إنها مسرحية حقيقية واقعيه احداثها على أرض فلسطينيه ويشاهدها العالم بأسره من أقصاه إلى أقصاه، ويتابع فصولها أولا بأول...لحظة بلحظة ..
إنها ( *مدينة غزة الفلسطينيه* ) التي تمر بظروف طارئه قاسية وأزمة أنسانية عجزت الأقلام كتابة سناريوهاتها ، ووقف أمامها الإنسان الحر حائراً فيما يدور حوله، منصدما من هول الاحداث والوقائع والجرائم اليوميه، وعاجزاً عن عمل ما يمليه عليه ضميره، سوى أن يكون له الدور الإيجابي أو كلمه في نصرة القضية الفلسطينيه ونصرة أهل *غزة* التي تباد .
الحيرة التي تملأ قلوبنا من هول ما يحدث وما ينقل على شاشات الوسائل الاعلاميه المرئيه والمقرؤة والمسموعه، ووسائل وتطبيقات التواصل الاجتماعي المتاحة ، ومن هول ما نراه وما نسمعه ،إنها إبادة إنسانيه كامله بكل ما تحمله الكلمه من معنى وامام مرأى ومسمع العالم الصامت ، وامام هول الألم الذي يعتصرنا ويعتصر قلوب أهل غزة المستضعفين في الأرض المباركه المقاومين الصابرين المحتسبين المستغيثين الراجين رحمة ربهم .
*لك الله يا غزة*
قلمي يعجز عن ذكر كمية الدمار والهدم للمباني والمساكن والمنشئات والمساجد والمدارس والابراج والمستشفيات.
فلما نذكر أحياء كاملة أو قرى دُمرت بمنازلها وشوارعها وسوت بالارض وكأنها لم تكن .
نذكر مساكن ومباني قصفت جوا وبرا وبحرا وهدمت ودمرت على سكانها وما زالوا معظمهم تحت الركام لاكثر من شهر ، نذكر عن أشخاص ما زالوا يبحثون عن بصيص أمل لإيجاد أقارب لهم على قيد الحياة.
وأخرين تصيبهم هول الصدمه حينما يجدون أولادهم واقاربهم مقطعين أشلاء لا يمكن التعرف عليهم من قوة القصف وكمية القتل الوحشيه التي يستخدمها المحتل المغتصب بآلاته ومعداته الحربيه المتغطرسه وهمجيته الجنونيه .
نذكر أطفال حرموا من أبسط حقوقهم في الحياة وحوصروا شهرين وقطعت عنهم كل وسائل الحياه، من ماء وكهرباء وغذاء ودواء، وبعدها تتلقاهم رمية فوهة المدافع الحارقة ليتحولوا إلى جثث هامدة وأشلاء ممزقة.
*لك الله يا غزة العزة* ..
نذكر ضحكات وبراءة الأطفال حينما ظنوا وفرحوا بأنهم وجدوا ملاذا آمنا في المستشفيات والمدارس ، ولكنهم تفاجأوا بآلة القصف الصهيونيه العوجاء فناموا ببرائتهم وضحكاتهم ولم يستيقظوا أبدا ..
والبعض نجا بمعجزة ولكنه أضحى أسير ذكريات أليمة لن تغادر ذاكرته دامه على قيد الحياة.
*لك الله يا غزة الشموخ*..
غزة اضحت قضية عالميه كبيرة، وقصه مؤلمة من قصص التحرير ، وبالتاكيد ستكون منهجا عالميا ومدرسة لاحرار العالم في العصور المقبله، إنها إرادة الله تعالى وحكمة لا يعلمها إلا هو .
ونحن على يقين تام أن من رحم الأزمات تولد الرحمات .
