مايحدث في غزة اليوم ... لم يكن ابداً أمراً مفاجئاً للمراقب الحصيف المحايد لمجريات الأحداث على الأرض الفلسطينية....ولو أن صناع القرار في هذا العالم .لم يقفوا موقف المتفرج......والتفتوا بعين البصيرة ... لتحذيرات جلالة الملك...واستمعوا بآذانٍ صاغية لخطاباته المتوالية ....ولقراءته الرزينة الواعية ...لتطورات الصراع الفلسطيني الاسرائيلي ...وتداعيات مايجري على الساحة الفلسطينية..في ظل السياسة الليكودية المتغطرسة ..لما وصلت الأمور ..إلى ماصلت إليه اليوم ...
ولم يتوانى جلالة الملك...ومن على منابر الأمم المتحدة.....وفي لقاءاته واتصالاته الدولية والإقليمية .....أن يرفع الصوت عالياً.....وقد بُح صوته .....مؤشراً .. وناصحاً..ومحذراً ....وبذلت الدبلوماسية الأردنية النشطة والفاعلة .... جهداً احترافياً واستثنائياً... وغير تقليدي ...محذرةً مما جرى قُبيل حدوثه ومستقرأةً مخرجات مايقد يُسفرُ ..عنه هذا التمادي الوقح لحكومة اليمين المتطرف بقيادة الليكود والتي قد ..ضربت بعرض الحائط قوانين الشرعة الدولية ...واستباحت بعنجهية فضة .. حرمة المقدسات الإسلامية والمسيحية ....وأوهم نتنياهو هذا العالم ...أن بمقدوره القفز على كل ذلك ..وبأن يدير الظهر للوصاية الهاشمية ...والدور الاردني الفاعل والنشط . في رعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف..
ان التحرك العربي العاجل ...وعلى كافة المستويات لدى مراكز الثقل الدولي .وبشكل أساس مواقع القرار في الادارة الامريكية الحالية .....هو مطلبٌ مُلحٌ ...لوقف النزف الفلسطيني أولاً....وكبح تخبط الحكومة الإسرائيلية المذعورة والمصدومة والمرعوبة ..أمام هذه الخسائر المهولة ...في جيشها وبُنيتها .. .وللحيلولة دون انفجار الأوضاع ...واتساع رقعة النزاع.... في المنطقة كلها ...ولابد من العمل الجاد على إنهاء الحياة السياسية لحزب الليكود الحاكم ...واستيلاد حكومة اسرائيلية عاقلة ومتزنة ...
وعلى هذا العالم أن يستمع لجلالة الملك...وان يتفاعل إيجابياً مع حراك الدبلوماسية الأردنية الهاشمية على الساحة الدولية والإقليمية...ولابد لصوت العقل والحكمة أن يجد له موقعاً اليوم قبل الغد.