غزة التاريخ العريق الذي يعود الى اربعة الاف سنة ويزيد ، تعاقبت عليها حضارات شتى ، ولكنها امتازت بهويتها واصالتها كأرض عربية .
غزة تعاني اليوم من حرب ابادة وسفك دماء بلا انسانية وتحت أنظار العالم الذي يدعي الانسانية واحترام حقوق الانسان .
غزة ذات تاريخ طويل والتدمير في سجلها له قصته وليس بالجديد عليها .
وقبل ان يدخلها الفلسطينيون في القرن الثاني عشر قبل الميلاد كانت ارضها تحت سيطرة قدماء المصريين ،ثم كانت لفترة تحت سيطرة الملك سليمان في الالف الأولى قبل الميلاد ، ولكن في سنة 730 قبل الميلاد دخلت تحت سيطرة الاشوريين ، ثم دخلت تحت الحكم الفارسي وفي سنة 332 قبل الميلاد دخلت غزة تحت السيطرة اليونانية ولتصبحح مدينة للفلسفة والعلم ، وانتقل اليها البدو من جوارها ، وفتحها الحشمونيون في 96 قبل الميلاد وهؤلاء هم اول من بنى سورا حول القدس .
في 63سنة قبل الميلاد تعرضت غزة للتدمير في فترة نفوذ الامبراطورية الرومانية ، وأعيد بناؤها تحت قيادة بومبيوس الكبير، وتم منحها لـ هيرودس الأول بعد ثلاثين عاما.
كانت الفترة الرومانية فترة ازدهار لها، وتلقت المنح من عدة أباطرة، وكان يحكمها مجلس من 500 عضوا، وسكن المدينة مجموعة متنوعة من الإغريق والرومان واليهود والمصريين والفرس والأنباط
. ومع تفكك الإمبراطورية الرومانية، أصبحت غزة جزءا من الإمبراطورية البيزنطية الشرقية. وما بين بين 396 و 420 م تحولت غزة إلى المسيحية ودُمِرت المعابد الوثنية فيها ويعتقد ان المسجد العمري الكبير في وسط غزة كان واحدا منها.
غزة اول مدينة يفتحها المسلمون في فلسطين ، ولكن احتلها الصليبيون عام 1100 وبقيت حتى معركة حطين 1187 م لتبدأ بعدها حقبة غزة الاسلامية . ولتصبح غزة عاصمة ولاية بلاد الشام الممتدة من شبه جزيرة سيناء الى قيسارية . و تنقلت غزة من الحكم الايوبي الى المماليك ثم الدولة العثمانية
وفي عام 1917 وبعد معارك غزة خلال الحرب العالمية الاولى استولت عليها قوات الحلفاء وكانت مع ارض فلسطين كلها تحت الانتداب البريطاني ، وانشأ الانتداب حكومة عموم فلسطين وهذه التي اصدرت جواز السفر الفلسطيني والجنيه الفلسطيني والطوابع الفلسطينية وأقرت الجنسية الفلسطينية .
احتلتها اسرائيل في حرب 1967 ، وبعد اتفاقية اوسلو عادت غزة للسلطة الوطنية الفلسطينية واصبحت عاصمة فلسطين ، ولكن بعد الانشقاق الداخلي وانقلاب حماس على السلطة ، انفصلت غزة بادارة اخرى ودخلت المنطقة في صراع جديد كله كان لصالح الاحتلال حتى بعد انسحاب اسرائيل كليا من غزة عام 2005.
فاز اسماعيل هنية في كانون الثاني 2006 برئاسة الحكومة الفلسطينية قبل الانقلاب عليها ومن ثم انقلاب حماس على السلطة ، ولندخل في مسلسل جديد تداعياته تتصاعد حتى وصلت الى الرصاص المصبوب .
ولكن تميزت غزة وكأنها هي عاصمة النضال الفلسطيني ، والتي ترفض المساومة او التفاوض مع عدو له اهدافه التوسعية ، ولم يتوقف النضال في غزة يوما عن مساره رغم كل محاولات القضاء عليه بل كان ينمو ، منذ البدء ليس فقط منذ قصة مرج الزهور .
وكانت حملات اسرائيل المدمرة على غزة منذ عام 2008 تحمل الحقد والغطرسة الصهيونية ولكن ما نالت مطلقا من صمود الفلسطينيين في غزة
أو في الضفة الغربية ، وترى اسرائيل إن نجحت في القضاء على حماس انها بذلك وصلت الى بر الامان ، بل الحقيقية انها في كل يوم تدخل في نفق نهايتها وتتوغل أكثر ، وحين نتوقف عند بعض التصريحات ندرك الخوف الاسرائيلي خاصة حين صرح نتنياهو بقوله : " إن لم تنتصر اسرائيل على حماس فان الدور القادم عليكم " وهنا لا نعرف من هم الذين عليهم الدور ؟ وهل يقصد امريكا وغيرها ؟
وهل تعتقد اسرائيل ان المقاومة العربية ضد اسرائيل ستزول بأي اتفاقيات سلام مهما كانت ومع اي كانت ؟
ان طوفان الاقصى أوجد حالتين جديدتين :
الاولى : ان الدفاع الاسرائيلي عن مستوطناته هش وضعيف .
الثانية : أن ابسط انواع التخطيط والاستعداد لأي هجوم سيؤدي الى إيقاع أكبر الخسائر وإقتياد اليهود كقطيع .
والاهم من كل ذلك أن المقاومة الفلسطينية في غزة أحدثت ارباكا في منظومة السياسة والعسكريتارية الاسرائيلية ، ولهذا السبب هرع الرؤساء المؤيدين لاسرائيل الى تل ابيب لمواساة نتنياهو وتشجيعه وتأكيد دعمهم له ، وكبادرة ارسلت امريكا حاملة طائرات قبالة سواحل فلسطين لتكون جاهزة في حالة تأزم الموقف وانهيار الهجوم الاسرائيلي.
والأهم ان هناك فشلا متواليا لاستخبارات العدو ومعرفة بدء طوفان الاقصى او ما هو اسلوب العمل العسكري عند حماس
وتاليا ملخصا للهجمات على غزة منذ عام 2008 :
** الاولى : 27 كانون الاول 2008
عملية الرصاص المصبوب ورد الفلسطينيون عليها باسم الفرقان
مدة الحملة 24 يوم .
خسر الاسرائيليون13 قتيلا واصابة 300 حسب المصادر الاسرائيلية
استشهد 1430 منهم 400 طفل وجراح 4500 وتدمير حوالي عشرة الاف بيت .
** الثانية : 14 تشرين الثاني 2014
عملية عمود السحاب ورد الفلسطينيون باسم حجارة السجيل
مدة الحملة ثمانية ايام
استشهد 180 فلسطينيا منهم 42 طفلا وجراح 1300
خسر الاسرائيليون جنديين و4 مدنيين وجرح 625
** الثالثة : 8 تموز 2014
عملية الجرف الصامد وفلسطينيا اسمها : العصف المأكول