إنتبه إن لم تعاصر النزوح الأول عام 1948 أو عام 1967 فأنت الآن في غزة أمام نزوح جديد .
يهجر مئات الآلاف عن أوطانهم هجرة قسرية ويُبادون إبادة عرقية. يموت الآلاف موتاً مجانياً ولا عزاء للغزيين، كيف لا وهم ألفوا الموت وألفهم لكنهم لم يبارحوا أرضاً دفعوا لأجلها الغالي والنفيس.
كان الصهاينة مغتصبو الأرض وحاصدو الأرواح وما زالوا العدو الاول لهم ، وهم من دنسوا الأرض واستباحوا العرض فنراهم اليوم بدور الضحية يبكون ويتباكون على ضحاياهم ، وكأن الدم العربي رخيص ودمهم يدفعون لأجله قنابلهم و دباباتهم وطائراتهم التي تحوم في سماء غزة .
عندما تكون المقاومة إرهاب والبطولة إرهاب و الشرف إرهاب يكون دفاعهم عن أعراضهم إرهاب كيف لا يكونوا من منظور الصهاينة حيوانات بشرية لا دية لهم .
لا دية لطفل نام هانئا في حضن أمه لا دية لأم قصفت وهي تبحث لأطفالها عن كسرة خبزٍ بين الأشلاء ، ولا لشيخ توضا بتراب ممزوج بدم .
إننا اليوم لا نملك سوى كلمات نلقيها على مسامع عالم أصم . صم أذنيه عن صراخ ملايين العرب رفقاً بغزة ، وهنا استحضر روح محمود درويش حينما قال:" كنت سأشتري لك الورد لكن الرفاق كانوا جائعين فاشتريت لهم الخبز ". فأين أنت يا درويش وغزة تنام في حضن الموت والعروبة تحتضر، والدم العربي رخيص؟ .
إن المقاومة اليوم قد دقت آخر مسمار في نعش القضية التي صارت سطر (كليشيه) في خطابات الزعماء. فلا مكان لها عندهم؛ لأن الكلمات صارت ممجوجة أمام ما يحدث في غزة لأن غزة لها العزة لن تهدأ أبداً وسيظل دمهم حياً ليحاكمكم ليوم الحشر أمام الله.