نمو الميليشيات على الحدود نتاج الفوضى وانفلات السلطة في الجوار.
الإشكالية إقليمية وجزء من صراع ميليشيات مدعومة من قوى بالمنطقة.
بواسل حرس الحدود يواجهون عدوا متلوّنا ومتعدد الانتماءات والولاءات.
الأرقام تكشف تضاعف محاولات التهريب باستخدام أساليب متنوعة وجديدة.
طائرات مسيّرة وسيارات مجهزة بالأسلحة ووسائل اتصال لاختراق الحدود.
قرار تغيير قواعد الاشتباك تزامن مع زيادة عمليات التهريب كمّا ونوعا.
القوات المسلحة تستند الى منظومة أمن حدود متطورة وتجهيزات حديثة.
تتواصل مواجهات القوات المسلحة الأردنية_ الجيش العربي_ على الحدود الشمالية والشرقية مع سوريا، في الآونة الأخيرة، وهي نتاج الفوضى الموجودة وانفلات السلطة، الذي يؤدي إلى نمو وسيطرة بعض الميليشيات والجماعات، التي تقود حربًا إقليمية وتصدّر المخدرات للأردن، وتريد أن تصدرها لدول الخليج ودول عربية. الأردن هو الهدف وما وراء الأردن هو الهدف من القائمين على عملية تهريب المخدرات، إنها إشكالية كبرى ليست أردنية فقط، بقدر ما هي مشكلة إقليمية، وجزء من الصراع الذي تقوده هذه الميليشيات المدعومة من قوى إقليمية، وهي تستهدف للأسف أمن واستقرار الأردن.
بواسل الجيش العربي يقفون بالمرصاد على الحدود الشمالية لأي محاولة تستهدف الوطن، وقواتنا الباسلة في سباق دائم لحماية حدود الوطن، والحفاظ على امنه واستقراره ونظامه، وتعتبر قيادة حرس الحدود منظومة تكاملية للتعامل بقوة وحزم مع ارتفاع محاولات التهريب التي لا تتوقف من قبل الجانب السوري تحديدا، ويقف جنود القوات المسلحة الأردنية_ الجيش العربي_ على امتداد الحدود الشمالية الشرقية الأردنية والبالغ طولها 380كم، ويعتبر كل فرد من أفراد قوات حرس الحدود مشاريع شهادة في سبيل الوطن والحفاظ على امنه واستقراره، وحتى ينعم كل مواطن أردني على تراب هذا البلد العصيّ عن كل ما يمس سيادته ومصالحه الوطنية بالطمأنينة والأمن والسلام.
يتصدى بواسل القوات المسلحة الأردنية من مرتبات حرس الحدود بكل عزيمة وقوة لكن من تسوّله نفسه المساس بأمن هذا الوطن، وأمن حدوده، بل ويقفون بالمرصاد لكل من يحاول أو يفكر أن يتخذ حدودنا الأردنية عبورا له ولمن هو على شاكلته من المخربين والمهربين وتجار المخدرات ومروجيها وتجار الأسلحة لدس سمومه التي تستهدف المصلحة الوطنية، وشباب هذا البلد، وتستهدف استقرار الأردن الذي ما زال ثابتا وبحمد الله في وجه العواصف التي يجتاحه من كل صوب واتجاه، وبواسل مرتبات حرس الحدود يقدمون لنا صورا في الكفاح والنضال والتضحية في سبيل أن يبقى الأردن عزيزا منيعا قويا في وجه كل من يحاول المساس بترابه، وعلى الرغم من طول الحدود وصعوبة تضاريسها الجغرافية، وقساوة وتنوع الظروف المناخية في كل الفصول إلا أنهم يثبتون لنا ولكل العالم، أن قيادة حرس الحدود الأردنية تعتبر من أقوى قوات حرس الحدود في العالم، خاصة وأن الأردن يقع في بؤرة ملتهبة من الصراع العربي الإسرائيلي، والصراع السوري، والصراع اللبناني، وحزب الله، وما يحدث في العراق الشقيق ومع ذلك يستبسلون بكل قوتهم وانتمائهم لهذا الوطن والتضحية بأرواحهم في سبيل الحفاظ على أمن الأردن واستقراره.
المتابع جيدا لما يحصل على الحدود الشمالية الشرقية يجد أن بواسل قوات حرس الحدود يواجهون عدوا متلوناً ومتعدد الغايات والانتماءات والولاءات، ومع ذلك ينذرون أنفسهم في التصدي بكل الوسائل المبتكرة، وقواعد الاشتباك لمواجهة سموم وآفة المخدرات بكل أصنافها، وأنواع مختلفة من الأسلحة. جنودنا البواسل وأبناؤنا من حرس الحدود يتسلحون بعزيمة لا تضعف ولا تلين، وهامات عالية لا تعرف الموت ولا الخوف ولا التقاعس عن أداء الواجبات الموكلة لهم بكل ثبات وانتماء، وهم دائما على أهبة الاستعداد، وأصابعهم جاهزة للضغط على الزناد لتطبيق قوعد الاشتباك لمن يتسلل الى حدودنا ويريد أن يعيث فيها فسادا وخرابا.
منذ عام 2020 وحتى يومنا هذا، تشير الأرقام التي تعلنها القوات المسلحة الأردنية_ الجيش العربي_ أن هنالك زيادة ومضاعفة في محاولات التهريب التي تحدث على الحدود الشمالية الشرقية باستخدام أساليب متنوعة وجديدة ولا سيما استخدام الطائرات المسيّرة، وسيارات مجهزة بالأسلحة، ووسائل الاتصال لاختراق الحدود، واستخدام كل ما في حوزتهم من أسلحة ثقيلة وخفيفة.
جاء قرار رئيس هيئة الأركان المشتركة لتغيير قواعد الاشتباك، والاستهداف المباشر لكل حركة مشبوهة بالقرب من الحدود الأردنية، تزامنا مع زيادة عمليات التهريب كما ونوعا، والتنوع في الوسائل المستخدمة، وفي ظل ما تشكله هذه الجماعات المسلحة والمتطرفة والإرهابية من خطرا محدقا على الحدود الأردنية، وأمن واستقرار الأردن، لا سيما في ضل ما يحدث هذه الفترة من اشتباكات ما بين قوات حرس الحدود والمتسولين والمخربين والذي أدى الى استشهاد أحد مرتبات حرس الحدود، وإصابة بعض المرتبات نتيجة قواعد الاشتباك في الليل والنهار مع الطرف الآخر الذي يحاول بكل قوته لكنه لن يفلح ولن ينجح.
وتسند القوات المسلحة الأردنية في خططها المستجدة للتعامل مع المتغيرات على الحدود الشمالية الشرقية، إلى منظومة أمن حدود متطورة عالية الجاهزية سواء على صعيد القوى البشرية المؤهلة والمُدربة، والتجهيزات اللوجستية العسكرية والتكنولوجية الحديثة، من أجل التصدي لكل محاولات المس بالحدود الأردنية والاقتراب منها، في إطار من التعاون والتنسيق بين جميع الوحدات العسكرية المعنية والأجهزة الأمنية الأخرى.