منذ عصور سحيقة، عاش بق الفراش الذي تمكّن وعلى مر مراحل تطوّره من التأقلم على العيش مع البشر عبر امتصاص الدماء للبقاء على قيد الحياة. يوصف البق بأنّه حشرات صغيرة مسطحة بيضاوية بنية اللون يتراوح طولها بين 4 و7 مليمترات.
يعيش البق على امتصاص دم الإنسان متسبباً بالحكة والحساسية والإرهاق الناجم عن عدم القدرة على النوم، مستفيداً من الظلام، إذ تضع انثاه 200 بيضة طوال فترة حياتها، فيما تحتاج بين شهرين وثلاثة أشهر لإكمال دورة حياتها، فيما تستطيع العيش من 12 إلى 18 يوماً دون الحاجة للطعام.
ظهر بق الفراش قبل قرون عدة، قبل أن تتمكّن البشرية من القضاء عليه في خمسينيات القرن الماضي، إلّا أنّه عاود الظهور قبل سنوات، مستفيداً من حظر الدول استخدام بعض المبيدات الحشرية لسميتها وما قد تخلفه على الإنسان والبيئة.
ومع أنّ البق لا يفضّل المنازل النظيفة مكاناً للعيش والتكاثر، إلّا أنّه قد يغزوها حال ذهاب قاطنيها لفندق أو منزل آخر يعيش فيه، لاسيّما أماكن الإقامة في المناطق الحارة الرطبة وشبه الحارة أو الأماكن البادرة المرتفعة.
ولعل ما يصعّب محاربة البق ويساعد على انتشاره صعوبة رؤية بيضه بالعين المجردة، فيما يؤدي شراء أثاث مستعمل بيئة ملائمة للبق للاختباء والتكاثر، فضلاً عن تسبّب تربية الحيوانات الأليفة في كثير من الأحيان على تهيئة بيئة ملائمة لهذه الحشرات الصغيرة على الانتشار.
ينشط بق الفراش ليلًا، فيما يفضّل الاختباء خلال النهار قريباً من مكان نوم الناس، إذ تمكنه أجسامه المسطحة من الاختباء في الشقوق الدقيقة، لاسيّما شقوق حواف المراتب وهياكل الأسرة.
ينتظر البق قدوم الليل ونوم الإنسان لعضه وثقب الجلد بمنقاره الطويل المجوّف، فيما تختلف أعراض العض من شخص لآخر، ففيما يشعر البعض بتورّم خفيف مع احمرار وحكة، لا يشعر آخرون بشيئ. وفيما يعض بق الفراش أي مساحة ظاهرة في الجلد على غرار الوجه والعنق والأكتاف والأذرع والأيدي وغيرها، لا يتنقل الحشرة الأمراض عادة، ويقتصر أذاها على الحكة والالتهاب الناتج من اللدغة، بينما العلاج سهل بوضع الكريمات أو المحاليل المُلطفة لمنع الالتهاب.
وللتخلص من بق الفراش، يُفضّل الاستعانة بشركات مكافحة الآفات، لخبرتها وتمرسها في معرفة أماكن الاختباء، فضلاً عما تملكه من الأدوات اللازمة للتخلّص منه، وقد يصل الأمر في بعض الأحيان للتخلّص من المراتب الموبوءة.
ويُنصح بغسل المفارش والملاءات بالماء الحار وتجفيفها تحت أشعة الشمس، واستخدام المكنسة الكهربائية لتنظيف المناطق المحيطة بالأسرة والستائر وحواف الغرف والسجاد، فضلاً عن فحص الأثاث المستعمل عند اقتنائه، وسد وإصلاح الشقوق في الجدران، والتهوية الجيدة في المنزل.