إن المتابع للأخبار والتصريحات الأخيرة لحكومة الكيان وتغير اللهجة تارة وتناقضها تارة أخرى كلها توشي بعمق الازمة التي يعيشها الكيان بجميع مكوناته السياسية ، والعسكرية، والاقتصادية. فرئيس الوزراء للكيان المحتل صرح في بداية الازمة انه لم يخبره احد عن استعداد المقاومة والقى اللوم على الأجهزة الامنيه ثم مالبث ان تراجع واعتذر عن ذلك ، ووزير التراث صرح بالضرب بالنووي ، وتم توبيخه وتعليق مشاركته بجلسات مجلس الوزراء ، ووزير الخارجية قال بانه لم يتبقى لديهم من الوقت الا اسبوعين لانهاء الحرب على غزة وتم توبيخه من قبل رئيس الوزراء وغرد انه لم يقصد ذلك حرفيا ، وهذا الناطق العسكري لهم ، صور نفسه مع فوط الأطفال ورضعات الحليب في مستشفى الرنتيسي على انه حصل كنز استخباراتي برواية ركيكة فضحت وكشفت قدرات استخباراتهم على عدم معرفة اي معلومة عن الرهائن ، طريقة بدائية قديمة تشبه قصاصي الأثر في مسلسل هبوب الريح . فكلما مر يوم على هذه الحرب تكشفت عوراتهم فيأخذو من ادراج الكذب يطفقون مايواري سوآتهم ولكن هيهات ان تصدق تلك الروايات الا من قبل حلفائهم في هذه الحرب .
وعليه فإن تضارب التصاريح وركاكة الروايات التي يسردها تدل على حالة الضغط الذي يعيشه هذا الكيان ، فالضغط والخسائر في الميدان ، والضغط من داخل الكيان فأهالي الاسرى لدى المقاومة ضاق ذرعهم والنازحين منهم عبئ ثقيل على اقتصادهم ، ومن الخارج ضغط بنوعين ضغط إنساني ورأي عام وضغط لانهاء هذه المعركة بأسرع وقت لخوفهم على انهيار إسرائيل وفتح جبهات جديدة .
لذلك فإن الرياح لم تجري كم تشتهي ، فمن جميع الجهات هناك رياح حتى فقد عراب هذه المرحله وفريقه الاتجاهات وتاهت البوصلة ومزقت رياح المقاومة الشراع وبات يبحث عن أقرب شاطئ ليرسو عليه لايهمه أين يكون ولكن ان يخرِج نفسه من هذا البحر المتلاطم الامواج شديد الرياح . فابعتقادي انه اخرج من كنانته جميع اسهمه حتى السامة منها والتي كان قد خبأها ليوم عصيب . لكن النهاية بدأت من خلال الحديث عن صفقات رهائن ومحاولة تجميل الصورة عند الغرب بعرض عدد من (جراكن) الديزل على مستشفى الشفاء . ولهجة الخطاب للغرب . ورأى ان المقاومة مازالت فاعلة برشقاتها وعلى الأرض، وخسائره التي هو يعلم كم هي كبيرة ، فالنهاية بدأت برغم حجم التضحيات من اهل غزة الا ان ثمن النصر يكون دائماً دماءٌ زكية وتضحيات أسطورية.