بقلم اللواء الركن المتقاعد د. صالح لافي المعايطة /
ابو ظبي .
* تأتي الزيارة الأولى لصاحب السمو الشيخ محمد زايد رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة للمملكة الأردنية الهاشمية بعد تسلمه مقاليد الحكم في دولة الامارات العربية بتاريخ 15 مايو 2022، في ظل العلاقات الاردنية الإماراتية المتنامية على كافة المستويات وفي كافة المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية والاجتماعية والثقافية والتقنية والتعليمية والامنية والعسكرية،لدليل كبير على عمق هذه العلاقات وتجذرها من عهد جلالة الملك الحسين طيب الله ثراه وأخيه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله.
* هاهما سيدي صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني وسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد يواصلان مسيرة البناء والعطاء والنموذج والقدوة والمثل من خلال شراكات إستراتيجية تكاملية تعاونية بما يعود بالنفع المباشر على الشعبين الشقيقين في كافة المجالات ، وعلى الجالية الأردنية في دولة الإمارات العربيةالمتحدة ،وعلى رجال الاعمال والاقتصاد الذين يعملون في دولة الامارات والذين يشكلون حلقة الوصل والتواصل في مجال الاستثمارات التبادلية في البلدين الشقيقين .
* لقد تناول الزعيمان العربيان خلال هذه الزيارة العديد من الملفات الوطنية والاقليمية والدولية، حيث أكد الزعيمان على استمرار التنسيق والتعاون الأردني والاماراتي في المجالات الاقتصادية وزيادة حجم الاستثمارات والتبادل التجاري والتكنولوجي والتقني وتبادل الخبرات وفتح المزيد من الاستثمارات، بالإضافة إلى زيادة التعاون في بناء القدرات العسكرية والامنية في مجال محاربة التطرف والإرهاب الفكري.
* لقد شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة افتتاح مدينة خليفة السكنية التي تحتوي على اكثر من ألفين شقه التي قدمتها دولة الإمارات العربية المتحدة هدية للقوات المسلحة الأردنية، حيث تحتوي هذه المدينة على كافة الخدمات اللوجستية والإدارية المساندة من مدارس وأسواق تجارية وملاعب ومرافق رياضية منوعة ومتميزة ، وهذا هو ديدن دولة الإمارات العربية المتحدة، دولة العطاء والوفاء والقرب من الاردن ومساندة الشعب الأردني، والوقوف إلى جانب الاردن ودعم قضاياه في المحافل الإقليمية والدولية. وهذا هو عهدنا بدولة الإمارات العربية منذ تاسيسها حيث تقف دوما إلى جانب المملكة الاردنية الهاشمية قيادة وحكومة وشعبا...فحمى الله دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة .
* كما ناقش الزعيمان العربيان ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي واكدا على أن حل الدولتين هو الحل الذي يكفل حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشرقية ،بالإضافة إلى مناقشة العديد من الملفات وعلى رأسها ملف الغذاء والطاقة والملف السوداني والتداخل في المصالح الإقليمية والدولية، واكدا على ضرورة التعاون الإقليمي والدولي من أجل الاستقرار واستمرار تدفق الإمدادات وسلاسل التوريد والتوزيع الخاصة بالحبوب والاسمدة في ظل استمرار الحرب الروسية الأوكرانية .
* ان أبعاد ودلالات هذه الزيارة من قبل زعيم وقائد عربي له حضور إقليمي وعالمي من حيث الشخصية وقوة الارادة والبصيرة والاقناع والتأثير، مما جعل لدولة الإمارات العربية المتحدة أن تكون مركز ثقل استراتيجي على المستوى الإقليمي والدولي ( سياسياً واقتصاديا وتجاريا وتقنيا ومعرفيا، والدولة الاولي في العالم الجاذبة للاستثمارات).حيث نجحت دولة الإمارات بفضل قيادتها الرشيدة ان تمتلك القوة الناعمة والقوة الذكية والحضور والتأثير في مجال التكنولوجيا والصناعات العسكرية لتطوير القدرات العسكرية والذكاء الاصطناعي، حيث تمتلك دولة الإمارات العربية المتحدة جامعة خاصة بالذكاء الاصطناعي وهو الأولى في الشرق الأوسط..
* واخيرا اقول ان المملكة الاردنية الهاشمية ودولة الإمارات العربية المتحدة يشكلان ويجسدان العمق العربي ويعملان جنبا إلى جنب بجهد عربي تعاوني وتكاملي بما يخدم الأهداف والمصالح الوطنية المشتركة وكافة القضايا العربية وهذا ما أكدت عليه الزيارة الكريمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد للمملكة الأردنية الهاشمية،فحمى الله الزعيمان الشقيقان وحفظهما الله لتستمر مسيرة العطاء والتعاون والتقارب الوجداني بين الشعبين الشقيقين في ظل قيادة سيدي صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه وسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان حفظه الله ورعاه ...