إذا لم تستجيب الإدارة الإسرائيلية لمطالبات جلالة الملك بوقف إطلاق النار فورا ...فإن الإدارة الأمريكية ستكون في موقف حرج جداً مع تصاعد حالة الأحداث من ناحية وتنامي جيوب دخول المنطقة بحرب إقليمية من ناحية أخرى وذلك مع إختلال ميزان الضوابط الدولية كما لن يكون بمقدور النظام العربي في الإتجاه المتمم من ضبط إيقاع مشاعر الشارع الشعبية بعد كل هذه المجازر التي ترتكبها آلة الحرب الإسرائيلية بعدوانها على الشعب الفلسطيني في غزة...
فإن مبررات الدفاع عن النفس لا تعني السماح لإسرائيل بشن حرب إبادة جماعية كما أن ذرائع التخلص من (إرهاب) حماس لا يعطيها الحق بإتباع سياسية الأرض المحروقة والتعاطي بهذه العنجهية السياسية فإن الفكر لا يتم القضاء عليه بطريقة عسكرية كما أن فصل جغرافية غزة عن جغرافية الكل الفلسطيني سيعني تصفيه القضية الفلسطينية وإنهاء مشروع حل الدولتين الذي تقوم عليه أساساً عملية السلام وقرارات الشرعية الدولية تلك هي جملة البيان التي أراد جلالة الملك إرسائها عبر لقاءات عمان الوزارية وعبر إتصالاته الثنائية فإن صوت الأردن أكثر موضوعية بتقدير الموقف العام .
ومن على جملة البيان هذه تدخل الأطراف المشتبكة والمتداخلة في المنطقة بمفاوضات في الدوحة ومسقط والقاهرة من أجل الوصول لإستخلاصات مفيدة تسمح بوقف إطلاق النار من جهة وإطلاق سراح المعتقلين من الجانبين من جهة أخرى هذا إضافة إلى ترتيبات أخرى تطال مسائل أمنية وسياسية بكيفية إدارة المشهد العام في غزة وهو ما يجعل طبيعة سير الأحداث تحمل حالة معقدة لدرجة كبيرة لاسيما مع دخول الحالة الميدانية بميزان يميل لصالح المقاومة لأسباب ضمنية لها علاقة مباشرة بدخول آلة فاغنر الروسية في الجنوب اللبناني والحديث حول وصول أسلحة "الكترونية" إلى يد قوى المقاومة من ناتج حرب أوكرانيا هذا إضافة إلى مفاجئات الميدان التي تقدمها كتائب المقاومة من الناحية العسكرية .
وفي الإتجاه المتمم فإن إطالة امد الحرب سيحمل دول جوار لإسرائيل كلف إقتصادية باهضة نتيجة دخول الأردن ومصر
في حالة ركود اقتصادي يصعب تحملها كما لن يكون بمقدور حتى دولة الكيان تحمل كلف هذه الحرب التي تصل كلفتها على الإقتصاد الإسرائيلي إلى (مليار دولار يوميا) ناتجة عن كلف حركة الطائرات والطلعات الجوية وصواريخ القبة الحديدية وصواريخ باتريوت إضافة إلى توقف إنتاج الغاز وإدامة الملاجىء وتوقف الحركة التجارية والسياحية مع تقديرات الوزير غالانت التي تشيير إلى أن الحرب على غزة بحاجة إلى سنة وهو ما يجعل بيت القرار الإسرائيلي بحاجة إلى خطوة إستدراك تستجيب لجملة البيان الأردنية.
كما أن تداعيات هذه الحرب ستسقط بظلالها السلبية على دول الجوار بواقع تقديرات أخرى معيشية ضاغطة فإذا كانت إسرائيل يمكنها توفير ذلك فاتورة الكلفة وهو أمر مستبعد فان دول الجوار غير قادرة لتوفير قيمة هذه الفاتورة الناتجة عن حالة الإستنفار الضاغطة وحالة الركود التي تصاحبها على الواقع الإقتصادي وموازناتها العامة هو ما يجب أن تتحمله إسرائيل بإعتبارها تقود حرب دون إعتبارات إقليمية ولهذه الأسباب الذاتية فإن وقف العدوان هو القرار الأسلم ..
وأما بالإتجاه الموضوعي فإن الرئيس بايدن يسجل خسارة وصلت لغاية هذه اللحظة 10 نفاط من شعبيته نتيجة تنامي حالة الغليان المناهضة للسياسته بين الأصوات الشبابية التى جاءت رافضة لموقفه المؤيدة لإطالة حالة العدوان على الشعب الفلسطيني بعدما تأكد لهذه الأصوات الشبابية عدم مصداقيه شبكات الإعلام الأمريكية وهي الأصوات التي يستند عليها الحرب الديموقراطي في للإنتخابات القادمة وهي ذات الجملة الأخرى التي باتت بحاجة لإستدراك وهو ما يؤكد بالمجمل إن جملة البيان الأردنية هي الجملة التي يجب أن تتبع ،.