمل رشداً وسداداً في الرأي وبعد النظر، هكذا يكون المنتج الحضاري والثقافي عندما تتواجد نخب الكتاب والمثقفين والمفكرين والأدباء ويكون لهم حضور بارز في مفاصل الدولة والمجتمع ،الوعي الفكري والثقافي هو الحلقة الاقوى في بناء المجتمعات من خلال المثقفين والمبدعين وأصحاب الأقلام النظيفة ، وهو سلاح فعال وضروري في حياة الناس، من هنا تتأتى أهميته، وتبرز ضرورة تعزيزه في الحياة الاجتماعية، لا ان يتم التعامل معه بوصفه من معطيات الرفاهية بل على العكس من ذلك يجب إعتبار الوعي مكون أساسي في التوجهات السائدة في الخطاب الإعلامي وتعزيزه ، فعلى الدولة أن تولي هذا البعد العميق اهمية خاصة هو اعطاء وبناء العقول والأفكار وتطوير الأداء المعرفي مكانة هامة في المجتمع حتى يكون الوعي الفكري سمه من سمات وملامح المجتمع لأن أفراد المجتمعات الواعية تعتبر مجتمعات متحضرة ومتقدمه ومتطورة في مرتبة المجتمعات الناهضة في كافة المحافل لأن ثروتها تكمن في العقول والأفكار الواعية.
وأخيرًا نقول نتمنى أن تبقى منابر الكتاب والمثقفين والمفكرين والأدباء والشعراء واحات ثقافية تنويرية ننعم بأشعاعها الفكري والثقافي، وأن تبقى فضاءات ثقافية لكي تحقق رسالتها التي تسعى من خلالها إلى تأسيس حوار منهجي ومعمق بين طبقات المجتمع تهدف لمعالجة مختلف الموضوعات الأساسية المتعلقة بالفكر وإيجاد الحلول المناسبة وإيجاد واقع بديل يلبى طموحات كافة شرائح المجتمع، إسوا بما وصلت إلىه المجتمعات المتحضرة التي تعتبر فئة المثقفين والمبدعين وأصحاب الأقلام الباحثه عن المعرفة والفكر والإبداع والإصلاح والتنمية، هُم أدوات رقي وتطور ونهضة مجتمعاتها إيماناً منها بأن البقاء ليس للأقوى وإنما للأسرع في اكتشاف وامتلاك العلم والمعرفة وتوظيفها في صناعة التكنولوجيا الحديثة لصناعة الإنسان الواعي والمدرك الذي يستطيع أن يتأقلم مع الثقافة والتقنيه الجديدة ليصنع النهضة ، نعم الكتاب المثقفين هُم من حملوا الثقيلة وقدموا الجزيلة لنشر الوعي الثقافي والحضاري للأرتقاء بالمجتمعات لتكون مراكز إشعاع فكري وتنوير لإقامة حضارة إنسانية مهابة الجانب بسواعد أبنائها من الكتاب والمثقفين وقادة الفكر والمعرفة والإبداع، لذلك نحن بحاجة إلى وعياً ثقافياً وحضارياً يبشر بالتغير والإصلاح والتحديث، ويحدث نقله نوعيه في النهضة والتنمية والا سنبقى ملاعب نفوذ وقوة للأستعمار يستعرض قوته ونفوذه وعضلاته علينا متى شاء.؟
واخيرا نقول من باب التشبيه لتعزيز فحوى هذه الأضاءات والمعاني والدلالات التي وردت بالدراسه، بأن إنشاء عمارة سكنية آمنه تحتاج إلى مهندسين مهرة متخصصين لمراحل الإنشاء ومخطط هندسي يصف مراحل الإنشاء والبناء ، ومواصفات البناء ونوعية المواد المستخدمة بالإضافة إلى ذلك كله يتطلب الأمر تأمين أرض صلبة ومتينه وأمنه من أي اهتزازات وارتددات قد ثؤثر على سلامة البناء مستقبلا ،، ويحتاج إلى صيانه دوريه وتوفر شروط السلامه العامة، وإيجاد غرفة صيانة للإشراف على هذه العمارة لضمان سلامة البناء والأرواح البشرية من أي مخاطر ،، فكما هو الحال لإنشاء البناء السكني بحاجة إلى مهندسين متخصصين ومدركين وواعين بأمور الإنشاء،، فإن المجتمعات تتطلب مقومات أساسية تضمن سلامتها واستمرارها وبقائها بعيدا عن أية اختراقات وذلك بوجود الكتاب والمفكرين والمثقفون الواعين الناصحين الذين يفسروا، ويشرحوا، ويحللوا ويفككوا الزوايا الغامضة التي تقف حائلا دون التقدم والنهضة والتنمية والحداثة لمواكبة موجات التطور والتحديث،، ففي كلا الحالتين نحن بحاجة لغرفة صيانه متخصصة لضمان السلامة والإستقرار والبقاء من أي مخاطر فنية تعيق الحياة الكريمة أو اختراقات فكرية بأجندة خارجية تزعزع إستقرار المجتمعات وتعيق ونهضتها وتطورها... نعم المجتمعات ترتقي وتنهض بالفكر وأدوات المعرفة العلمية التي جُلّ مهندسيها من الكتاب والمثقفين والمفكرين وقادة الرأي، والذين يشكلون العمود الفقري لأي مجتمع متحضر ومتطور...