برنارد لويس، واحد من الوجوه البارزة مند عقود في أروقة السياسة الخارجية الأمريكية، يعتبر أحد كبار منظري السياسة للولايات المتحدة الأمريكية. ولد في لندن عام 1916، وهو مستشرق بريطاني الأصل، صهيوني الانتماء، أمريكي الجنسية. تخرج عام 1936 من جامعة لندن، عمل فيها أستاذا للتاريخ والدراسات الشرقية.
حسب صحيفة وول ستريت جورنال فإن برنارد لويس المؤرخ البارز للشرق الأوسط، وفر الكثير من الذخيرة الأيديولوجية لإدارة جورج بوش في قضايا الشرق الأوسط والحرب على الإرهاب حتى إنه يعتبر بحق منظرا لسياسة التدخل والهيمنة الأمريكية في المنطقة.
ظل لويس طوال سنوات رجل الشئون العامة وأيضا مستشارا لإدارتي بوش الأب والابن، فيما يخص قضايا الشرق الأوسط والعالم العربي الإسلامي، لأنهم يعتبرونه أكثر العارفين بهده المنطقة وشعوبها وتاريخها. ألقى ديك تشيني نائب الرئيس بوش الابن سنة 2006، خطابا يكرم فيه المنظر في مجلس الشئون العالمية في فيلادلفيا حيث ذكر تشيني أن لويس قد جاء إلى واشنطن ليكون مستشارا لوزير الدفاع لشئون الشرق الأوسط. لويس الأستاذ المتقاعد من جامعة برنستون ألف قرابة العشرين كتابا عن الشرق الأوسط من بينها العرب في التاريخ، والصدام بين الإسلام والحداثة في الشرق الأوسط الحديث، وأزمة الإسلام: حرب مقدسة وإرهاب غير مقدس.
في إدارة الرئيس بوش الابن، شارك لويس في وضع استراتيجية الغزو الأمريكي للعراق، التي صاغها المحافظون الجدد، ووجد لها مبرراتها من خلال احداث 2001. في 20/5/2005 قال برناد لويس في مقابلة صحفية، بالحرف: "إن العرب والمسلمين قوم فاسدون مفسدون فوضويون لا يمكن تحضيرهم وإذا تركوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية تدمر الحضارات وتقوض المجتمعات ولذلك فإن الحل السليم للتعامل معهم هو إعادة احتلالهم واستعمارهم وتدمير ثقافتهم الدينية وتطبيقاتها الاجتماعية. وفي حال قيام أمريكا بهذا الدور فإن عليها أن تستفيد من التجربة البريطانية والفرنسية في استعمار المنطقة لتجنب الأخطاء والمواقف السلبية التي اقترفتها الدولتان."
كلمات برنارد لويس تعود بنا لما سطره في بداية الثمانينات، حين قال بضرورة إعادة تقسيم الدول العربية والإسلامية إلى وحدات عشائرية وطائفية، ويجب أن يكون شعار الأمريكيين في ذلك، إما أن نضعهم تحت سيادتنا أو ندعهم ليدمروا حضارتنا. و أن تكون مهمتنا المعلنة هي تدريب شعوب المنطقة على الحياة الديمقراطية، حيث يرى وجوب تضييق الخناق على هذه الشعوب ومحاصرتها واستثمار التناقضات العرقية والطائفية فيها.
فكانت النتيجة مشروع برنارد لويس لتقسيم الدول العربية والإسلامية والذي اعتمدته الولايات المتحدة لسياستها المستقبلية البعيدة الأمد، وبتكليف من وزارة الدفاع الأمريكية بدأ المؤرخ برنارد لويس وضع مشروعه الشهير الخاص بتفكيك الوحدة الدستورية لمجموعة الدول العربية والإسلامية جميعا كلا على حدة. حيث دعا لتفتيت كل منها إلى مجموعة من الدويلات العرقية والدينية والمذهبية والطائفية … وشن حروب مزيفة ومؤامرات وحروب بالوكالة الهدف منها تصحيح خرائط سايس بيكو حسب رأيه.
وفي عام 1983 وافق الكونجرس الأمريكي بالإجماع في جلسة سرية على مشروع المنظر برنارد لويس، وبذلك تم تقنين هذا المشروع واعتماده وإدراجه في ملفات السياسة الأمريكية الاستراتيجية لسنوات مقبلة. اليوم نحن في البلاد العربية الاسلامية نشهد صراع وجود وليس صراع حدود.