غزة تعيد كتابة تاريخ وامجاد أمتنا الإسلامية، وتنعش تاريخ قضيتنا الخالدة وأرضنا المباركة التي تشرفت وحطت فيها قدم خير البرية صلى الله عليه وآله وسلم، وتحي في نفوسنا العزة والكرامه والشهامه ، وتسطر البطولات والشجاعه والبساله ، وتعيد للمقاومة الفلسطينيه ذكراها ومجدها ، وترسم مستقبلها بدماء اهلها ، وتثبت للعالم بأن معركتنا معركة وجود معركة عقيده معركة عزة وكرامه.
*معركة غزة العزة* هي معركة لكل بقاع أرض فلسطين المباركة، وحتى أكناف المسجد الأقصى مسرى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومهبط الأنبياء عليهم السلام ، غزة معركة صراع بين الحق والباطل ، بين الخير والشر ، بين العالم الحر وقوى الشر .
لما تحتدم وتضيق وتصعب الظروف ، يأتي الله بالفرج وتظهر بوادر الخير ومواقف الأمل وتتهيىء الأسباب ، ولكنها ستتبعها احداث ووقائع قاسيه وحزينة تكدر الأنفس ، ولكنها بالمقابل ستحيي وتنعش القلوب، وتجدد مواقف العزة والكرامة والشهامه والشجاعه والوفاء ، موحدين متحدين غير متفرقين. فالارض المباركه " *فلسطين* " تجدد لنا محبة الأمال ، وتنعش الأجيال ، وتحي النفوس الضعيفه وتزيد همة الرجال ، وتعيد للأمة الإسلامية مجدها وعزها وكرامتها وتغرس قيمنا ومبادئنا في الأجيال الحاليه والمقبله حتى يفقهوا أبجديات «الأرض المباركة» فيتربوا ويتعلموا ويكبروا على حُب فلسطين والمسجد الأقصى الشريف .
إن واجبنا كمسلمين اليوم يحتم علينا نصرة أهلنا في فلسطين وفي غزة وفي المسجد الأقصى .
إن المسلمين اليوم على ثغرة مهمة من ثغرات الحياة سوف نسأل عن مواقفنا تجاه ما يحدث في غزة وغيرها من مناطق فلسطين المحتله ، والتاريخ سوف لن يرحمنا وسيدون الخزي والعار والهوان والخذلان والتقاعس والتقصير نحو نصرة المسجد الأقصى ونصرة إخوتنا المظلومين أخوة الدين والدم والعروبه.
فالنصر له اوجه كثيره وأبسطها «فبقلبه وذلك أضعف الإيمان»
فمن لا يستطع الجهاد بالنفس فبالمال ومن لا يستطع فبالكلمه .
*المقاطعه سلاح قوي*
ومن لم يستطع فمقاطعة شراء منتجات الاعداء اثبتت جدواها بشكل كبير، وهو سلاح فتاك ويفتك بالعدو ويفتت قوته الاقتصاديه ويمزق نسيجه الداخلي، واظهرت نتائج المقاطعه خسارة كبيرة لتجارته خلال فترة الحرب .
فالاستمرار بسلاح المقاطعة هو الحل الاوفر والاسهل والاجدر في الوقت الحالي.
المقاطعه ثم المقاطعه ثم المقاطعه لجميع منتجات الاعداء الصهاينه المغتصبين ومن معهم من الداعمين والعملاء سواءا من الغرب أو أمريكا واي دولة مشاركه معهم بطريق مباشر أو غير مباشر .
قال تعالى (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَـهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ).[النمل ٦٢]
والدعاء واجب على جميع المسلمين فهو يخفف عنهم المآسي والآلام وهول المصيبه ويصبرهم ويبعث فيهم القوة والثبات والعزيمه والاصرار والارادة الحقيقيه في الانتصار .
فعلى الجميع المضي قدما نحو وقفة واحدة من أجل عزة الاسلام والمسلمين ، ونصرة غزة ، فالتكافل والتعاون والتعاضد والتعاطف والتكاتف والتآلف والتضامن والتآزر مع إخوتنا في غزة هو نصرة لأهل فلسطين جميعاً ، فالمسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضاً.