في إطار سياسة اللعب والمراوغة والتضليل والخطابات الاستهلاكية لتمييع ما يحدث في فلسطين من جرائم إبادة وتجويع وقهر وحصار وقتل وقصف ومجازر في حق مدنيين عزل وأطفال خدج، تواصل إسرائيل والولايات المتحدة ومن ورائها الغرب في ممارسة المخادعة والمناورة، نقول هذا بعد تصريحات أمريكية وبريطانية عن فرض عقوبات على المستوطنين جراء ممارستهم العدوانية وانتهاكتهم المستمرة فى حق الفلسطينيين.
والغريب بل العجيب حقا، كيف يتم معاقبة مستوطن متطرف وتترك حكومته التى تدفعه إلى التطرف بتسليمه السلاح والذخيرة؟.. وكيف تعاقب مستوطن وهو ينفذ سياسة حكومته التي بها وزراء متطرفين أمثال بن غفير وزير الأمن القومى المتطرف وهو من يسلم السلاح للمستوطنين بنفسه أمام شاشات العالم.
وأنا هنا ليس في دفاع عن المستوطنين، فهم المجرمون المتطرفون الذين يمارسون العدوان والكراهية في كل الأحوال، لكن ما أود الإشارة إليه هو التناقض واللامعقولية فى طريقة حل وإنهاء هذه الكارثة والجريمة الكبرى.
لذا، على الولايات المتحدة والغرب أن يكفوا عن هذه التناقضات والازدواجية في تعاملها مع الحق الفلسطيني، وأن يكفوا عن التناسى أن للفلسطينين حقا في دولتهم طبقا للقوانين والتشريعات الدولية، وأن لا يتناسوا أيضا أن من أتى بالمستوطنين في الضفة أو فى غلاف غزة هي الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، داعمين لهم في انتزاع أرض السكان الأصليين وممولين لهم بناء وحدات سكانية محل المنازل الفلسيطينية، بل يتم دعمهم في سلب ونهب وتدمير المزارع والممتلكات الفلسطينينة بغرض التهويد لتغيير الواقع الزمانى والمكانى لهذه المدن الفلسطينية، متجاهلين كل التصريحات العدوانية والإرهاب والعنصرية في حق الشعب الفلسطينى.
إذن - المنطق يقول، إن العقاب الحق يكون للحكومات التي تدعم وتسلح المستوطنين، لذلك نقول للويات المتحدة وأوروبا كفى زيفا وخداعا وتضليلا لمنح إسرائيل فرصة البقاء وممارسة العدوان وتمييع القضية واستهلاك الوقت واللعب بآمال الشعوب.. ونقول للأمتنا العربية والإسلامية كفى وقوعا في فخاخ الخطابات الغربية والوعود الزائفة.. فلا حل إلا بالوحدة والاتحاد والاعتصام، ولا نصر إلا بسواعدنا لا بسواعدنا غيرنا.