الى كل من ينتظر الإجهاز على المقاومة الفلسطينية في غزة عليه أن يبقى ينتظر.... والى كل من يريد الحديث عن الواقع الفلسطيني بعد العدوان على غزة عليه أن يعلم أن فلسطين لن تنهزم .... وان تصوير المقاومة الفلسطينية "بالإرهاب" قد فشل، وأن الحديث عن عدم السماح للمقاومة الفلسطينية بالانتصار هو حديث واهم، وان فصل حماس عن فصائل المقاومة الفلسطينية التي تمثل بمجموعها الشعب الفلسطيني هو فصل فى غير مكانه.
ولان فلسطين لدى العرب تشكل عقيدة كما القدس لكل الأديان تشكل رمزية دينية فانها ستبقى الى الابد عاصمة للدولة الفلسطينية بوصايتها الهاشمية وستبقى تشكل درة التاج الفلسطيني الذي قوامه بيت المقدس وأكنافها، والتى حدودها من مفترق البحرين فى دلتا مصر إلى ملتقى البحرين فى بصرة العراق.
فلقد بات لا يخفى على أحد أن المقاومة الفلسطينية قد انتصرت بالصمود والثبات، واخذت فلول الجيش الإسرائيلي بالدوران والاستدارة والبحث عن ثغرة للاختراق فلم تجد بعد شهرين من المعارك الضارية ما تستهدفه من أهداف، وبات الحل الوحيد أمام القيادة المشتركة في تل أبيب الاستنجاد بكل دول العالم لنصرتها.
وقد لبى نداء اسرائيل بريطانيا التي دخلت بقواتها الجوية كما أمريكا التي ذهب وزير دفاعها اوستن بتصريح فيه صراحة و فجاجة مفاده يقول لن نسمح بانتصار المقاومة الفلسطينية، مما يدل على أن المقاومة قد انتصرت، وان تغيير منزلة القيادة الأمريكية في المعركة من طرف داعم الى طرف مشارك كما فعلت بريطانيا يأتي من باب "ستر العورة" لهزيمة القوات الاسرائيليه التى تكبدت خسائر أكثر من "عشرة آلاف بين قتيل وجريح"، هذا عدا عن الآليات التي كانت تعتبر قلاع حصينة لا تخترق اضافة للخسائر المادية والمعنوية الجسيمة وهو ما يؤكد أن ... فلسطين لم ولن تنهزم.
أعلم قدرة الولايات المتحدة العسكرية كما يعلم الكثيرين، لكن على الولايات المتحدة ان تعلم ايضا انها تقاتل على الأراضي المقدسة شعب الجبارين، وأن الانتصار على الشعب الفلسطيني لم يتحقق عبر التاريخ، وإن كانوا قد خسروا بمعارك محدودة الا أنهم كانوا دائما ينتصرون بكل الحروب التي خاضوها .
وهم على هذا الحال منذ وعد بلفور الى الآن، أي منذ قرن من الزمان وهم تحت الاحتلال والحصار ولم يستكينوا ولم يهنوا كونهم الاعلون وحال لسانهم يقول لن تنالوا من بيت المقدس، فنحن حماة الديار وفرسان بيت المقدس الذين عاهدوا الله أن يوفوا بالعهد على حماية البيت المقدس وحدوده، من نيلها إلى فراتها ومن حجازها إلى رباطها وسيبقوا على العهد لتحقيق الانتصار للأمة والنصر على المحتلين.
ان الثبات الاسطوري للمقاومة الفلسطينيه فى بيت حانون وبيت لاهيه وفى الشجاعيه وحي والنصر وحى الزيتون كما فى غزة المدينة وجباليا وخان يونس البطلة يؤكد من مدى توق الشعب الفلسطيني لتحرر والاستقلال يظهر موقف القدس و الضفة الغربيه فى جنين القسام كما فى نابلس جبل النار الموقف الشعبي المناصر للمقاومة الرغم من اشتداد التضييق على الضفة واهلها الا ان وحدة الساحات النضاليه تتطلب الوقوف التام مع المقاومه ومع اهدافها فى معركة كسر الارادات الدائرة وهو ما يظهر ان فلسطين لن تنهزم .
إن ممارسة الولايات المتحدة كل أشكال التهديد والعاب السياسة
قد ينجح آنيا بتشكيل درجة تضفي حاله من الصمت العربي لكن في العمق السياسي لن يحقق جدوى او فائدة لان تهجير الفلسطينين بعد تدمير بيوتهم لن يزيد العرب كل العرب إلا مزيدا من التمسك بالهوية النضالية الفلسطينية التي أصبحت "أيقونة للحرية" فى العالم أجمع، وأن معاداتها تعني معاداة للحرية وان تجسيدها يبدأ بتحقيق الحلم الفلسطيني بالتحرر والاستقلال، وهو ما يؤكد بأن ... فلسطين لن تنهزم.
صحيح أن العدوان على الشعب الفلسطيني منذ قرن نجح بتهجير 14 مليون فلسطيني وجعلهم فى الشتات، لكن ما هو صحيح ايضا ان اياً منهم لم ينسى فلسطين على الرغم من حصولهم على جنسيات امريكيه أوبريطانيه أوأوروبية وحتى عربية، لكن أياً منهم لم ينسى فلسطين لأنها تشكل لديهم كرامتهم وليس وطنهم فحسب، وقد توارثوا هذه العقيدة جيلا من بعد جيل وهو ما يمكن رؤيته فى المظاهرات العالمية التي اجتاحت كل لعواصم الدنيا لتكون خير شاهد على ما أقول بأن ... فلسطين لن تنهزم.
ومن المهم للرئيس جو بايدن الذي أحتَرم هويته النضالية الايرلندية ونهج المواطنة التي يقف عليها، أن يرد دين فى رقبته ورقبة كل ايرلندي تجاه الشعب الفلسطيني الذي وقف مع الحركة الايرلندية حتى نالوا الاستقلال عليه ان يسدد هذا الدين وأن يصغي لكل ايرلندا التى هتفت من أجل حرية فلسطين ....والى شباب الحزب الديموقراطي الأمريكي الذين أجمعوا على ضرورة وقف العدوان على الشعب الفلسطيني، الذي يعاني من جور الاحتلال والتطرف والغلو وإرهاب الدولة الذي يمارس عليه وينتهك انسانيته، وبالرغم من كل هذا ما زال يؤكد على التعايش السلمي ويتمسك بالحياة و يتوق للحرية ومن يحافظ على قيمه لن ينهزم وهكذا هى ... فلسطين لن تنهزم.
ولان فلسطين تشكل للهاشميين عقيدة وبوصلة سياسية وتاجها القدس وهو ما اظهرة الغطاء السياسي الذى قدمته الدبلوماسيه الاردنيه للمقاومة الفلسطينيه فى كل المعارك الدبلوماسيه التى خاضتها فى حرب الدفاع عن فلسطين البوصلة والعقيدة فلقد كانت ومازالت معركة الدفاع عن عروبتها معركة مقدسة كما الأردنيين يعتبرون فلسطين هويتهم النضالية وقضيتهم الوطنية وحال لسانهم سيبقى يردد للضاد ومن أجلها فلن تكبوا فلسطين و لن تنهزم...
وستبقى راية عروبة فلسطين خفاقة ما بقى لسان العرب وعقيدتهم فى وجدان الانسانية وقيمها وضائه وتشكل منارة قبس من منطقة مهد الحضارات للبشرية جمعاء، من حيث دوحة بيت المقدس وأكنافها فإن ... فلسطين لن تنهزم.