أسوأ أنظمة الحكم استبدادا وفسادا وظلما وخيانة لشعوبها؛ أنظمة الحكم العائلية والسلالية والعرقية، حيث تؤكد تلك الحقائق الأحداث والوقائع المتلاحقة عبر التاريخ.
توظف أنظمة الحكم الفردية الدين لترويض شعوبها وتكريس نفوذها وسطوتها، من خلال صبغ طريقة إدارتها للأمور بصبغة دينية، كما تعمل على نشر الجهل والخرافة بين أوساط المجتمع، فهناك علاقة طردية بين الجهل بألوانه وبين الأنظمة الانتهازية، حيث تحرص تلك الأنظمة على تعميق هيمنتها وضمان عملية إطاعتها العمياء، بوجود مجتمع جاهل تنطلي عليه الإشاعات.
يهدد وجود مثل هذا النمط الضيق من أنظمة الحكم، بتقويض أمن واستقرار المجتمع، وتهديد سلمه الأهلي على المدى الطويل على الأقل.
لن تتحقق العدالة والمساواة والتنمية والرفاهية في أي مجتمع، إلا في ظل أنظمة حكم مؤسسية، تشارك من خلالها الشعوب في إدارة نفسها، بعيدا عن هيمنة الفرد ووصاية الخارج.
التحرر من الأنظمة الضيقة يستدعي ثورة شعبية يقودها الوعي، لزيادة فرص انتصارها وضمان عدم انحراف مسارها.