قبل اكثر من ستين عاما قال الملك الشهيد عبدالله الاول عن الفلسطيني أنه " كلما قُلِمَ نَبَت "، وندرك كم هي حجم الكوارث التي حلت بالفلسطينيين منذ عام 1947 وللآن ، ولكنها تنتهي ويبقى الشعب الفلسطيني في أرضه أو حولها ما تراجع لحظة عن موقفه الثابت من حقوقه ، ويجابه رفض العالم الامبريالي لحقوقه ولم يتزحزح ابدا عن آماله التي ستتحقق بكل أنواع القوة.
لم يكن هناك مثيلا لأحداث غزة 2023 فيما قبل ، بأن يكون الهجوم فلسطينيا أولا ثم يحشد العدو كل طاقاته ويستخدم كل الات الدمار بوحشية تركزت على الانسان والحجر، وبعد أكثر من شهرين للآن لا جدوى ولا اية نتيجة لصالح العدو ، ويعكس فشله الذريع بالوصول الى أية نتائج بممارسة الانتقام من الاطفال والنساء ومن المباني ،
غزة هي مشهد فاضح للهمجية العالمية التي ترى وتدرك ماذا يحدث ، وبدأت بلغة المساندة التامة للعدو وانكار الحقوق والتسارع بحشد البوارج وتتابع زيارات الدعم ، ولكن نلاحظ التغير في محتوى التصريحات من أشد الاعداء والمساندين للصهيونية لتميل الى البحث في كيفية ادارة غزة بعد الحرب وضرورة أن تكون هناك دولة فلسطينية لا يمكن انكارها .
من حرب فلسطين عام 1948 ، وبعد 75 عاما من الصراع والحروب وجيوش سبعة او عشرة دول عربية خاضت معارك عدة ، في سبيل تحقيق الحق الفلسطيني الواضح في دولة مستقلة ذات سيادة تامة على ارضها التاريخية المشروعة، بعد كل هذه السنين الجوفاء والخرقاء ينطلق الفلسطيني في غزة ليحقق كل الاهداف بعد عجز العرب والعالم ، وهو يسير في بناء الدولة والحق ويمهرها بقوافل الشهداء اليومية ، ولا فرق بين الفلسطيني بعمر يوم أو مائة ، فهو ذات الدم الفلسطيني والروح الفلسطينية والتصميم الفلسطيني ، قد يصل الشهداء الى مائة الف أو يزيد ولكن فرحة يوم ستتحقق وسينتصر المفاوض الفلسطيني وهو الأقوى بكلمة البندقية المكتوبة بدم الشهداء ، ومن النفق والخندق ومن تحت الثرى المعشوق والمجبول بالحرية والعزة والكبرياء ، لا ينتظرون اجتماعات وتنسيقات وتصريحات ، بل يكفي أن نقرأ في تحليلات الاسرائيلين بوسائل اعلامهم لندرك كم هو السخط على جيشهم وساستهم ووتزايد الدعوات بوقف الحرب وتغيير الحكام ، وتصريحات امريكية واوروبية تطالب بالاعتراف بدولة فلسطينية ، فقد جلس المقاوم الفلسطيني في كل مجالس للمفاوضات دون حضوره ، وجعل العالم يتكلم باسمه أو باسم بندقيته يطالبون بحقه الذي ثبت انه الحق الواضح الصحيح بعد أن كشفت المقاومة عن الغمة والضبابية التي اكتنفت العالم ، ليصحو العالم على أن هناك شعب له أرض وله تاريخ وله حضارة ، وتتوالى انتصارات المقاومة الفلسطينية سياسيا دون ان تقول كلمة سياسية واحدة ، ودخلت التاريخ العسكري بعمق دون انتظار تحليلات يتم اختيارمحلليها انتقائيا ، ونحن فقط الان على قائمة الانتظار نراقب ما ترسمه المقاومة وما تصنعه للتاريخ الذي سيخرج من أنفاق لتضي المستقبل لدولة جديدة هي التاريخ الذي يبدأ بعزة العرب .