في المرة القادمة التي تمر بها عبر موقع بناء أو حفر، ألق نظرة على شاحنات نقل التراب والنفايات أو خلاطات الإسمنت: في منطقة ما بالقرب من مركز الشاحنة ستلاحظ وجود مجموعة من العجلات التي تبدو وكأنها لا تقوم بأي عمل، فهي معلقة على ارتفاع ثلاثين سنتمتر تقريباً عن الأرض، تسترخي بينما تقوم بقية العجلات بكل العمل المطلوب: قد يجعلك هذا تتساءل: ما الهدف من هذه العجلات يا ترى؟
تشكل هذه العجلات جزءا من نظام يدعى ”محور الرفع"، وهي تؤدي ما يمكن تسميته عملا بدوام جزئي. بإمكان سائق الشاحنة أن يضغط على زر في لوح التحكم ليقوم بخفض مجموعة العجلات هذه لتلامس الأرض بمعية محور الرفع (محور الرفع هو ذلك العمود المعدني الذي يجمع بين العجلات).
يساعد نظام محور الرفع على توزيع الوزن الزائد عن اللزوم الناجم عن حمولة هائلة الحجم بشكل متكافئ، وبدلا من أن تقوم حمولة وزنها 30 طنًا من التراب والصخور بتسليط ضغط هائل على ثلاثة مجموعات من العجلات، يصبح ضغط الشحنة موزعًا الآن على أربعة مجموعات من العجلات.
ومن خلال رفع محور الرفع والعجلات الموصولة به عندما لا تقتضي الحاجة اللجوء إليه، يقوم سائق الشاحنة بتجنب تلف وتآكل واهتلاك مجموعة العجلات الإضافية.
أصبح المزيد والمزيد من هذا النوع من الشاحنات يُجهَّز بمحاور الرفع السابق ذكرها، أولا بسبب الحاجة إليها وثانيا لأن الكثير من الشركات والجهات المسؤولة أصبحت تدرجها ضمن شروطها المطلوبة لتأجير واستخدام الشاحنات.
على سبيل المثال، تشترط بعض الولايات ضمن الولايات المتحدة الأمريكية على الشاحنات أن لا يتعدى وزن حمولتها 25 طنًا إذا كانت ذات ثلاثة محاور عجلات وأن لا يتعدى وزن حمولتها 32 طنًا إذا كانت ذات ثلاثة محاور عجلات زائد محور الرفع.
يقول (سنوي دو)، الذي يعمل لدى متحف (ماك تراك) في (ألينتون) بولاية بينسلفانيا، أن سائقي الشاحنات يحبون حقا هذا النظام، حيث قال: ”لو يمتنع السائق عن خفض محور الرفع وكانت الحمولة ثقيلة للغاية تصيح الإطارات فيه حرفيًا، حيث يصبح بالإمكان معرفة حجم وزن الحمولة بمجرد النظر إلى عجلات الشاحنة، التي تنتفخ بعض الشيء ناحية الخارج".