الاردن يدرك المعادلة الصهيونية من وراء هذا العدوان
جهود الاردن تاريخية ويترفع عن كل سوداوية
د.بكر خازر المجالي
اعتدنا منذ زمن السبعينات على الكذب والتحامل على الموقف الاردني ، حتى في دفاعه عن نفسه أو في تضحياته بتقديم كل ما يمكن للاشقاء في أي مكان .
ولكن ليس غريبا ان القارئ للتاريخ يدرك ان صفحات الاردن ناصعة البياض وصفحات الماضي مسطرة بالجهود الاردنية ، حتى في التاريخ القديم من ايام فتح القدس الثاني عام 1293 الى حملة نابليون على فلسطين وحتى عبر الثورات الفلسطينية العديدة ، فان الاردن بشعبه المعطاء يكون في الطليعة ، ويقدم الغالي والنفيس بلا حساب .
وما يقوم به الاردن حاليا هو من منطلق الثوابت والمبادئ الاردنية التي رسمتها قيادته الهاشمية ، وتلتقي مع صفات الاردني في الشهامة والنخوة رغم التحديات والصعاب .
نحن نعيش مأساة العصر وجريمتها النكراء ، والتحدي كبير في مواجهة شعب يرفض الخنوع والاستلام ، فالجميع مناضلون والجميع شهداء ، يقاتل فوق ترابه ونحن لا نرضى بالشجب والاستنكار بل يأبى الاردني إلا أن يقدم شيئا لابن عروبته .
وكانت حرب السياسة والسلام ، وحرب المفاوضات في ظل موقف عربي ترك الاردن وحيدا خاصة بعد اوسلو واحد وأوسلو اثنين ، فاندفع الاردن نحو السلام بعد هرولة الفلسطينيين ، وعشنا مرحلة بالكاد نجد فيها شربة الماء لاسباب عربية ومثلها الغاز فكانت اتفاقيات السلام وما تبعها كالمياه والغاز.
ويتفانى الاردن في خدمة اهلنا في غزة في ظروف ابشع جريمة بشرية يشهدها العصر ، ويستثمر الاردن كل الاتفاقيات وكل الجهود الديبلوماسية ومكانته الدولية وعلاقاته القوية مع زعماء العالم في اتجاهين :
الاول : جهود عربية واسلامية وعالمية لايجاد حل عادل لمجمل القضية الفلسطينية والتركيز على الابعاد الانسانية في ضرورة وقف اطلاق النار في غزة . ولله در مليكنا الذي لا يهدأ وهو يقود حملة عالمية من اجل الحق والحل .
الثاني : تقديم العون الحقيقي لاهلنا في غزة والتأكيد على استمرار عمل المستشفى الميداني الاردني وتخطي كل العقبات والمستحيلات باسقاط المواد الطبية من الجو في وسط جو من الجحيم . واستمرار ضخ قوافل المساعدات الانسانية برا عبر بوابة رفح .
كل هذا يفعله الاردن ، ولا نريد ان نقارن ونسأل من كان أكثر منا وأجرأ منا بل وأصدق منا !!!!
ومع ذلك هناك فئات لا تريد الخير لنفسها وتربيتها هو على الحقد واستجرار الماضي الاسود بفعلتها هي ، لا يكفون عن اختلاق الاكاذيب والاتهامات لتشويش الدور الاردني الذي يفرض نفسه بنصاعة شديدة الوضوح من بلد الاردن الذي يتمثل صفات قيادته الهاشمية التي لا تنتظر الحمد والشكر والثناء، فهي تعمل من اجل الحق والانسانية ومن وازع الضمير الحي والحقيقي الذي ينظر الى أن تعود بسمة الطفل وحنان الام وأن يعود الحق الأبلج في دولة فلسطينية قابلة للحياة .
تدرك السياسة الاردنية ان هدف العدو هو خلق ظروف لمكان غير قابل للحياة ، وأن يتم تهجير أهله لتبقى الارض جرداء والشعب مشرد بما تبقى منه ، ان هذه المعادلة لا مجال ابدا لتطبيقها مع شعب كله ارادة وتصميم وكله مناضل وشهيد فهو المزروع في أرضه ، ولن ينجح الغرباء أيا كانت قوتهم وأيا كان من وراءهم .