الخبير العسكري والإستراتيجي العميد الركن المتقاعد صقر المناصير
إن المتابع لما تم نشره من سلسلة درسٌ من غزة والتي تنفرد بنشرها نيروز الاخباريه ففي الجزء السادس والذي نشر بتاريخ ١٥ ١١ من هذا العام قلنا ان نتنياهو سيسقط عن الشجره وأن عض الأصابع بدأ يميل لصالح المقاومه ، فها هو يعلن عن صفقة الرهائن وهدنة لعدة ايام ، ومن خلال القراءة للمشهد فأنه سيتم تمديد هذه الهدنه أو أن هدنه أخرى مباشرة أطول وبعدد أكثر من الرهائن ستكون بعد هذه الهدنه وذلك للأسباب التالية : اولا ان هدف الحرب كان القضاء على حماس وإعادة الرهائن ، فبعد أكثر من ٤٥ يوم من الحرب مازال الجناح العسكري لحماس يعمل بكفاءة والجناح السياسي يفاوض من قوة لابل ان الاحتلال انقاد وراء استرتيجية الرهائن بسيناريو تجزئة الرهائن اللي كانت قد طرحتها من قبل . ثانيا ان الخسائر التي تلقاها جيش الاحتلال كبيرة وكبيرة جدا وتزداد يوما بعد يوم كلما طالت أمد الحرب وهي اكثر بكثير مما يعلن عنها . ثالثا ان الضغط الداخلي والخارجي يزداد وبدأت دولة الاحتلال تخسر الكثير من المؤيدين والمتعاطفين معها من عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر وذلك لما ترتكبة من مجازر ضد المدنيين وإخراج قطاع الخدمات عن العمل وبالاخص الطبيه . رابعاً عدم التوصل الى ادلة عن أماكن تواجد الرهائن وعدم تقديم رواية صحيحة للعالم عن الفائدة من هذه العملية سواء قتل الأطفال والنساء . خامساً الوضع الاقتصادي الداخلي وتعطل وشلل معظم القطاعات الداخلية كالتعليم والنقل والسياحة . سادساً الخلاف الداخلي العميق الذي نشأ نتيجة إلقاء الاتهامات بالتقصير بين الحكومة والاجهزة الأمنية وأجهزة الاستخبارات . سابعاً اهتزاز الثقة بقوات الاحتلال من المواطنين وأن هذا الجيش اصبح مشكوك في قدرته على حماية الأمن الوطني للدولة .
وعليه فأن الهدنة القصيرة هي لصالح المقاومه من ناحية عسكرية حيث ستتمكن المقاومة برصد مواقع تجمعات الآليات الحالية وموقعها البديلة وطرق امدادها وخاصة بعدم وجود أي نوع من طيران الاحتلال وخاصة الاستطلاعيه منها ، مما يتيح حرية الحركة والرصد والمراقبة من قبل المقاومة ، وعليه فأن الهدنه عسكريا لصالح المقاومة اذا استأنف القتال بعد انتهاء الهدنه مباشرة وأن الاحتلال لديه هذه الحسابات ولذلك فإنه يعيش في حالة توهان في غزة ربما أكثر من تيه بني إسرائيل في سيناء .